البوابة 24

البوابة 24

حروب الجيل الرابع والخامس

حسام جبر
حسام جبر

بقلم: حسام صالح جبر 

حروب الجيل الرابع والخامس تعمل على تفتيت المجتمعات من الداخل، كما أن الحزبية العفنة والمتخندقة بمصالحنا القبيحة والخبيثة يجب علينا رفضها عند مناقشة الأحداث الوطنية بشكلها الحقيقي؛ لأن وراء غياب الصدق والشرف دمار وخراب ودماء تبعدنا عن عودة الحقوق مسافة أكبر مما هي عليها الآن. 

عندما يتلاعب الشخص بالمواقف ويعرضها بطريقة نجسة وغير صادقة عما تحمله من معاني تبتعد عن الصدق الوطني والأخلاقي لما يحمي الهوية الوطنية، يعتبر عند ذلك أكبر جاسوس من يعمل على استغلال الحدث والذهاب بهِ وراء الجرائم والدمار والتهجير. 
 
هنا سوف يكون أوغاد يحرفون تفكير الناس عما يجسد الحقيقة الفعلية لما يحمله الحدث عند المناقشة الموضوعية، مما يولد غياب حقوق شعبنا الفلسطيني أمام المحتل الصهيوني ومما ينهي ويعدم عملية التطلع للمستقبل.

يجب علينا انتقاد من يناقش القضايا المطروحة بطريقة تبني الهمالة والنجاسة بيننا، كي نتبث ما يقربنا من الحقوق ويحمي مكونات الشعب الفلسطيني ويجعل جهده النضالي موجه للمحتل الصهيوني الحقير. 

لكن ما يجعل المشهد السيء يتجه نحو ما يعمق ما تم ذكره سابقاً، أن الأحزاب تتقاتل مع بعضها البعض على أجساد الناس ودون الرقي في تقديم ما تطرحه من أفكار وممارسات داخلية فيما بينها، مما يولد مدخل يدفع لتجسيد السحاق والسفاح بيننا.

المؤلم والمفزع أن الحزبيون والمنتفعون يناقشون بعضهم البعض بطريقة مدنسة ومليئة بالزنى، أي أنها لا تلتزم بما يحمي الهوية الوطنية وكرامة الناس تحت سياق المحافظة على منظمة التحرير والعدل بيننا. 

كما أننا تحدثنا كثيراً عن حروب الجيل الرابع والخامس بما أنها تعمل على تفتيت الدول من الداخل وتحاك من دول خارجية، حيث هناك من يحرف ويستغل الموضوعات بطريقة تجعلنا نذهب نحو التفرقة وبناء حالة من التشردم والدمار والتهجير والدماء مما يمرر بعدها ما يريد وما يتناسب مع مصالحه الغير نزيهة والغير وطنية.

سوريا وليبيا والعراق واليمن عنوان يوضح الفكرة السابقة بشكل جلي ودون غموض.

لا بد أن يكون بيننا من يناقش القضايا المطروحة بطريقة تعكس حقيقتها وطبيعتها وما تحمله من سياق يحمي الحقوق ولا يبعدنا عنها.
 
جيد عند الانتقاد مراعاة أن ما يجعلنا نذهب نحو غياب الشرف والأخلاق علينا الانتباه منه، أي ما يقربنا وما يحمي الهوية الوطنية وكرامة الناس تحت سياق المحافظة على منظمة التحرير والعدل والقيم الجوهرية علينا التمسك بهِ.

وهنا التحديات السابقة تطلب منا تقديم انتقاد تحت سياق يتناسب مع تغيير المشهد الفلسطيني بطريقة تراعي التاريخ النضالي والثقافي المشترك ما بين مكونات وأحزاب الشعب المختلفة، مع عدم التنازل عن الحقوق ولكن بطريقة منتبهة وذكية تحمي الوحدة الوطنية دون استثناء القيم العليا عند تغيير سلوكياتنا وتصرفاتنا السيئة. 

لا يمكن معالجة ما نحن فيه من أوجاع إلا بعد الإلتزام بما يقربنا من الوحدة الوطنية، وما يجب علينا القيام به عند انتقاد الأحداث وما يجب علينا القيام بهِ عند تحليل المواقف وتشخيصها وربطها بما يبني الوحدة والبرنامج السياسي المشترك بيننا، كي يتم بعدها المطالبة بحقوقنا والمحافظة على أساسيات أولية نحو تغيير ما يبعدنا عن الأمل.

نحن أخوة وجب علينا عدم الابتعاد عما يحمي مكونات وأحزاب الشعب الفلسطيني المتعددة، أي المطلوب من الجميع وممن يدعي الوطنية تقديم الأفضل وما يحمي الهوية الوطنية والتاريخ النضالي والثقافي المشترك ما بين شعب يقع تحت احتلال مجرم وهمجي وبريري وعنصري.

لا بد عدم إغفال أن هناك وهنا من يتلاعبون ويتناولون الموضوعات بطريقة حقيرة، كما أنهم يكذبون في طريقة تفسيرهم وتشخيصهم للمواقف، حيث إن أبناء شعبنا الفلسطيني المغلوب على أمره يقع فريسة عند ما يتم سحبه في المناقشة وعرض الحدث عليه، مما يجعله يذهب نحو بناء الدمار الشامل بيننا.

في حين أن هناك وهنا يقدمون حلول سحرية لا تبتعد عن الشعارات الملعونة وليس لها علاقة بالواقع ولا يمكن تحقيقها، كما أنهم يساعدون ويدافعون عما يحمي حزبيتهم العفنة وعما يلتصق بمصالحهم ولو بدون حق ولو على حساب دماء الناس وحقوقهم. " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ "
جوال: 00972599361239
إيميل: h.j153@hotmail.com

البوابة 24