البوابة 24

البوابة 24

أسرار تكشفها الوثائق السرية المسربة.. بايدن فشل في إقناع دول كبرى للوقوف معه ضد الصين وروسيا

أمريكا  ضد الصين وروسيا
أمريكا ضد الصين وروسيا

كشفت تقييمات الاستخبارات الأميركية "السرية المسربة"، إن الأجندة العالمية لـ جو بايدن، الرئيس الأميركي، تواجه تحديات كبيرة، إذ تسعى الدول النامية الكبرى إلى تجنب تصعيد المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، وفي بعض الحالات، استغلال هذا التنافس لمصلحتها الخاصة.

حسابات القوى الناشئة

وتقدم الوثائق  المسربة، العديد من الأسرار الأميركية، على رأسها لمحة نادرة عن الحسابات الخاصة التي أجرتها القوى الناشئة الرئيسية، من بينها الهند والبرازيل وباكستان ومصر، حيث تحاول هذه الدول تخطي الولاءات في عهد لم تعد الولايات المتحدة القوة العظمى بلا منازع في العالم.

عقبات تواجه بتيدن

تقدم نتائج الاستخبارات "المسربة"، والتي لم يتم الكشف عنها من قبل، رؤى جديدة بشأن العقبات التي تواجه "بايدن" في حشد الدعم العالمي لرفض تفشي الاستبداد، واحتواء العداء الروسي خارج حدودها، فضلًا عن مواجهة التوسع العالمي المتزايد للصين، حيث تحاول القوى الإقليمية البقاء على الهامش أو البقاء على الحياد.

وفي هذا الإطار، أوضح الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، ماتياس سبكتور: إن "الدول النامية تعمل على إعادة ضبط التوازن في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة منافسة جديدة قوية من الصين وروسيا، وليس من الواضح من الذي سينتهي به المطاف في المركز الأول أو الصدارة في غصون 10 سنوات، لذا فهم بحاجة إلى تخفيف المخاطر والتحوط من رهاناتهم".

موقف باكستان

والجدير بالإشارة إن باكستان، التي تلقت مليارات الدولارات من المساعدات الاقتصادية والأمنية من الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر، تعتمد الآن بشكل كبير على الاستثمارات والقروض الصينية، بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

ووفقًا لما ذكرته إحدى الوثائق "المسربة"، فإن وزيرة الشؤون الخارجية في باكستان، هينا رباني خار، في مارس، أكدت على أن بلادها "لم تعد تحاول الحفاظ على أرضية مشتركة بين الصين والولايات المتحدة".

وحذرت "خار"، من أن إسلام أباد يجب أن تتجنب الظهور وكأنها تحاول أن ترضي الغرب، لافتة إلى أن غريزة الحفاظ على شراكة باكستان مع أمريكا ستضحي في النهاية بكل الفوائد والمزايا لما اعتبرته شراكة "استراتيجية حقيقية" للبلاد مع الصين، بحسب ما جاء في مذكرة داخلية بعنوان "الخيارات الباكستانية الصعبة".

بالإضافة إلى ذلك، تكشف وثيقة أخرى، مؤرخة في 17 فبراير، عن مداولات شهباز شريف، رئيس الوزراء الباكستاني، مع أحد مرؤوسيه حول تصويت الأمم المتحدة، حيث امتنعت باكستان عن التصويت خوفا من إغضاب روسيا مع 32 دولة أخرى.

الهند ترفض الانحياز

وبالمثل، يبدو أن الهند تتجنب الانحياز إلى جانب واشنطن أو موسكو خلال محادثة في 22 فبراير بين مستشار الأمن القومي الهندي أجيت كومار دوفال ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، وهو ما تشير إليه إحدى الوثائق المسربة.

كما هو الحال في "الهند"، التي تتجنب الانحياز إلى جانب أمريكا أو روسيا، في محادثة 22 فبراير، بين "كومار دوفال"، مستشار الأمن القومي الهندي أجيت، و"نيكولاي باتروشيف"، نظيره الروسي، وفقًا لإحدى الوثائق المسربة.

وتقول إن "دوفال" أكد لـ "باتروشيف"، دعم الهند لروسيا في العديد من الأطراف، وأنه في اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في نيودلهي، أدى النزاع بشأن أوكرانيا إلى فشل في التوصل إلى إجماع فيما يتعلق بالتحديات العالمية الأوسع.

وتظهر "الوثيقة المسربة"، أن "دوفال" لفت أيضا إلى مقاومة الهند للضغط لتأييد قرار الأمم المتحدة المدعوم من الغرب حول أوكرانيا، قائلا إن بلاده "لن تحيد عن الموقف المبدئي الذي اتخذته في الماضي".

وفي السياق ذاته، أكدت مصادر مطلعة على موقف الهند أنها لا تدعم الحرب الروسية، لافتة إلى الإدانة التي وجهها رئيس الوزراء ناريندرا مودي لبوتين شخصيًا، لكنها طالما حظيت بدعم موسكو في الأمم المتحدة، ولا خيار لها سوى الحفاظ على علاقات الطاقة والاقتصاد مع روسيا.

وعلى عكس حركة عدم الانحياز التي ازدهرت خلال الحرب الباردة، يشير الخبراء إلى أنه لا يوجد سوى القليل في طريق أيديولوجية مشتركة اليوم، ولا ولاءات مفتوحة بين الدول التي تسعى إلى الإبحار في محيط من منافسة القوة.

والجدير بالذكر أن دول آسيا الوسطى "تسعى لاستغلال" هذه المنافسة والاستفادة من الاهتمام المتزايد من الولايات المتحدة والصين وأوروبا في سعيها لتقليل اعتمادها على روسيا، وفقًا لتقييم نُشر في 17 فبراير، لا تحدد الوثيقة تلك الدول، لكنها تشمل على الأرجح دولًا مثل كازاخستان، التي تسعى للحد من النفوذ الروسي وتطوير شراكات جديدة في مجال الطاقة والتجارة.

 

 

البوابة 24