البوابة 24

البوابة 24

علاء وبلينكن والحرب

ميسون كحيل
ميسون كحيل

بقلم: ميسون كحيل

علاء أبو حطب إنسان فلسطيني من سكان قطاع غزة وأثناء الحرب غادر منزله لدقائق معدودة لشراء ربطة خبز لعائلته المكونة من زوجته وأطفاله، وفي تلك اللحظة استهدف القصف منزله ما أدى إلى استشهاد زوجته وأطفاله الأربعة في حين شاءت قدرة الله إلى إنقاذ طفلته الصغيرة بعد ان قذفها شدة القصف للخارج لتنجو من هذا الإجرام الممنهج كي تكون شاهدة على العصر.

بلينكن انسان آخر أمريكي إن صح التعبير يتبوأ منصب وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وقد وصل إلى الكيان الإسرائيلي بعد ان توقفت الحرب واستشهدت عائلة الإنسان الفلسطيني علاء أبو حطب.

الحرب هي المواجهة العسكرية (غير المتكافئة) التي قام بها جيش الاحتلال من خلالها بقصف غزة وهدم بيوتها وتشريد اهلها وقتل أطفالها، الحرب التي يقال أن سببها استهداف منظم للأقصى وحي الشيخ جراح .

انتهت الحرب وصمتت المدافع وتوقفت الطائرات الحربية عن قصف غزة التي ذهبت مع انتهاء الحرب إلى لملمة جراحها وجمع أشلاء شهدائها وتنظيف الشوارع وركام المباني وتجميع أسماء الشهداء والجرحى فهل توقفت مع انتهاء الحرب الأسباب التي دعت إلى هذه الحرب؟ من العدوان الإسرائيلي واستمرار المستوطنين في اقتحام الأقصى وحي الشيخ جراح؟ والجواب بالطبع لا !!! بل تم اضافة سلوان للعدوان الممنهج من أجل إخلاء عائلات فلسطينية مقدسية من منازلها! إذن لماذا كانت الحرب؟

علاء ابو حطب سيعيش على ذكرى عائلته التي تركته مع طفلته الصغيرة، وبلينكن سيكرر زيارته للكيان الإسرائيلي من أجل إعادة وتأكيد الدعم الأمريكي لهذا الكيان الغاصب والحرب قد تستثمر من هنا أو هناك ولن يعلن عن تكرارها أو تجديدها إلا في حالات جديدة للسياسات التي تستخدم البشر كحطب!

وعليه فقد بلغ السيل الزبى ولا يجوز الاستمرار على هذا النهج النضالي وممارسة السياسات المضللة والضائعة والبقاء في زاوية التمنيات والأمل، ولا يمكن القبول بحروب تحمل معها فقط أعوام حدوثها وأسماء شهدائها وجرحاها وعناوين بيوتها المدمرة، وذات السيناريوهات السياسية التي تخرج بعد كل حرب !! وذات المواقف التي تبقى محصورة ضمن المشاهد الداخلية! إنما نريد عملا يبرهن اننا تغيرنا نحو الأفضل في سلوك نضالي يجمعنا ولا يفرقنا وموقفا فلسطينيا يؤخذ به دوليا وإجراءات تضع حدا لكل السيناريوهات المفروضة وتنطلق نحو سيناريو واحد وهو كيف نكون مجتمعين تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة الروح لها، وانتخاب مجلس وطني جديد يضم الكل الفلسطيني من داخل وخارج الوطن كنقطة ارتكاز نحو بلورة شكل النضال الفلسطيني الجديد وعنوانه الوحدة الفلسطينية والقرار المستقل بعيدا عن السيناريوهات التي كرست فكرة الحروب المتكررة دون نتائج ملموسة على الأرض وإعادة طبق الأصل لكل المشاهد المكررة لحالة علاء الفلسطيني وبلينكن الأمريكي والحرب.

كاتم الصوت: الصوت المسؤول والموقف الجديد لحركة حماس والذي يتبناه السنوار سيكون رادع لأصوات النشاز في جسمها.

كلام في سرك: وكأن المشكلة في الإعمار! وحصص الحصول على مناقصاتها! وصراع شركات الأحزاب!

رسالة: طلبكم غير مستجاب.. هناك شرعية معترف بها وقيادة تقود المرحلة. أحتفظ بالأسماء.

البوابة 24