البوابة 24

البوابة 24

هجرة الشباب بين براثن الموت وأسماك القرش  

ماجد ابو سلامة
ماجد ابو سلامة

بقلم الدكتور/ ماجد أبو سلامة 

استيقظت غزة أمس الجمعة الموافق 5/11/2021 علي موعد مع كارثة جديدة من كوارث الموت وصرخات الفراق واستغاثة الأطفال والنساء في وسط البحر المظلم إنها الساعة منتصف الليل وما زالت أسماك القرش تنتظر وجبة العشاء الدسمة من أبنائنا الشباب المهاجر الذي يبحث عن أمل في حياة جديدة لربما يصلوا إلى مبتغاهم المجهول الموت المحتم أو الحياة البائسة التي تصيب مجتمعنا الفلسطيني الصامد الصابر .

إنها كارثة قتلت  كل حلم وردي وتلاشى طموح الأمل الجميل   مع خبر أفجع فئات الشعب الفلسطين بكل ألوانه وصناع القرار السياسي فقد غرق الكثير من الشباب والنساء والأطفال والشيوخ في قوارب الموت المحتم في البحار والمحيطات والمياه الأقليمية بين تركيا واليونان علماً بأن هذه الكارثة الإنسانية  ليست الأولي  في تاريخ الشعب الفلسطيني الذي  كان يحلم بالحرية والكرامة  بينما اليوم أصبح يبحث عن كسرة خبز تسد رمقه وجوعه وحياة بسيطة تنسيه ضنك وقسوة الأيام والخوف من المجهول .... 
 
في غزة العزة التي عانت ومازالت تعاني من الكثير من  المشكلات والقضايا السياسية والاقتصادية لاسيما الفقر والجوع والخوف والإنتحار  والبطالة والعنوسة من كلا الجنسين والطلاق  التي شكلت الأخيرة ما نسبته 40% ......الخ

واذا تأملنا الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني  بكل أطيافه  وألوانه  نجده يستسهل طريق الهجرة التي تمثل بطريق الموت المجهول ، يا سادة  إنه طريق  اللاعودة للوطن الذي يأن ليل نهار من الآلآم  والصعوبات ومعيقات الحياة. 

أخي القارئ  إن غزة تمثل الجناح الآخر من الوطن الذي يرزح تحت الاحتلال منذ عقود ولم تكتفي الآلام من أخذ نصيبها منها بل جاءت صفحة الإنقسام  السياسي يكمل على ضياع الحلم الجميل  قدس الأقداس  حلم  الياسر أبوعمار إنها العاصمة الأبدية لفلسطين التي نقلت السفارة الأمريكية إليها

أكتب هذا المقال وأنا اعتصر ألماً وحزناً  علي شبابنا  التي ضاعت آمالهم وأحلامهم  بين غزة وتركيا واليونان وبحرها.... فمن المسؤول  عن هجرة الشباب واغترابهم النفسي وغربتهم عن  وطنهم الجميل الذي لايشعرهم بوجودهم لأنهم وصلوا إلي مرحلة  البناء وتكوين الأسرة الجميلة الباحثة عن الأمن والاستقرار  والهدوء وخاصة بعد الحصول على الشهادة الجامعية وتكوين شخصيتهم الأكاديمية...   

ونلاحظ أن الهجرة أصبحت ليست ملاذ لكل شاب أو فتاة بل للأسف أصبحت ملاذ لبعض الأسر والعائلات الفقيرة  وهنا أكتفي بهذا التشخيض دون عرض الأرقام والنسب فالكل يعرف واقعنا الحزين.

وهنا نستذكر قول علي بن أبي طالب رضى الله عنه عن الغربة والاغتراب فقال (الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن)... 
وهنا أوجه كلمة صادقة لكل المسؤولين وصناع القرار السياسي أن هذا الشعب  المنكوب  والمكلوم  الذي  يرزح تحت الإحتلال الصهيوني من عقود كبيرةو قدم الغالي والنفيس من أجل نيل حريته وكرامته  فعليكم النظر إليه بعين المسؤولية و العطف  والحرية بإنهاء صفحة  الإنقسام والعمل على توحيد الكلمة  ورص الصفوف  لمواجهة التحديات  العظيمة التي تحول دون  الحصول  على حرية وتقرير مصيره وتوفير لقمةالعيش وبناء المؤسسات الحكومية لإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف  بقيادة فخامة السيد الرئيس محمود عباس (شعارها الوحدة الوطنية) وتوفير فرص عمل للكل الفلسطيني  والحفاظ علي الوطن  الجريح ومنع السفر من أجل الهجرة إلي المجهول أو ماوراء البحار .

البوابة 24