البوابة 24

البوابة 24

السلاح الإسرائيلي لأوكرانيا وموقف روسي مناهض

بقلم محمد جبر الريفي

ظلت العلاقة السياسية الروسية في ما يتعلق بالموقف من الصراع العربي الصهيوني ثابتة كامتدادلسياسة الاتحاد السوفييتي السابق الذي كانت تربطه علاقات وثيقة مع الأنظمة الوطنية العربية يمدها بالسلاح والتاييد في المحافل الدولية خاصة في الأمم المتحدة وكان موقفه حاسما أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 56 حيث هدد وقتها خروتشوف رئيس وزراء الاتحاد السوفييتي بضرب عواصم الدول الثلاث الكيان الصهيوني وبريطانيا وفرنسا اذا لم يتوقف العدوان.. اما الموقف مع الكيان فقد فتح باب الهجرة اليهودية على مصراعيه بإعداد كبيرة ليزداد تعداد اليهود الغربيين في المجتمع الإسرائيلي اي ان الموقف السوفييتي كان يقوم على معادلة الاعتراف السياسي والهجرة للكيان الصهيوني في حين كان السلاح للأنظمة الوطنية العربية والتاييد السياسي للقضايا القومية العربية التقدمية وهو الموقف الذي انسحب ايضا علي للقضية الفلسطينية بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته الوطنية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقيه حسب مشروع ما يسمى بحل الدولتين .. هكذا ظل الموقف الروسي أسير الموقف السوفيتي السابق من كلا الطرفين العربي والصهيوني غير أن الحرب الروسية الاوكرانية الدائرة الان والموقف منها كفيلة بتغير هذه المعادلة الروسية حيث كشفت الحرب عن أسلحة إسرائيلية بحوزة الجيش الاوكراني يزوذ بها الكيان الصهيوني أوكرانيا التي تدعمها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو وهو الأمر الذي يستوجب من روسيا الآن اتخاذ موقفا مغايرا لذلك الموقف الذي ورثته من السياسة السوفييتية السابقة.. موقف جديد مناهض للسياسة الإسرائيلية خاصة بعد عودة نتنياهو إلى السلطة كرئيس لحكومة يمينية متطرفة تضم وزراء فاشيين وهو المعروف بتبعية مطلقة في سياساته للولايات المتحدة .. اتخاذ موقف روسي جديد في الصراع العربي الصهيوني أضحى ضرورة قومية روسية تمليها المصالح النضالية والكفاحية المشتركة بين الأمة العربية التي تتعرض لخطر المشروع الصهيوني العدواني التوسعي والأمة الروسية التي تتعرض هي الأخرى لخطر تمدد حلف الناتو نحو حددوها الوطنية موقف يقوم على دعم فصائل المقاومة الفلسطينية بالسلاح والتدريب حتى تشكل موسكو حاضنة دولية للنضال الوطني الفلسطيني كما كان الحال في الموقف من الثورة الفيتنامية وبالاعتراف ايضا بدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية وكذلك تكثيف الدعم للنظام السوري في مواجهته للكيان الصهيوني في عدوانه الجوي الذي يحدث بين فترة وأخرى على المناطق السورية خاصة العاصمة دمشق وعلى مستوى الشرق الأوسط تعزيز العلاقة مع إيران فيما يتعلق بانشطتها النووية .. كل هذه الخطوات السياسية يجب أن تكون في مقابل الموقف الإسرائيلي الموالي للغرب في الحرب الروسية الاوكرانية حيث لا يعقل بعد اكتشاف الدعم العسكري الإسرائيلي لاوكرانيا ومحاولة تزويدها بالقبة الحديدية لصد الصواريخ الروسية ان تبقى العلاقة الروسية الإسرائيلية على حالها التي كانت عليها في زمن الاتحاد السوفييتي السابق الذي اعترف بالكيان الصهيوني فور إعلان تأسيسه على أنقاض شعبنا عام 48 وكان بذلك ثاني دولة بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية وبعد ذلك تزويده بالمهاجرين اليهود الروس ليشكلوا اكبر جالية قومية يهودية في المجتمع الإسرائيلي غير المتجانس حضاريا ومنهم المجرم الصهيوني العنصري ليبرمان...

البوابة 24