البوابة 24

البوابة 24

في ذكرى وعد بلفور الأسود

جلال نشوان
جلال نشوان

بقلم: جلال نشوان

أبدأ  حديثي لكل الأخوة الأعزاء الذين يعملون في حقل القانون ، وأهلنا وربعنا في الجاليات الفلسطينية والعربية ولكل الأحرار  ، بسرعة رفع الدعاوي ضد بريطانيا الاستعمارية ، التي دمرت شعبنا ،واقتلعته من جذوره ، وشتته في المنافي ، و للأسف مازال هذا الشعب الذي يتعرض للظلم و  يعاني الأمرين ، من كل عصابات اليمين المتطرف 
 في هذه الذكرى الأليمة , الذكرى الـ 104 لوعد بلفور الأسود  يواجه شعبنا العظيم  ظروفاً بالغة الخطورة والتعقيد ، حيث  تتعرض قضيتنا  الفلسطينية والمشروع الوطني برمته لتحديات جسام لاسيما في ظل استمرار حالة الانقسام الداخلي الذي ألقى بظلاله القاتمة على كافة جوانب الحياة في المجتمع الفلسطيني وفي ظل تواصل السياسة العدوانية للاحتلال من اغتيال واعتقال وحصار ودمار ونهب للأرض وتجريف للمزارع وهدم للبيوت وتهجير للسكان، واستمراره في تهويد مدينة القدس والاعتداء على المقدسات الدينية”.
 إن جملة  ما مر به شعبنا من مٱسي ، يتطلب توحيد الجهود ورص الصفوف وتغليب المصلحة الوطنية العليا لشعبنا ونبذ الخلافات وإنهاء حالة الانقسام وحشد كافة الطاقات والإمكانيات لمواجهة التناقض الرئيس والمتمثل بالاحتلال الصهيوني و سياساته العنصرية المتطرفة، والتحضير الجيد لانعقاد كافة مؤسسات م.ت.ف  ووضع خطة عمل وطنية قادرة على مواجهة تحديات المرحلة،وتعزيز صمود شعبنا ، لانتشال المشروع الوطني من محاولات التذويب 
حقاً : 
 تأتي ذكرى وعد بلفور  الأسود   وشعبنا الفلسطيني يعيش أقسى واخطر الظروف وأكثرها دقة بفعل إمعان حكومة المستوطنين  ، العنصرية والفاشية بتنفيذ مخططاتها الإجرامية  وإجراءات تهويد القدس العاصمة الأبدية لفلسطين  وكذلك  الاستمرار في تكثيف الاستيطان ومصادرة الأراضي تحت جنح الظلام  ضمن خطة الضم التدريجي  الهادفة إلى ابتلاع ما تبقى من الأرض الفلسطينية وكذلك القوانين العنصرية التي تنذر بتفجير وتدهور الأوضاع وبخاصة مع تصاعد الحملة المسعورة والمسارات التطبيعية الخيانية من بعض الأنظمة العربية والتي تستهدف الشعب الفلسطيني وثوابته وقيادته الوطنية ، مسارات التطبيع التي أثقلت كاهل قضيتنا الأمر الذي شجع حكومة القتلة والمجرمين من التمادي في ممارسة إجراءاتها العنصرية 
 أن شعبنا الفلسطيني  العظيم وهو يستذكر   هذا الوعد الأسود   ، يحتم علينا    تكثيف  نضالاتنا   لمجابهة  التحديات والمخاطر  ليكون  أكثر استعدادا وإصرارا للصمود والتحدي حتى نيل حريته واستقلاله وتحقيق مشروعه الوطني القائم على حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وهنا نتساءل : 
الي متى سيظل ،  المجتمع الدولي سيظل يغمض عينيه عن معاناة شعبنا ؟
وأين  حكومات وشعوب ومنظمات  المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان التي تتشدق ليلاً ونهاراً بحقوق الإنسان وتتغنى بحقوقه ؟ 
أما  ٱن. الأوان أن ينتصروا  لشعبنا المظلوم  ؟ 
 أما  ٱن الأوان كبح جماح  هذا العدوان المدمر لشعبنا ووطننا ؟ 
 ووضع حد لممارسات الاحتلال وبتأمين الحماية الدولية لشعبنا وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ومعاقبة الاحتلال على جرائمه.
موضحة أن إرهاب الاحتلال المنظم ومستوطنيه يتصاعد في القدس وفي كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، ضمن توجهات حكومة الإرهاب والعنصرية التي تترجم سياساتها على ارض الواقع بأبشع أنواع الإرهاب والعربدة، دون أي رادع من العالم أجمع مما ينذر بتفجير الأوضاع في المنطقة.
حقاً 
إن المطلوب من  بريطانيا معالجة هذه الجريمة و امتلاك الشجاعة السياسية والأخلاقية والاعتراف بدولة فلسطين، ورفع الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني وتصحيح الخطأ التاريخي الذي لحق بشعبنا جراء وعد بلفور المشؤوم الذي تتحمل مسؤوليته بريطانيا التي قدمت بموجب هذا الوعد الزائف فلسطين “وطناً قومياً للشعب اليهودي”، حيث قدم من لا يملك الحق بفلسطين لمن لا يستحق، داعية الدول الأوروبية تحديدا ودول العالم اجمع إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والتعامل مع دولة فلسطين على قاعدة المركز القانوني الجديد لدولة فلسطين تحت الاحتلال، والاعتراف بدولة فلسطين.
في ذكرى هذا الوعد المشؤوم لن نسلم  بقصاصة ورق  بعث بها وزير خارجية بريطانيا آنذاك جيمس آرثر بلفور إلى الملياردير اليهودي البارون روتشيلد في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1917، نيابة عن الحكومة البريطانية، وتعهد فيها بـ«إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين»، وهو وعد من لا يملك لمن لا يستحق ، وسيظل شعبنا يقاتل حتى عودة فلسطين حرة عزيزة وبكامل التراب ورفع العلم الفلسطيني خفاقاً  عالياً بين الإمام 
وفي ذكري وعد  بلفور الأسود  ، نقول :
لقد طرأت متغيرات سياسية كبيرة  ، أثقلت كاهل قضيتنا ، وحولت من مسارات كثيرة   ومن هذا المنطلق يجب وضع استراتيجية وطنية لمجابهة التحديات  لاستنهاض الهمم وتوحيد الصفوف  لانتشال  المشروع الوطني والاعتماد على أنفسنا ، واستثمار العمق العربي والإسلامي ، لانه رصيد قوي ومساند لنا ، خاصة إن قضيتنا  مازالت حاضرة في  الوجدان الشعبي العربي بالرغم من  انشغال العرب بقضاياهم الداخلية، وحلول الإحباط محل النهوض 
ما تعلمناه  من تجارب مريرة وقاسية  وما اكتسبناه من ثقافة، وما درجنا على إحيائه،  بعد انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة،  يجعلنا  نؤمن بحقيقة راسخة  أن عودة المحتلين الغزاة من حيث أتوا باتت بإذن الله قريبة   وأن مشاريع الأعداء  السياسية  القذرة مصيرها مزبلة التاريخ وحتما سننتصر ، طال الزمان ، أم قصر .

البوابة 24