بقلم الاستاذة جملات عبد الحميد الشاعر
ابو عمار الأب الختيار ، قائد وزعيم الشعب المغوار ، رئيس شعب الجبارين ، رمزا للنضال والصمود والمقاومة بكل أشكالها ، رمز الثورة والثوار ، قائد منظمة التحرير الفلسطينية ، صاحب العطاء بلا حدود من أجل فلسطين أرضاً وشعباً .
حيث ولد القائد والزعيم والرمز الراحل " محمد ياسر" عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسني " ابو عمار" في مدينة القدس عام4-8-1929 م ، اكمل تعليمة في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة ، كان ضابط احتياط في الجيش المصري ، شارك في التصدي للعدوان الثلاثي في مصر عام 1956م ،التاريخ يشهد بنضاله الوطني العربي الإسلامي.
منذ أن كان صبياً انخرط في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية ، وكان له نشاطه في اتحاد طلبة فلسطين ، وفيما بعد تولى رئاسته .
أسس ابو عمار ومعه مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" ، وكان الناطق الرسمي باسمها عام 1965 م ، وفي عام 1969 م انتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، لم يوفر جهداً لخدمة القضية الفلسطينية ، حيث كرس حياته للنضال الوطني الفلسطيني مطالباً بحق الشعب الفلسطيني في الحرية و تقرير مصيره .
وعام 1974م كان لابو عمار كلمة باسم الشعب الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ، فكانت له جملةً مشهورةً " جئتكم حاملاً بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى ، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".
وأيضاً شارك ابو عمار بناءً على صفته قائد للقيادة المشتركة لقوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية المعركة ضد العدوان الإسرائيلي عام 1982م .
قاد ابو عمار ومنظمة التحرير الفلسطينية مرحله من مراحل حياته التفاوض من أجل تحقيق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وإنهاء حالة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، فكان مؤتمر مدريد 1991 م ، واتفاقية أوسلو عام 1993 م ، و عام 1994م منحت جائزة نوبل للسلام لأول رئيس لدولة فلسطين ابو عمار القائد الرمز ياسر عرفات وإسحاق رابين وشمعون بيريز ، وفي عام1996 م تم انتخابه رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية .
كانت انتفاضة الأقصى أو الانتفاضة الثانية عام 2000 م بسبب دخول أرئيل شارون الأقصى ، وفشل إسرائيل في فرض محادثات اتفاقية كامب ديفيد الثانية التي عقدت في نفس العام ، كما رفضها أبو عمار واصراره على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية ، وبالتالي لجأه الجيش الإسرائيلي لفرض الحصار على ابو عمار والمقاطعة ، ودمرت أجزاء كبيرة منها ، وقصف المكتب الرئيس ابو عمار ، وراح خلاله مئات الشهداء عام 2002 م ، واستمر الحصار ومرض الرئيس الراحل ، وتم استدعاء أطباء من عدة دول عربية لعلاجه ولكن لم تحدث أي نتيجة، ومن ثم تم نقله من المقاطعة إلى الأردن ، ومن الأردن إلى المشفى الفرنسي حتى توفى الرئيس أبو عمار نهاية عام 2004 م ، وبعدها تم عودته إلى أرض الوطن كي يدفن فيها ، وهكذا بدأت حياة الرئيس الراحل ابو عمار قائداً وزعيماً وتوفى قائداً وزعيماً خلده التاريخ وخُلده في قلوب الشعب الفلسطيني من عاش معه ومن عاش على ذكراه ، وسوف يبقى على مر التاريخ رمزاً للوطنية والنضال والصمود والكفاح من أجل الحرية وتقرير المصير واستقلال فلسطين .