البوابة 24

البوابة 24

البيعةُ

معتز القطب
معتز القطب

البيعةُ
أ.د. معتز علي القطب
الضَّيفُ أَصدَقُ أَمَّن فَاوَضَ السُحُبَا             
مَا أمْطَرَت مَطَرَاً إلا لِمَن غَلَبَا
مَضَى لِحِطّينَ مَنصوراً لِيُنقِذَنَا                 
إنَا نُبايعُ من لِلقُدسِ قَد غَضِبَا 
تلكَ الغُيومُ التَّي مَرَّت بِعَالَمِنا                  
مِن أرضِ أوسلو ظَنَنَّا أنَّها سُحُبَا 
كَانَت سَراباً فَلم تَسقِي مَدائِنِنَا                   
فَلا شَرِبْنَا وَلا التّارِيخُ قَد شَرِبَا
يَا قُدسُ فِي غَزَّةَ الآبارُ قَد مُلِئَت               
حَتَّى تَغيثَ إذا مَا المَاءُ قَد طُلِبَا
بُشْرَى مِنَ الضَّيفِ أن يَسقِي مَناطِقَنَا          
وَيَغْسلُ المَسجِدَ الأقصَى مَتَى سَكَبَا 
سَبعونَ عَاماً حُرِمْنَا مِن جَداوِلِنَا                
فَلم يُصبُّ عَلى أَنْهارِنَا عَرَبَا 
مَا عَادت النَّاسُ تَرضَى مَن يُخَادِعُهَا        
جَداولُ القُدسِ بَاتَت تَرفُضُ الكَذِبَا 
يَا طَيبَ الذِكرِ عِشْ مَا شِئتَ فِي دَمِنَا         
إنَّا نُحِبُّكَ، زِدْنَا القولَ والخُطَبَا
يَا صَاحِبَ الفَضلِ قَد أوقَدتَ شُعلَتَنَا              
إنَّا سَنُشعِلُ مِن قِنديلكَ اللهَبَا 
قَد آنَ للنهرِ أن يَجري بِرفقَتِنَا                    
كي يَغسِلَ القُدسَ والزيتونَ والعِنَبَا  
إذهبْ مَع البَيرقِ المَرفُوعِ فِي دَمِنَا            
رَصِّعْ فَلسطِينَ مِن أَجسادِنَا ذَهَبَا
  أَعِد المُروءَةَ فِي الأحياءِ قًاطبة               
وَقتَ الخُنُوعِ الى الطَاغُوتِ قَد ذَهَبَا 
يَا صَاحِبَ القُدسِ كَم تَهواكَ أفْئِدَةٌ              
يَا خَيرَ مَن أدَّبَ الأعداءَ أو ضَرَبَا
أبو عبيدةُ يَا نَجمَاً بِعَالَمِنَا                        
مَتى ظَهَرْتَ حَجَبْتَ البَدرَ وَالشُهُبَا
جَزَاكَ رَبُّكَ كَم أَسْعَدتَ أَنفُسَنَا                   
مَتى رَأيناكَ فِي التِلفَازِ مُنْتَصِبَا
نَمْضِي الى الجَولَةِ الكبرى وَتُرْشِدُنَا             
حَتّى نُذيقَ عَدوَّ الله مَا كُتِبَا
فِي كلِّ حَربٍ رَبِحنَا مَا أرادَ لَنَا                
رَبُّ السَّماءِ وَزادَ اليومَ ما  كُسِبَا
تَمْضِي خُطَاكَ، خُطى الأعداء مُدبِرَةٌ           
فِي كُلِّ شِبرٍ لَنَا نَصرٌ قَد اقتربَا
حتّى مَتى عادت الجولاتُ مُقبِلةٌ                
نزيدُ ما شاء من نصرٍ لَنا وُهبَا 
شُكْرا لِمَن عَلَّمَ المحتلَ هَيبتَنا                  
وَأصبحَ اليوم يشكو الحزن والتعبا
في جولةِ النَصرِ يوماً سَوفَ تَدخُلها            
وَتَهتفُ القُدسَ قَد بَايعتُ مَن رَبِحَا.

 

البوابة 24