البوابة 24

البوابة 24

واتس اب؟؟؟

الصحفي نبيل عبد الرازق
الصحفي نبيل عبد الرازق

بقلم: الصحفي نبيل عبد الرازق

 ما حدث مؤخراً من تعطل وخلل لشبكات التواصل الاجتماعي لبضع ساعات ،،أثار أسئلة كثيره حول العالم؟؟ هناك من ارجع ذلك الي نظرية المؤامره ،،،وهناك من أعاد قول ان هذه المواقع والشبكات عالم من الوهم والافتراض والهشاشة،، وهناك من تحدث عن عمليات قرصنة واختراق تعرضت لها هذه المواقع في اطار الصراع الرقمي،،،.. ولكن كيف لهذا العالم ان يكون افتراضيا ؟

وقد يكاد أن يصبح كل شي في حياتنا!!! رحلات الطيران ، أسواق الاسهم والمال ، التسوق الالكتروني(أمازون وعلي بابا) ، الاتصال والتواصل بين بني البشر ، إن سعي الدول وتسابقها الي التحول الرقمي لم يأتي من فراغ … الاجهزة الخلوية التي بايدينا والتي يتسابق الناس الي اقتناءها بمجرد الاصدار الجديد منها ، تقنيه زووم والمؤتمرات خلال جائحه كورونا والوباء ، تواصل الارض مع محطات الفضاء ،، لايمكن فصل هذا التطور والتغني به بعيدا عن ثورة التواصل والاتصال… هل يعقل بأن يكون كل هذا وهماً أو عالما افتراضيا؟؟؟!!! لا ، لن يكون كذلك ،، ومع كل محاولات الانسان تجاهل هذه الحقائق ومحاوله التشكيك فيها وتقزيمها ونعتها بكل الاوصاف ،، لا أرها كذلك… انها حقائق وواقع وإن أردنا لها غير ذلك ،، فصراع الانسان مع الطبيعه وبكل ما تحتويه لم يتوقف يوما انه قانون الديالكتيك ،، من نفي النفي الي وحدة وصراع الاضداد الي الكم والكيف،،، حين تصبح مواقع ووسائل التواصل ماده حية في أداء الكثير من الادوار نيابة عن الانسان فهذا ليس وهما ولن يكون نظاما هشا،، كل هذه الاشياء أصبحت حقيقه جليه لا لبس فيها تؤدي أدوارا في الحياه، وتخضع كغيرها من مكونات حياتنا الي نكسات وصراعات واهتزازات ،، الي تطور وتغيير ومنها ما يتعرض الي الفناء،، كما الطبيعه والانسان ، بدايات ونهايات زلازل وبراكين ونيران ،، حروب وهزائم وانتصارات ،، جميعنا نخضع لقوانين ونواميس حياة ،، حين يجلس الاصدقاء مع بعضهم البعض ،وتجد كل شخص يمسك بهاتفه الذكي ويبدأ بمتابعه حسابة علي هذه المواقع وما تلقي من رسائل واعجابات وتفاعل… ومشاركة في الافراح والاطراح وتلقي التهاني بنجاح ابنه او تفوق إبنته او حين يبدأ ببث حي لحفل زواج أحد أصدقائه او أقربائه او بنشر صور لمشاركته في حفل شواء او مراسم دفن ،، فتنهال عليه التعليقات والاعجابات والمشاركة .،،، فهذا هو الواقع بعينه حتي وإن أردنا غير ذلك،،، لم تعد هذه الوسائل وهما او افتراضا بل اصبحت واقعا حقيقيا يحيا معنا ولو اردنا معرفه ما احدثته هذه التقنيات والابتكارات والاختراعات،،، فلننظر الي التحول النوعي في وسائل النقل والمواصلات بدأنا بالجمل والحمار والحصان… والان طائرات وقطارات وسيارات وبواخر وسفن فضاء والتطور الرهيب في التواصل والاتصال حين كانت البدايات بالحمام الزاجل وبفارس علي ظهر حصان ،، الي التلفون والفاكس وصولا الي الهواتف الذكية ،، هذه حقائق لا يمكن انكارها ،،،.. فتعطل هذه الوسائل لساعات قليله اربك العالم …. انها الحقيقة التي اندفع الانسان لمحاوله نفيها ،،ووسمها بالشئ الافتراضي !!!

لابد لنا ان نقر بإن هذه الوسائل أصبحت جزء أساسياً من حياة البشرية كما وسائل الانتاج من آلات ومصانع تعمل الان وفق برمجيات وتكنولوجيا معلومات.. وستبقي كل هذه الوسائل والمنصات ومواقع التواصل تخضع للتحديث والتطور ومواكبة المستجدات كأي عنصر في الحياة،، منها من يندثر وينتهي ومنها من يواصل البقاء،، ويبقي السؤال الأهم… سؤال الناس للناس،،في معترك الحياة.. شو الاخبار؟؟؟ واتس اب؟؟؟

البوابة 24