صور: الشيف "سجى".. باصراها تنفض غبار القصف عن مشروع " بيتنا"

جانب من المطعم
جانب من المطعم

غزة- البوابة 24- سماح المبحوح


لم تعد الروائح اللذيذة التي كانت تنبعث من مطبخ " بيتنا " تصل لأنوف المارة كلما ساقوا خطاهم نحو برج الجوهر وسط مدينة غزة، كما لم يعد المكان الذي كان يعج بالحياة قبل الحادي عشر من مايو كما هو، فرائحة الطعام الذي كانت تطهوه الشيف سجى أبو شعبان وصديقاتها أبدله الاحتلال برائحة الدمار والبارود. 


الشيف سجى ( 30عاما) التي بذلت جهدا كبيرا على مدار عام لإنجاح مشروع " بيتنا"، التقت فيه أحلامها مع ست سيدات، تميزن بتقديم أكلات شرقية وبيتية، فحصدن الثمار حين كان يتوافد الزبائن عليه ويشهدون لهم بلذة ما يقدمن، سقط بكل ما يحتويه داخل حفرة كبيرة صنعتها صواريخ حربية.

يشار إلى أن طائرات إسرائيلية حربية قصفت برج الجوهر المكون من 9 طوابق فجر يوم الأربعاء 12 مايو/أيار 2021، والذي تواجد فيه مكاتب عدد من المؤسسات الإعلامية الفلسطينية والعربية ومحال تجارية.

والمشروع التي أنشأته الشيف سجى بجهد شخصي من مالها واستدانة من المعارف، هدفت من خلاله خلق فرص عمل لها ولصديقاتها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنين بقطاع غزة.

لتحدي البطالة


وتقول الشيف سجى الحاصلة على شهادة البكالوريوس بإدارة أعمال إن: " حبي لصنع الطعام وإعداد ما لذ وطاب من مأكولات شرقية، دفعني للمشاركة قبل نحو عامين بمسابقة محلية فحصلت على المركز الأول وأخرى على مستوى الوطن العربي نلت بها الميدالية الذهبية، بعدها فكرت مليا بافتتاح مشروعي الذي أصبح فيما بعد أثر بعد عين".

وتضيف:" وضعت كل طاقتي وجهدي وخبراتي لأخرج بهذا المشروع، حتى طموحي المستقبلي، وأصبح شغلي الشاغل النهوض به وتطويره، وأن يكون الخيار الأول لسكان غزة، حين يفكرون بتناول الطعام".

وتتضيف تحمست كثيرا بعد الفوز لافتتاح المشروع، وشجعني زوجي وأهلي وساندوني حتى شاهدوا معي التجهيزات والتحضيرات بالمكان، وصولا لإعلاني عن استقبال الزبائن". 

وتتابع:" وضعت كل طاقتي وجهدي وخبراتي لأخرج بهذا المشروع، حتى طموحي المستقبلي، وأصبح شغلي الشاغل النهوض به وتطويره، وأن يكون الخيار الأول لسكان غزة، حين يفكرون بتناول الطعام".

وبصوت أثقله الحزن على تدمير الاحتلال الإسرائيلي مشروعها تتابع: " كان المشروع يوفر فرص عمل لصديقاتها، بعد أن واجهن صعوبة في الانخراط بسوق العمل، بسبب ارتفاع معدلات البطالة"
وتشير الاحصائيات الفلسطينية الرسمية إلى ارتفاع نسب الفقر إلى ما يزيد عن 80 %، ونسب البطالة إلى ما يزيد عن 60 %، فيما تنعدم فرص العمل الدائم للخريجين الشباب، بفعل الحصار الإسرائيلي على القطاع، والإغلاق المتواصل للمعابر المؤدية إليه، والتي صنعت ظروفا قاسية أدت إلى تدهور الظروف المعيشية.

العودة من جديد


وتعود الشيف بالذاكرة للأيام التي كانت تدير فيها مشروعها وتطهو الطعام بنفسها تضيف: " كانت صديقاتي الست يساعدنني في تحضير مكونات الوجبة الرئيسية، منهن من تقوم بتقطيع الخضار ومنهن من تقف معي لتناولني إياها".

وتشير إلى أنها وصديقاتها شعرن بالحماس والشغف، وعملن على إضافة أنواع أخرى من الطعام بالقائمة، بعد وصول معدات كبيرة للمطعم خلال شهر رمضان الذي شهدت آخر أيامه بداية العدوان على غزة.

وتوضح أنها لم تستطيع أن تنقذ أي شيء من المعدات داخل المطعم، فالقصف الذي طال البرج تم على عدة مراحل تفصلها ساعات طويلة، إذ أنه تم قصف البرج بالبداية بصواريخ إشارية، ثم صواريخ حربية.

وتضيف الشيف التي لم تعتد على إعلان الهزيمة حتى لو كانت الظروف أكبر منها: " رغم أنني خسرت مشروعي الذي وصلت تكلفته لحوالي 50 ألف دولار، إلا أنني سأنهض وأجمع المال من جديد وافتتح مشروعي بمكان آخر ".

 

127eb67f-4e7b-40fd-a62a-85a14407e8ea.jpg
e8df7f59-c41e-48a2-a9bb-aeed602416a9.jpg
80a02648-a874-46c3-8492-c8dc13da7480.jpg
52c9cdc7-c0a7-4bfa-8eb7-9b57e1ece5c6.jpg
7bc9dab3-0740-4e43-83c3-96444e479038.jpg
33f12b81-be9f-4391-af4c-3cc1dbc220e2.jpg
5fd3d929-7a04-4914-b247-cbb5f1c4d820.jpg
6a2ca1aa-4fb3-4232-9f6e-ce4722defabd.jpg
 

البوابة 24