الأرض محور الصراع مع المشروع الصهيوني

محمد جبر الريفي
محمد جبر الريفي

بقلم: محمد جبر الريفي

في كل مرحلة من مراحل الصراع بين الشعب الفلسطيني والكيان الصهيوني تتضح حدة التناقض الرئيسي الذي يحكم هذا الصراع وهو تناقض بين الهوية الوطنية العربية الإسلامية وبين الرواية اليهودية الصهيونية العنصرية ودائما مركز هذا الصراع هو الأرض ..الكيان الصهيوني يسعى للاستيلاء على الأرض والشعب الفلسطيني يدافع عن إلارض وكل الحروب التي نشبت بين الفلسطينيين والعرب مع الإسرائيليين اليهود الصهاينة كانت تدور حول الأرض كان ذلك في حرب 48 حين استولت العصابات الصهيونية على أجزاء كبيرة من الأرض بعد هزيمة الجيوش العربية في المعارك وأقامت كيانها العنصري وفي عام 56 احتلت إسرائيل قطاع غزة وصحراء سيناء في محاولة لتمدد الدولة العبرية وفي عام 67 استولت على مساحات واسعة من الأراضي وأصبحت فلسطين إضافة إلى سيناء والجولان تحت السيطرة الإسرائيلية هكذا فإن الأرض هي محور الصراع بين المشروع الصهيوني والمشروع الوطني وما يدور الآن من صراع في الضفة الغربية بين شعبنا و قوات الاحتلال الإسرائيلي هو صراع على الأرض وهو صراع طويل وتاريخي على الوجود وليس على الحدود لذلك فإن حل هذا الصراع بالوصول إلى تسوية سياسية له لا تجدي فيه الحلول الوسطى التلفيقية أي باقتسام الأرض بإقامة دولتين لشعبين شعب غاصب دخيل على المنطقة مغاير لنسيجها الاجتماعي الحضاري يمتلك هوية دينية خرافية وشعب أصيل متجذر تاريخيا في المنطقة لأن هذه التسوية السياسية لن توافق عليها الحركة الصهيونية العالمية باعتبارها المرجعية للدولة العبرية وقد تخلت عنها الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق ترامب المتصهين بسبب التحالف بين الأصولية المسيحية والأصولية اليهودية وحتى ولو تحققت بسبب الضغط الدولي فإنها لن تدوم بسبب اهداف المشروع الصهيوني الاستراتيجية الذي يعمل الكيان الصهيوني على تحقيقها من خلال التمسك بالرواية اليهودية والتعاليم التوراتية ولهذا السبب وصل ما تسمى بعملية التسوية التي تقوم على مشروع حل الدولتين إلى طريق مسدود لأن الصراع هو في الاساس على إلارض أي على الوجود وليس على الحدود ...

البوابة 24