فلسطين- البوابة 24
أقدمت بلدية غزة ووزارة الحكم المحلي، مباشرة بالعمل بمشروع حصر ممر مائي ضخم يبدأ من الحدود الشرقية بمدينة غزة، ليعبر عبر أراضي قطاع غزة، لينتهي وصولاً إلى بداية أراضي المواطنين الذين يملكونها بموجب سكوك صادرة عن سلطة الأراضي "الطابو"، ويهدف هذا المشروع لتجميع مياه الأمطار القادمة من جهة الاحتلال عبر سدوده، ويتم توحيدها وتحديد مسارها عبر هذا الممر المائي، علماً أن هذا المشروع سيعود بالضرر السلبي على أراضي المواطنين حسب ما أفادوا، مع العلم أنه لم يتم إبلاغ أو إخطار أو مشاورة أهالي المنطقة ومالكي الاراضي الزراعية.
بدأت القضية عندما تفاجئ مزارعون أثناء عملهم في أرض الصوراني شرق مدينة غزة، وقطفهم للزيتون، بجرافة تابعة لبلدية غزة ووزارة الحكم المحلي تقوم بالتجريف في المنطقة، وعندما هم المزارع زياد الغليظ بسؤالهم حول ما يجري، أبلغوه بأنهم يحفرون مجرى مائي وأن التجريف سيطال أرضه، وربما يتم تجريف الكثير من الأشجار داخل الأرض.
وصف المزارع الغليظ خلال حديثه مع "البوابة 24" ما شعر به من صدمة وحزن نتيجة هذا القرار الجائر، حيث أنه يعتاش وعائلته من ثمار هذه الأرض، غير أنه أفنى سنوات في زراعة شجر الزيتون والاعتناء به، هذا عدا عن عدم إشعاره من قبل البلدية بهذه العملية.
أصحاب الأرضي "أين التعويض"!
بالانتقال إلى مالك أحد الأرضي في المنطقة، وهو المختار أبو موسى الغفري، فقال: تفاجئنا دون سابق علم أو انذار، بوجود جرافات تقوم بالتجريف بالمنطقة، لعمل مجرى قادم من أراضي الـ 48. سيكون مجرى الواد قادم من شرق غزة بمحاذاة الخط الفاصل ويمر من أرض الأوقاف مروراً بأراضي المواطنين الطابو.
وأكد أن احداً لم يخبره بنية بلدية غزة ووزارة الحكم المحلي بعمل مجرى وادي يمر من أرضه، في المقابل كان يجب عليهم إخباره بذلك في وقت سابق، وترك له المجال للاعتراض.
وأضاف " هناك حلول أخرى لتلك القضية، كأن يتم تعويض أصحاب الأراضي بالأموال أو بأرض أخرى، وليس عن طريق الاغتصاب أو الأمر الواقع".
تعقيب محامي متضرري المشروع
قال محامي متضرري المشروع، كنعان الصوراني: تفاجأنا صباحاً بتواصل العديد من المواطنين في منطقة شرق غزة بجوار الأسفلت الشرقي في المناطق الحدودية بوجود جرافة تتبع للحكم المحلي و بلدية غزة تقوم بتجريف بعض الأراضي شرق غزة.
واستطرد: "توجهنا لأرض الموقع وفوجئنا بوجود جرافة كبيرة تقوم بتجريف بعض الأراضي لتحديد وتوسيع مجرى وادٍ وممر مائي مخطط له أن يمر من خلال أراضي المواطنين الذين يملكونها بموجب صكوك رسمية صادرة عن سلطة الأراضي "الطابو"، ونتيجة لذلك توجهنا فوراً للجهة المشرفة لهذا البرنامج لنتفاجأ بعدم وجود أي تبليغ للمواطنين في هذه المنطقة، والمفاجأة الكبرى كانت بعدم تبليغ أو اخطار او مخاطبة ملاك هذه الاراضي، علما أن هذا المشروع من المفترض أن يمتد من هذه المنطقة حتى الحدود الشمالية في منطقة ايرز".
وأضاف محامي المتضررين: "تفاجئنا بعدم وجود تبليغ أو إستلام أوراق او مستندات رسمية تسمح للجهة المنفذة والممولة والمشرفة على المشروع ان تزيل الأشجار المعمرة في هذه المنطقة شرق غزة ودون اصدار قرار من الجهة المختصة بذلك".
ونوه الصوراني إلى أن "المنفذ يدعي وجود "مجرى واد"، وفعلاً يوجد مجرى واد قديم منذ عشرات السنين، لكن مجرى الواد لا يتجاوز قطره 3-4 امتار وهو موسمي ولمدة شهرين في العام، وليس متصحر كما أبلغ منفذ المشروع، وهو مجرى مائي يتم استصلاحه ومحروث ويزرع بالخضرا والأشجار الموسمية ويتم تضمينه للمزارعين".
وأكد، أنه نتيجة لذلك "سنتوجه غداً إلى المحكمة المختصة لإصدار قرار عادل بالوقف الفوري لهذا المشروع الى حين أن تصدر المحكمة المختصة قرارها النهائي بهذا الخصوص".
