فلسطين تٌسْقِطْ أوهام القوة والتوسع الاسرائيلية 

جلال نشوان
جلال نشوان

بقلم: جلال نشوان


قراءة متأنية وعميقة للأحداث الدراماتيكية التي يلحظها قارئ المشهد في الحرب الأخيرة التي شنتها اسرائيل على فلسطين ، سيجد أن ، أوهام القوة والتوسع تبددت وتهاوت ، حيث سجل الفلسطيني في ( القدس ، واللد ، وأم الفحم ، وعكا ، والضفة ، وغزة ، والشتات ) ابداعاته في التصدي للغطرسة والهمجية والبربرية والوحشية للمحتل الاسرائيلي ، الذي رسم أطماعه في التوسع (من النيل الى الفرات )، حيث انحسرت أطماعه في بقعة جغرافية محددة ( فلسطين ) ولعل سقوط نظرياته التوسعية  تجسد  بانتفاضات الشعب الفلسطيني  المتتالية أكبر دليل على الانحسار  ، 
و ما يؤكد ذلك السقوط أيضا سقوط مئات الصواريخ (الفلسطينية الصنع )في الحرب الأخيرة على (حيفا ويافا والقدس واللد وبئر السبع ).....
وفي الحقيقة ،كانت ادارة ترامب  تسعى جاهدة الى صياغة العالم العربي من جديد و  تهيئة المناخ لجعل اسرائيل القوة الرئيسة في المنطقة ،حيث رسخت مبدأ شرطي المنطقة لدى صناع القرار فى العالم العربي ، وظل هذا التوجه حاضراً في أذهانهم ، ودائما كانت الحجة ، أيقاف النفوذ والتمدد الايراني في الاقليم ، ومن قرأ بنود صفقة القرن التي تم صياغتها من ( نتنياهو وكوشنر ) سيلحظ المؤامرة التي اٌعدت في المطبخ الأمريكي والصهيوني ، الا ان رفض الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته السياسية وقيادته أفشل تلك المؤامرة، وجاء نضال الشعب الفلسطيني وتصديه للمؤامرة جعلها تموت موتاً سريعاً ....
لقد بذل بايدن( ثعلب السياسة الأمريكية ) جهوداً مضنية لايقاف الحرب الأخيرة  وانقاذ نتنياهو من ورطته ، وانزاله بهدوء من أعلى الشجرة ، لأن الواقع كان يسير في صالح الشعب الفلسطيني ودليلاً دامغاً  لسقوط كافة نظريات التوسع ، وأوهام القوة التي تعشعش في أذهان قادة المطبخ الصهيوني ....
المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة يتراجع ، بسبب الكثير  من المتغيرات السياسية الاقليمية والدولية ، اذ كيف نفسر زيارة رئيس الاستخبارات السعودية (الفريق خالد  الحميدان ) واجتماعه مع الرئيس بشار الأسد والاتفاق على اعادة فتح السفارة السعودية في دمشق ؟!!!! ، زيارة الحميدان الى بغداد والاتفاق على التنسيق في كافة القضايا التي تهم البلدين !!! ثم التقارب التركي المصري ، والاتفاق على حل كافة القضايا التي تقف عائقا أمام عودة العلاقات وخاصة ( ليبيا وغاز شرق البحر الابيض المتوسط ) ثم التحديات الداخلية التي تواجه بايدن ومنها ( كورونا والشعبوية التي أرسى دعائمها ترامب  ، ومحاولة تربع الصين على عرش الاقتصاد العالمي واوكرانيا ) ،غير ان تلك التحديات لن تحول دون التزام الولايات المتحدة الامريكية بأمن اسرائيل وتفوقها العسكري في المنطقة ، ولكن الحد من اطماعها والتخلي عن التوسع وأوهام القوة ، ولعل المكالمة الهاتفية (الفظة) بين بايدن ونتنياهو خير شاهد على ذلك 
الولايات المتحدة الأمريكية تجري مفاوضات سرية وعلنية مع ايران بشان الملف النووي الأمريكي ،واعادة صياغة الاقليم من جديد ،وبالرغم من محاولات اسرائيل المتكررة افشال الاتفاق ، الا ان الأمور تسير بغير ما تشتهي سفن نتنياهو ....
الكثير  من المتغيرات السياسية في الاقليم ساهمت بشكل فعال في تبديد أوهام القوة والتوسع لدى قادة المطبخ الصهيوني الذين اصطدمت أطماعهم بالكثير  من المتغيرات  الفلسطينية والاقليمية والدولية ، ومنها 
الحراك الكبير لدى المثقفين والمتنورين في المجتمعين الأمريكي والاسرائيلى ،بالايمان بحقوق الشعب الفلسطيني واعطائه حقه باقامة دولته على ارضه ولعل مطالبة بايدن بحل الدولتين هو نتاج طبيعي لتلك المعطيات ...

البوابة 24