البوابة 24

البوابة 24

ومضات الصاحب الباهرة في حضرة المتميزين والعباهرة

طالب دويك
طالب دويك

محمد زحايكة
ومضات الصاحب الباهرة في حضرة المتميزين والعباهرة.
الفنان التشكيلي طالب دويك..  بيكاسو فلسطين.. وصاحب اللوحات ذات  الجمالية المثيرة.. 
بدأت علاقة الصاحب مع الفنان التشكيلي طالب دويك عندما قام  بتدريسنا في المرحلة الثانوية مادة الفن والرسم  في المعهد العربي الأردني في ابو ديس  نهاية سبعينات القرن الفارط ..حيث كان معلما ومدرسا محببا للمادة الفنية اي الرسم بشكل خاص ، وكان يتعامل مع الطلاب بأسلوب تعليم عصري يوازن بين سياسة الاحترام المتبادل مع مرونة كبيرة تحبب الطلاب بهذه المادة الممتعة اذا ما قيض لها مدرس هو بطبيعته فنان وعاشق للفن .
واذكر ان المعلم والفنان دويك كان يصطحبنا  احيانا الى خارج الصف المدرسي ويعطينا الدرس في أجواء  الطبيعة مباشرة خاصة في فصل الربيع مما وثق العلاقة معه وجعلها اكثر حميمية  والتصاقا به ، إذ كان يتجرا بعض الزملاء من الطلبة ويسألوه اسئلة حساسة كونهم في مرحلة المراهقة فيجيب عنها بكل أريحية وطيبة خاطر وباسلوب المتمكن والمطلع على هذه الأمور  مما ساهم في زيادة شعبيته بين جمهور الطلبة .
وتمضي الايام ، وإذا بالفنان دويك يتفرغ للفن ويكتسح السوق الفني من حيث الانتشار والمساهمة في تجربة رابطة الفنانين التشكيليين ومن ثم تجربة مركز  الواسطي للفنون الجميلة    في حي الشيخ جراح مع عدد من زملائه الفنانين . واصبحنا  بعدها نتابع معارضه الفنية بشغف وصرنا نشاهد لوحاته الجميلة وقد زينت العديد من جدران المؤسسات الوطنية  والفنادق مضفية نوعا من البهجة على النفس ومكتحلة بها العيون .
وكان الفنان طالب الدويك هو الذي عرفنا على المدارس الفنية التشكيلية في العالم من انطباعية وتجريدية وتكعيبية  وتأثيرية وطبيعية وسريالية وربما غيرها ، رغم انه لو سأل أحدهم  الصاحب اليوم ما هي الفروق بين هذه المدارس التشكيلية، لاجابه الصاحب " لا تشكيلي ولا اشكيلك.. الحال من بعضه في عدم الفهم .. الله وكيلك.. "؟؟
وكنا نلاحظ ان الفنان طالب دويك معجب وربما متأثر  بالفنان العالمي بيكاسو حتى أن الصاحب اطلق عليه بيكاسو فلسطين صاحب المدرسة التكعيبية على ما يظن الصاحب..
ومن اكثر الفنانين الذين تابعهم الصاحب بعد الفنان العملاق سليمان منصور كان فناننا  طالب دويك حيث اجتهد الصاحب وكتب بعض التعليقات والانطباعات عن معارضة الجمة التي كان يقيمها في القدس خاصة والتي تم نشرها في الصحافة المحلية  تباعا .
وذات يوم استضافنا  الفنان دويك حيث ذهبت بمعية الصديق الغائب الحاضر إيهاب الشنطي الذي شغل لفترة زمنية منصب مدير العلاقات العامة والإعلام والاتصال في مؤسسة الUNDP في القدس وذلك في بيته في حي الشياح المجاور لحي رأس العمود - سلوان وشاهدنا مرسمه الجميل ولدعنا قدرة لذيذة معتبرة . وكان الشنطي يحاول فتح آفاق من موقعه للفنانين الفلسطينيين في العالم العربي ، ولا ادري اذا تكللت هذه المحاولة بالنجاح او انها اقتصرت فقط على نتائج متواضعة .
الفنان طالب دويك.. انسان راقي.. متزن.. خجول.. متواضع.. يعشق فنه ويتعامل معه بجدية كبيرة.. ويدرك تماما ان الفنان المتفرغ  يجب أن يعتمد على نفسه اولا واخيرا في تسويق فنه ولوحاته  اذا اراد ان يعتاش من وراء هذا الفن المدهش الذي وصلت فيه بعض المزادات  العلنية  عالميا على  لوحات لفنانين عالميين من أمثال بيكاسو وسلفادور دالي وغيرهم  الى أرقام قياسية  فلكية تجاوزت مئات الملايين وتحديدا نصف مليار دولار كما حدث مع احدى لوحات الفنان ليوناردو دافنشي العالمية  من عصر النهضة التي قيل ان الأمير محمد بن سلمان السعودي قد اقتناها بهذا المبلغ الخيالي ..؟؟؟
ولا يمكن تجاهل اللمسات الجمالية التي تتميز بها لوحات هذا الفنان ، الذي أصبحت له بصمة واضحة واسلوب فني متميز  في إبداع وألق خاص يميزه عن الفنانين الفلسطينيين المبدعين الآخرين .
كل الاحترام والتقدير للفنان الأصيل والمتجدد دائما طالب دويك الذي علمنا عشق الفن التشكيلي وألهمنا ضرورة وأهمية   اقتناء اللوحات الجميلة لتكون جزء من حياتنا اليومية سواء في مؤسساتنا او بيوتنا  ، فالفن التشكيلي ذوق وتعبير راقي عن الجمال اللامتناهي في هذا العالم .

 

البوابة 24