بقلم: نبيل عبدالرازق
ما أن يزج بالاسير او المعتقل في زنزانه ، الا ويبدأ صراعه مع الجدران والاغلال، من اجل حريته التي لا تقدر بثمن،، يبدأ بالتفكير والابداع في معركه الارادات تاره بخوض الاضراب المفتوح عن الطعام من اجل حريته او انتزاع حقوقه التي كفلتها المواثيق الدوليه داخل المعتقل وقد كان له هذا في اكثر من محاولة ،، يطلق لعقله العنان بالابداع من خلال نشاطاته الثقافيه وما ينتجه الاسري من كتابات ادبيه وقصصية راقيه وعميقه وكان لهم اسهامات كبيره في هذا المجال وهو ما اطلق عليه ادب السجون، حين يبدأ بالكتابه هو يحرر روحه وعقله وكيانه من القيد الذي كبل فيه وينطلق بعيدا محلقا في السماء .
وللاسري كل الاسري الحق الكامل بالتفكير وبشتي الوسائل والطرق للتحرر من باستيلات الاحتلال.،،، في كل زمان ومكان،، انه حقهم المشروع ، كيف لا وهم من دفعوا اغلي ما يملكون في سبيل حريه شعبهم وكرامته،،، ليست المره الاولي التي يلجا اليها اسرانا الابطال للتحرر من سجون الاحتلال ولن تكون الاخيره…..
ان الظروف القاسية التي يحياها اسرانا نتيجه ممارسه ادارة السجون عليهم لا تثنيهم قيد انمله عن محاولات كسر القيد بادوات بسيطه ولكن باراده لا تلين،،، وعلي مدار تاريخ الحركه الفلسطينية الاسيره كانت هناك محاولات كثيره منها ما كتب له النجاح ومنها من لم يصل للنهاية ،،ولكن يبقي شرف المحاوله قائم لا استسلام ولا خنوع للجلاد،، إن اسرانا هم ضمير الشعب..،، لم يتوقفوا يوما عن العطاء حتي في ذروه الالم،!!!
كانت لهم مبادرات كبيره علي الصعيد الوطني وهو ماعرف بوثيقه الاسري حرصا منهم علي وحده شعبنا والحفاظ علي نسيجه الاجتماعي وقضيته الوطنية والارث النضالي لشعبنا .
وقد كان مناضلينا الابطال اليوم علي موعد مع الحريه … عبر حفر نفق من زنزانتهم الي خارج صور السجن ليتمكنوا من نيل حريتهم ، رغم الاجراءات والتعقيدات الامنيه التي لا حصر لها.. رسالة قويه ذات بعد وطني وانساني ان السجان لا يستطيع هزم الاراده الحره او قتل الفكره،،، رغم ما يملك من ادوات للقمع والقتل ،، لن يستطيع المحتل ان يهزم ابناء الارض التي حفظت سرهم الي ان نجحوا بعناق النهار…
ان الطريق الي الحريه لا توقفها اسوار عاليه ولا اسلاك شائكه ولا نظام انذار متطور..،، وقد راينا كيف جاءت البشريات من خلال نفق بيسان !!! ابداعات لا تتوقف ،،نضالات لا تعرف الهزيمة ،، ينتصر الكف علي المخرز ، في بيسان ويصدقوا الابطال قول شاعرنا الجليلي توفيق زياد،، أهون ألف مره أن تدخلوا الفيل بثقب ابره وأن تصيدوا السمك المشوي في المجرة أهون ألف مره أن تطفئوا الشمس وأن تحبسوا الرياح أن تشربوا البحر وان تنطقوا التمساح .
