البوابة 24

البوابة 24

رغم التسهيلات الأخيرة.. هل اقتربت الحرب الخامسة على غزة؟

قصف غزة
قصف غزة
فلسطين - خاص البوابة 24
 
يبدو أن جولة التصعيد الجديدة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، قاب قوسين أو أدنى، خاصة بعد تصريحات اللواء احتياط إيتان دانغوت، منسق عمليات حكومة الاحتلال السابق، أن التصعيد آتٍ، حيث قال: "لقد وصلنا إلى ذروة تدخل الوسطاء ولن تصمد الأوضاع الحالية أكثر من ثلاثة أو أربعة أسابيع".
 
وردا على ذلك، أكد ياسر خلف، الناطق باسم حركة الأحرار، لموقع "البوابة 24" بأن هذه التصريحات تأتي في إطار المزاودات الداخلية، وتلميع أصحابها، فالجميع يعلم أن غزة لا تُهدد، وأن هذا التهديد يعكس إفلاس الاحتلال وعجزه أمام صمود الشعب الفلسطيني.
 
وأشار خلف إلى أن الأوضاع في قطاع غزة تشتد صعوبة وألم، لافتا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتلاعب لكسب الوقت لتأليب الشعب الفلسطيني على المقاومة الفلسطينية، معتبرا في الوقت ذاته أن ذلك مؤشراً خطيراً يتحمل نتائجه الاحتلال.
 
وقال خلف: "نحن نؤكد لسنا طلاب حروب، ودوما نسعى لتفويت الفرصة على الاحتلال من ارتكاب عدوان وجرائم بحق شعبنا، لكن أمام تعنت الاحتلال في تنفيذ مطالب شعبنا، فكل الخيارات مفتوحة والاحتلال يتحمل تداعيات ذلك".
 
وفيما يتعلق بالتسهيلات الإسرائيلية الأخيرة لقطاع غزة، أكد الناطق باسم حركة الأحرار أن هذه التسهيلات غير كافية، وهي ذر للرماد في العيون، ولا تلبي الحد الأدنى من مطالب الشعب الفلسطيني، وأن على الاحتلال تلبية كامل مطالبهم؛ لأن استمرار المماطلة والتسويف وتشديد الحصار، لن يولد الا انفجاراً.
 
وحول استعدادات المقاومة، أكد خلف، أن التنسيق متواصل بين فصائل المقاومة على أعلى مستوى، ضمن غرفة العمليات المشتركة التي تمثل إنجاز وطني مهم، لافتا إلى أن التعاون والتكامل لا زال متواصلاً، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه إذا أقدم الاحتلال على أي عدوان أو حماقة، فخيارات المقاومة واسعة وستفاجئ العالم أجمع بقدراتها، وأن ما أعدته من تجهيزات للجم عدوان الاحتلال، ليعود مدحوراً ومهزوما ومطعونا في كرامته، فالمعركة المقبلة ستكون وبالا وكارثة على الاحتلال والمجتمع، فلا أمان لشبر واحد داخل الكيان.
 
بدوره، أكد الدكتور هاني العقاد، المحلل السياسي، لموقع "البوابة 24"، أنه حتى الآن لم تحدث أي انفراجة في موضوع ملفات غزة، وقد بات الشعور أن الاحتلال غير جاد في تحقيق هدوء مقابل رفع الحصار عن غزة، وبات يعمل تحت معادلة التسهيلات مقابل الهدوء.
 
وقال العقاد: "إذا زاد مستوى الهدوء والتزمت المقاومة بعدم إغضاب إسرائيل، زادت التسهيلات وسمحت بفتح المعابر والاستيراد والتصدير وإعمار غزة، فهي تتحكم في كل شيء، وتعتقد أنها بذلك تستطيع الحفاظ على مستوى معين من الهدوء دون الاضطرار للتوصل لاتفاق تدفع فيه ثمناً كبيراً للمقاومة الفلسطينية".
 
وأضاف العقاد: "هذه المعادلة لن تصمد طويلا وسرعان ما ينفذ صبر المقاومة، لأن القطاع الآن على حافة الكارثة الاقتصادية مع منع الأموال والاعمار وتحديد أنواع البضائع التي تدخل للقطاع، وحتى الآن إننا نرى أن إسرائيل تريد أن تخنق القطاع لكن دون أن يصل لحد الانفجار والقتال من جديد".
 
وتابع بقوله: "يحي السنوار بالأمس ذكر الإسرائيليين بمنع التجول الذي فرض على تل أبيب من الساعة 10:00 حتى الساعة 12:00 في الحرب الأخيرة، وقال ليس لدينا مشكلة في استمرار جولة قتال أن استنزفنا كل أساليبنا الشعبية على الحدود".
 
وفي السياق، أشار المحلل السياسي، إلى أن المستوى الأمني والسياسي في إسرائيل، يعرف أيضا أن المسافة بينهم وبين أي جولة قتال قصيرة؛ لأن الملفات في غزة معقدة، وأن حكومة بينت ليس لديها الإمكانيات السياسية للتوصل لصفقة تبادل مع المقاومة تعيد أسراها وتسمح بإعادة إعمار غزة، وبالتالي فهي تقدر أن جولة قتال جديدة قادمة وخاصة أن المقاومة تريد استعادة معادلة القدس خط أحمر.
 
وقال: "تتوقع الأوساط أن يكون هناك تصعيد بين الطرفين في الأعياد إذا ما حاول المستوطنون المتطرفون اقتحام المسجد الأقصى من جديد".
وأضاف العقاد: "الجيش الإسرائيلي اليوم عبر الإذاعة الرسمية (كان) ذكر أن الجيش منع العطل للجنود والضباط تحسبا لتصعيد محتمل بين المقاومة وإسرائيل خلال الأعياد وخاصة عيد رأس السنة العبرية".
 
واختتم العقاد بقوله: "إن لم يحدث اختراق للوسطاء في موضوع إعادة إعمار قطاع غزة وفتح المعابر ورفع الحصار وفصل ذلك عن ملف الأسرى، فاعتقد أن المقاومة ستلجأ إلى جولة قتال جديدة لتحسين موقفها من القدس وإجبار إسرائيل على الرضوخ لشروطها"، مضيفا: "الأيام القادمة حرجة وتضغط على الوسطاء كثيرا لنفاد الوقت وإدراك أن المسافة أصبحت أقرب لجولة قتال منها للتوصل لاتفاق لها فأننا نتوقع أن تضغط مصر على كل من حماس وإسرائيل أكثر للتوصل إلى مقاربات حقيقية في موضوع ملف الصفقة وإعادة إعمار قطا غزة".
 
من جانبه، توقع يوسف الشرقاوي، المختص في الشؤون العسكرية، لموقع "البوابة 24"، أن يكون هناك تصعيداً جزئياً على قطاع غزة، لافتا في الوقت ذاته إلى أن إسرائيل حاليا تخشى من التنسيق بين الجبهات وهي غزة وجنوب لبنان وإيران.
 
وقال الشرقاوي: "من الصعب أن تقدم إسرائيل على شن عملية عسكرية واسعة على قطاع غزة، لأن لديها ضوء أخضر بشن عملية عسكرية على غزة، ولكن تخشى من التنسيق بين الجبهات الثلاثة".
 
وفيما يتعلق باستعدادات المقاومة، أكد المختص في الشأن العسكري، أن لدى المقاومة الفلسطينية مفاجآت، لافتا إلى أن المقاومة في الجبهات الأخرى لديها قوة ردع، تضع أمن إسرائيل على المحك.
البوابة 24