إضراب الأسير الفلسطيني عن الطعام مشروع حرية أو شهادة

اضراب عن الطعام
اضراب عن الطعام

بقلم أ. جملات عبدالحميد الشاعر

يتعرض الأسير الفلسطيني منذ الحظة الأولى من اعتقاله لأبشع أنواع التعذيب النفسي من إهانة لفظية التي  يتبعها أضرار نفسية خطيرة ، والتعذيب والجسدي من الضرب المبرح الذي يتبعه أمراض مزمنة  ، وفي بعض الحالات إعاقات جسدية منها :  فقدان البصر ، بتر الأطراف ، أمراض الكلي والكبد والقلب وغيرها . الإضراب عن الطعام هو مشروع حرية أو شهادة يقبل عليه الأسير الفلسطيني داخل سجون الكيان الإسرائيلي ، يتبعه عندما يفقد الأمل في الحصول على احتياجاته من سلطة سجون الكيان الإسرائيلي ، والإضراب يكون ربما هدفه مطلبي يتعلق بالمطالبة بتحسين ظروف الأسرى داخل سجون الكيان الإسرائيلي ، كمطلب إنهاء الاعتقال الإداري ، أو توفير احتياجاتهم الضرورية ، أو إخراج الأسرى المعزولين ، أو المطالبة بزيارات الأهل ، أو توفير لهم رعاية طبية صحيحة وغيرها من الاحتياجات الإنسانية التي كفلها القانون الدولي ، وهناك إضراب احتجاجي رفضاً لممارسات مصلحة السجون للكيان الإسرائيلي منها : اقتحام غرفهم وتدمير ممتلكاتهم ، الاعتداء على الأسرى بالضرب والإهانة ، ومنع زيارات الأهل ، منع من التعليم ، منع من استخدام الجوالات والتلفاز والكثير من حقوقهم الإنسانية التي كفلها القانون الدولي الانساني ، ولكن إسرائيل تتخطى القوانين الدولية ، وللأسف لم تتعرض للمسألة دولية .
 تعتبر قضية الأسرى من الثوابت الوطنية الفلسطينية وتسمي بالخطوط الحمراء التي لا يمكن تجازها ، هذه الثوابت مجموعة من المبادئ فوق الدستور التي صاغها المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1977 م ، حيث يمثل القضايا الأساسية للتوافق الوطني ، الخاص بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، فيجب على جميع الفصائل الفلسطينية أن تتمسك بحق المقاومة ، وحق تقرير المصير ,وحق عودة اللاجئين ونصيف لجملة القضايا والثوابت الرئيسية قضية الأسرى فهي من القضايا الجوهرية ، وتعتبر جزءاً أساسياً من نضال حركة التحرير الوطني الفلسطيني ، وهي من دعائم مقومات القضية الفلسطينية ، ولها مكانة عميقة  في وجدان الشعب الفلسطيني على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم الحزبية ، فعلى جميع الفصائل الوقوف صفاً واحداً لنصرة قضية الأسرى البواسل بالكامل وخاصةً المضربين عن الطعام ، لاسيما وهو واجباً دينياً وقومياً واخلاقي ووطنا وانساني وبالتالي يجب لفت المسؤولين الفلسطينيين لما يعانيه الاسرى في السجون والتضامن معهم حتى نيلهم الحرية ، ومطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية بحق الأسرى المناضلين من أجل تحرير بلادهم وتحرير أنفسهم من سلطة الاحتلال ، فأين المجتمع الدولي من تنفيذ القرارات الدولية ؟ أين المجتمع الدولي من تحقيق مبادئ الديمقراطية التي يؤمنون بها ؟ فمعاً وسوياً نحو  إنهاء الانقسام لتحرير الأسرى وعودة اللاجئين واعلان القدس عاصمة فلسطين  وبناء وطن مستقل ، لأنه هو الطريق الوحيد لنجاة الشعب الفلسطيني دون تميز في الوطن والشتات.

البوابة 24