د.ايهاب بسيسو 
أقصد الفاكهة التي أعيد لها الاعتبار وطنياً وإعلامياً منذ تجدد دورها المعنوي من ثمار في الحقول الفلسطينية إلى أداة مقاومة تمنح الأحرار حشوتها الرطبة كي يواصلوا تفقد مشهد الحرية ولو لأيام معدودة ...
بعد قراءة ما تناقلته وسائل الإعلام عن حديث الأسرى المحررين المعاد اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال ...
توهج بعد خامس للأشياء، بَعد أبعاد الطول والعرض والارتفاع والزمن ...
بُعدٌ خامس من قيمة معنوية تمنح الأبعاد فرصة لاستعادة ملامحها من حصار الأسلاك الشائكة والفولاذ ...
شجيرات الصبر بخير 
شجرات الزيتون بخير 
الهواء بخير ...
التراب الذي توحد بخطوات الحرية بخير ...
دقات الساعة بخير ...
كل هذا الخير لم يكن من السهل ملاحظته في الاعتياد اليومي لحياة تعبر التفاصيل الصغيرة على عجل ...
غير أنه منذ ليلة أمس - وبعد أن علمنا ما قاله الأحرار خلال زيارة محاميهم لهم في مراكز التحقيق - أصبح لكل هذه التفاصيل معنى يدل على صمود خفي في ثنايا الأشياء
صمود يعرفه جيداً أسياد الوقت الذين جاؤوا من عمق الأرض ببشارة جديدة كالشمس، التحمت ببشارة الناصرة المقدسة ثم صارت حكاية للأجيال ورمزاً وحقيقة ونبضاً من كرامة ...
في السابق كان رمز المنجل والمطرقة يشير إلى ثورة الطبقة الكادحة والذي أصبح شعاراً عالمياً عابراً للجغرافيا ...
في فلسطين اليوم شعار الصمود حبة صبر وملعقة تشير إلى المعنى الكوني اللا نهائي للحرية ...
اللوحات المرفقة للفنان الشهيد ناجي العلي والفنان حافظ عمر والفنانة حنين نزال ...
فلسطين ما زالت بخير رغم عذابات الوقت ...