البوابة 24

البوابة 24

مؤامرات مدفوعة الثمن

سعدات بهجت
سعدات بهجت

بقلم: سعدات بهجت عمر
أكملت السياسة عبور قناة السويس بالوسائل المتاحة في كامب ديفيد. الأردن فك ارتباطه بالضفة الغربية وجعل التفاوض بشأنها شأناً فلسطينياً لا زال ينتقل من أزمة إلى مأزق، فسهَّلَ الأردن على ذاته قبول معادلة السلام مقابل السلام، وما زال تائهاً في معادلة السلام مقابل الأرض.

سوريا تفاوضت بشأن الجولان المُحتل، ولو تجاهلنا تفاؤلاً المأزق التفاوضي الفلسطيني، والمأزق التفاوضي السوري فإن المأزقين نابعين من قدرة الإسرائيلي على الإملاء والفرض وإلا العقوبات الامريكية-الأوروبية خانقة وقاتلة للشعبين في فلسطين وهي في العرف العام مُحتلة، وفي سوريا لأن سوريا مطلوب مسحها عن الخريطة كما فلسطين.

أما أداة التحرر الموروثة هنا قد تكون أهم من التحرر ذاته، وطريقة الإسترداد بهذا الشكل قد تكون أهم من الإنسانية، وعلينا نحن كفلسطينيين يجب كأمر محتوم أن لا ننسى أبداً أن العنف الثوري للأنظمة العربية أشعرنا بأننا ضحاياه بعد العقم العربي لنقول للأنظمة العربية ليت رحمكم ينضج من جديد، ونكتفي بالأشارة.

محموموا التطبيع قفزوا على شرفهم فبات عرياناً كدلالة على إنتشار النهب واللصوصية في ربوع أنفسهم بأدنى أنواع الإنقياد التي تسبغ أحلامهم بصور الجحيم وطيش النقمة السماوية ليرعبوا مع شعبنا الفلسطيني شعوبهم وتقلبهم إلى أمساخ يتقربون بها زحفاً على بطونهم عراة للذين يَدَّعون أنهم الممسكين بأيديهم مفاتيح السماء، متناسين أن مفاتيح السماء مع من أُسْرِيَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعرج إلى السماء من القدس.

هنا وبعد هذا تبين أن كل المعايير الأخلاقية متفاوتة إلى حَدٍّ هائل من مكان إلى آخر ومن زمان إلى آخر فعبر التسكع الإسرائيلي والإنقسام الحمساوي الدموي طرقات غامضة ما بين الضباب العقلي والغيوم المدمرة فيأتي هنا وبكل صفاقة القبح من الصدق إلى الكذب. من الكفاح والنضال ضد المحتل الإسرائيلي إلى نقيضهما بحقيبة دولات دلوماسية ليصلوا إلى مقولة وقد وصلوا، لماذا نُغْرِقُ أنفسنا في إشكالات وصراعات مختلفة مع إسرائيل لا معنى لها فلسطينياً.

البوابة 24