البوابة 24

البوابة 24

وعد بلفور104 عاماً جريمة لن تدوم

غلاف
غلاف

 بقلم أ : جملات عبد الحميد الشاعر 

يعتبر تاريخ 2/11/1917 م بداية التخطيط الفعلي لمساعدة  الحكومة البريطانية لليهود ، من خلال قطعها الوعد بإقامة وطن قومي لليهود على حساب فلسطين أرضاً وشعباً ، وذلك عبر رسالة بعثها وزير خارجيتها آرثر جميس بلفور إلى زعيم الحركة الصهيونية اللورد ورتشيلد ، أعطى من لا يملك وعد لمن لا يستحق .
عرف هذا الوعد بلفور نسبة إلى وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور ، وبعد عام1918 م من وعد بلفور كانت نهاية الحرب العالمية الأولى التي انتهت بهزيمة المانيا وحليفتها الدولة العثمانية ، وسقوط جميع ممتلكاتهم  في يد الدول المنتصرة ، ألا وهي الدولة الفرنسية والدولة البريطانية ، وبما أن فلسطين كانت تحت ولاية الدولة العثمانية فكان من السهل وصول بريطانيا إليها من خلال ما يعرف بإتفاقية سايكس بيكو عام 1918م التي قسمت فيها ممتلكات الدولة العثمانية بينهم ، وبعد الاتفاقية  تم في عام 1919م مؤتمر باريس للسلام الذي أدخل القانون الدولي مفهوم الوصاية  والذي عرف باسم "نظام الانتداب "، ومن خلال تلك القانون يتم وضع الأراضي الدول المهزومة تحت وصاية الدول المنتصرة بالنيابة عن عصبة الأمم حتى تتمكن تلك الدول من حكم نفسها بنفسها ، على الرغم اعتراف العصبة الأمم بأن المقاطعات التي كانت تابعة للإمبراطورية العثمانية دول مستقلة وهي خاضعة للمساعدة الإدارية لقوة منتدبة ، ولها الحرية تلك المقاطعات اختيار الدولة المنتدبة ،قامت كلٍ من بريطانيا وفرنسا تعديل اتفاقية سايكس بيكو باتفاقية سان ريمو عام 1920م التي من خلالها أصبحت فلسطين تحت الانتداب البريطاني مع شرق الأردن والعراق  ، وهكذا كان دخول الحكومة البريطانية فلسطين  باسم الانتداب وهو في الحقيقة استعمار ، ومن ثم حولت فلسطين لدولة محتلة من قبل اليهود ، من خلال تمهيدها للهجرات اليهود على مراحل بشكل تدريجي وممنهج ومسيس ، ومدعوم من القوة الإمبريالية الأمريكية والفرنسية ، وبدأت الحكومة البريطانية  بتنفيذ سياستها ومخططتها  تجاه فلسطين أرضاً وشعباً ، من خلال تسهيل الهجرات اليهودية لفلسطين ومنحهم امتيازات في الوقت نفسه حرمان الشعب الفلسطيني من تلك الامتيازات ، وبالتالي ادرك الشعب الفلسطيني بالمخطط البريطاني بإنشاء الوطن اليهودي على حسابهم أرضاً وشعباً ، ودار الصراع السلمي والعسكري منذ الانتداب عام 1922م  حتى جاء عام النكبة 1948م ، التي جاءت فيه الآلاف من اليهود إلى فلسطين وقيامهم بحرب دامية ، بينهم وبين الشعب الفلسطيني والجيوش العربية ، حيث نالت الهزيمة بالشعب الفلسطيني والجيوش العربية ، واستولى اليهود المدعومين من الحكومة البريطانية والأمريكية  على الحجر والشجر و الأرض وبالبشر ، وقامت  بالتهجير والقتل والتعذيب الآلاف من الفلسطينيين  ومصادرة أراضيهم  وتوطين اليهود مكانه ، وتشريد الآلاف من الفلسطينيين بين الدول العربية والغربية ، وانسحبت الحكومة البريطانية من وصاية أو الانتداب على فلسطين بإعلان إنشاء دولة إسرائيل بتاريخ 15/5/1948م ، وخاض الشعب الفلسطيني عدة حروب  منذ ذلك الحين إلى يومنها هذا 2/11/2021م مع الاحتلال الإسرائيلي ،لذلك يتوجب على القيادة الفلسطينية  حكومة ًوفصائل العمل وبكل جدية توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام لمواجهة العدو الغاشم ، وفاءً لدماء الشهداء وتضحية الأسرى والجرحى وصمود الشعب في الوطن والشتات ، ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل العنصرية بتنفيذ القرارات الدولية بشأن فلسطين المغتصبة أرضاً وشعباً..

البوابة 24