البوابة 24

البوابة 24

الحنين

نداء يونس
نداء يونس

بقلم: نداء يونس

مثل المفانيح التي تدور
في اقفال خربة.
مثل العجائز في بيوت المسنين
امضع هذا الوقت.
ثقيل
ان لا تحمل شيئا.
اللغة مثل المصابيح
لديها حدود معترف بها مع العتمة.
لا شيء يشبه ان اراك 
تقطف العتمة التي لا اراها 
كي تصنع وقتا لهذا الحب.
ماذا تفعل وردة في يدك الان.
تنزلق اللغة مثل الثلج ال يذوب في كاس 
لم يعد من رحلة في الخمر والنشوة.
لذة؛
ان اكتب الى غيابك 
كل هذا الحضور.
مثل آلام الاضراس 
الوجع في القلب.
قلت ساترك الشعر
هناك الكثير من الذين يعملون في مناجمه
سقالات وعربات للجر وسككا للنقل
وقلت 
ان الشمعة التي معي انطفات 
وهذا يعني ان الاوكسجين في هذا الجزء من انفاق الحفر قد انتهى
وقلت ان الخروج بشمعة صامتة 
افضل من الموت اختناقا 
لكنني ما زلت 
انقب جدران اللغة.
قلت ايضا ان الاسماك لم تعد تسير عكس المجرى
وقلت ان النبع يرتخي مثل الاعضاء بعد حفلة جنس جماعية 
وقلت ان النهر لم يعد يقف شاقوليا 
لكن السورات ما زالت تتحرك
في دمي.
وقلت 
المراكب لم تعد تهتم بالوصول الى الشاطئ 
ولم تعد تتنفس تحت الضباب
وحتى القار الذي تسلخ من اطرافها 
لم يعد يستلزم ورشة في اللغة
لاصلاح الماء 
لكن الموجة تفعل.
"أقول اسمك
فتحزن في داخلي اللغة".. 
اواجه العالم 
لانني لا استطيع ان اواجه الحب
الذي اتركه كي اتمكن من العيش 
في هذا العالم.
النساء يسقطن دائما في امتحان ما
ربما يكون الحب.
في التلال البعيدة تنادي
الطيور الميتة 
والاشباح 
التلال الابعد من "طولكرم"
ابعد من رجفة النجم في الافق،
حيث تولد الحرائق والبكاءات 
حيث تصبح جنوبا .. جنوبا
 كل الاتجاهات
ويسير  الحنين مثل الرهبان 
بجلال قديم 
والصمت يمشي كالملوك 
بلا رداء.
انا ظل الجمر الذي اقبض عليه 
هكذا ايضا يمسكني الحب.
اراك في رعشة
لهذا خلقت الشقوق.
تتملكني رغبة معلنة للبكاء
للضحك الهستيري 
للقفز بكعب عال في الشوك الذي نما
في باحة خلفية
دون ان يستأذن احدا
ثم مسح الدمع بالجمرات.
الرأس كأس.
تتقشر الاشياء
لكنها 
مثل لعبة الماتريوشكا 
تنتج ذات الحزن الملون .. 
لم اغادر المكان 
لكنني هناك
ابعد من التلال التي تصيح فيها الاشجار مثل معلمات المدرسة الابتدائية 
التلال التي يتكاثر فيها الحنين مثل اطفال الفقراء 
الذين لم يعرف اهلهم حبوب تنظيم الحمل او الكوندوم
الذين لم يتعرف الى ملامحهم المتشابهة حتى آباؤهم
ولم يهتم احد بتعليمهم الاتيكيت 
او حتى الطريقة الصحيحة لنطق الكلمات
الذين يصابون بالتأتأة بلا مقدمات
وبالامراض المعدية 
الحنين الذي للتخلص منه
ينبغي على الزمن ان يجلس مثل نساء القرى البعيدة 
ويسحبه مثل القمل من رؤوس الاطفال
ثم بلا اعتذار 
يغرقه بالكيروسين.
مثلك؛
 اقف الان على مذبح
ولا ارى الاله،
مثلك الان 
اصلي 
بلا اتجاه
مثلك الان 
افتعل ثقبا في ساعة الرمل 
كي نخدع الوقت
مثلك ايضا 
احمل جسدي وادور 
لكن كالدوامات
ومثلك تماما 
لا اعرف اين صار الجنوب.

 

البوابة 24