فقه العنتريات

خليل الصمادي
خليل الصمادي

بقلم:خليل الصمادي

وهو المضاد لفقه المصالح أو فقه الموازنات، وقد انتشر أخيرًا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، فما أسهل من أن ينشر أحدهم أو يعلق أو يتنطع على قضية ،...وهو متكئ ! يرى فيها ضررا له؛  ولكن فيها فائدة للأمة لا ترى إلا بعد حين ومن قبل فقهاء أفذاذ .
فهذا الصحابي الجليل عمار بن ياسر ينطق بكلمة الكفر اتقاءَ  عذاب قريش ويصل الخبر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول له : "إن عادوا فعد".

والفاروق عمر يقول " حق على كل مسلم أن يقبِّل رأس عبدالله بن حذافة، وأنا أبدأ بذلك." لأن عبد الله قبَّل رأس ملك الروم في معركة قيسارية بناء طلب الملك الكافر كشرط للإفراج عن أسرى المسلمين. وتم الإفراج عن جميع الأسارى بعيدا عن العنتريات والتنطع .
أكتفي بهذين المثالين. وأضيف أن أحد مصاريف الزكاة الثمانية للمؤلفة قلوبهم وهم الّذين يراد تأليف قلوبهم بالاستمالة إلى الإسلام، أو تقريرًا لهم على الإسلام، أو كف شرهم عن المسلمين، أو نصرهم على عدو لهم، ونحو ذلك.

  هذا هو فقه المصالح أو الموازنات وهو تحقيق مصلحة بأقل الخسائر، فالمهم أن يكون القلب مطمئنا، فلا أبيض وأسود في أغلب الأمور السياسية ومن يكون صديقي اليوم ربما يصبح عدوي والعكس صحيح.، 

ولو كانت وسائل التواصل في عهد الفاروق فلا شك أن فقهاء العنتريات سيملؤون صفحاتهم ومنتدياتهم بالطعن والشتم ويقولون كيف لصحابي من صحابة رسول الله أن يقبَّل رأس كافر ؟!
اليوم وأمس امتلأت صفحات التواصل بمثل تلك العنتريات وكأن الذي يديرها بالخفاء يحاول أن يوقدها أ حتى يحول المعركة بين أصحاب القضية الواحدة إلى معارك حامية الوطيس بيننا ،وترك العدو يتنفس الصعداء بعد هزيمته.

ليس من المروءة أن تنال ممن يدافعون عن شرف الأمة مع أشرس عدو عرفه العالم، لأن لك حسابا مع الدولة الفلانية أو الشخص الفلاني مع العلم أن بعض   العناتر غرق بالمال والأسلحة والمساعدات الخارجية  التي ساهمت في خراب بلده  وهو يعلم ذلك .
أيها الفقهاء العناتر : هل تعرفون قصة الصحابي حاطب بن أبي بلتعة إن كنتم لا تعرفونها فهاكم ملخصها: ارسل حاطب لأهل قريش خطة الرسول في غزوهم وقد حرص الرسول أن تكون سرية ، وتعد بلغة اليوم خيانة عسكرية!!

ماذا فعل به الرسول بعد ان عرف حسن نيته.
قال اتركوه فقد اطلع الله على أهل بدر وغفر لهم. 
احسبوه من أهل الثغور والرباط فاغفروا له او ادعوا له بالهداية إن أخطأ.

البوابة 24