البوابة 24

البوابة 24

عودة تدريجية عربية إلى سوريا بعد فشل المحاولات المتكررة "إسقاط النظام "

عمران الخطيب
عمران الخطيب

بقلم:عمران الخطيب

عودة تدريجية عربية إلى سوريا بعد فشل المحاولات المتكرر "إسقاط نظام" عودة الإتصالات العربية والدولية والإقليمية مع سوريا، بدأت منذ سنوات منها بشكل سري ومنها عبر الوسطاء، ولم تكن تلك الإتصالات بدافع الحرص على الدولة السورية ومؤسساتها الشرعية والتنفيذية وعلى مصالح الشعب السوري، بمقدار مصالح تلك دول الأمنية وخاصة بعد ما قدمت المليارات من الدولارات وفتح المجال أمام إرسال وحشد آلاف الإرهابيين في معركة "إسقاط نظام الأسد" حسب ما كان يتردد من المسؤولين في تلك الدول وخاصة الخليجية وإقرار ذلك من قبل الإدارة الأمريكية المتعاقبة.

وكانت في ظنها أن سقوط النظام لم تعد سوى مسائلة وقت، قاب قوسين أو أدنى، هذا إعتقاد الأنظمة العربية السائدة كما توهم وبعض من شرائح إعلاميون وسياسيون وأحزاب وبعض ممن كانت دمشق قابلتهم ومئوهم وبشكل خاص ما يسمى "حركة المقاومة الإسلامية حماس"، والتي غادرت دمشق طوعاً على أمل العودة مع الفاتحين كما يتوهم "المفكر العبقري عزمي بشارة " المرشح السابق للرئاسة الكيان الصهيوني.

في نهاية الأمر سوريا خيبت آمالهم بعزيمة الجيش العربي السوري والذي خاض أشرس المعارك في دفاعاً عن التراب الوطني، إضافة إلى موقف محور المقاومة ، وحلفاء سوريا في مقدمتهم روسيا الاتحادية، وكوريا الشمالية والصين ودول أمريكيا اللاتينية والعديد من مجموعة دول آسيا وإفريقيا، عودة العلاقات الخجولة وبشكل تدريجي هو تأكيد على فشل إسقاط الدولة وأن العديد من الدول تحتاج إلى عودة العلاقات مع سوريا لأسباب متعددة، ولكن الأهم منها التعاون والتنسيق والمتابعة الأمنية، حيث تمتلك سوريا كم هائل من المعلومات الأمنية عن المشاركين من الإرهابيين الذين قدموا من مختلف دول العالم للجهاد في سوريا وتحويل سوريا إلى دويلات طائفية ومذهبية تحت الفكر الداعشي وفتاوى الجماعات التكفيرية الإرهابية المسلحة.

ورغم المساعدات الأمريكية ودعم اللوجيستي من جيش الاحتلال الإسرائيلي، واستقبال آلاف الإرهابيين اللذين اصيبوا وتلقوا العلاج في المستشفيات الإسرائيلية، وإقامة المستشفى الميداني الأمريكي في مناطق التماس مع الجولان السوري المحتل، فقد فشل الجميع بدون استثناء من إسقاط الدولة السورية، أصبح الاتجاه تبني خيارات أخرى من ضمنها سياسة إحتواء سوريا تحت أهداف متعددة تختلف من دولة إلى أخرى، في مقدمة ذلك عودة آلاف من الإرهابيين إلى بلادهم مما يشكل وجودهم خطر أمني داخلي على غرار عودة "المجاهدين العرب من أفغانستان"، البعض يعتبر أن عشرة سنوات من الحصار والإرهاب المتواصل ونتائج ذلك من دمار وقتل وتشريد وبطالة وإعادة الأعمار كفيلة في الاحتواء ودفع سوريا نحو التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي تحت مسمى الإبراهيمية.

والبعض الآخر لاجئ الدخول إلى سوريا من خلال بوابة إعادة الأعمار وإدخال الشركات والمؤسسات الأجنبية تحت عناوين متعددة الجوانب، دول الجوار السوري وبشكل خاص الأردن لم يغلق بوابة الإتصالات والتعاون المشترك بينهم وسياسة الأردنية تتجنب الدخول في قضايا المحاور، كما هو حال الموقف الفلسطيني فقد تبنا الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية بما يحدث إنطلاقة من النظام الداخلي بعدم التدخل في الشؤون للدول العربية، وبقيت الإتصالات الفلسطينية طول السنوات الماضية بل طرء تحسن نوعي في العلاقات بين الجانبين السوري والفلسطيني.

في نهاية الأمر من الضروري معالجة الخلافات المحلية والعربية في إطارها الداخلي من خلال الحوار الديمقراطي الشمولي، علينا جميعًا مسؤولية حماية الأمن الوطني والأمن القومي العربي، عودة سوريا إلى الجامعة العربية، سوريا لم تخرج حتى تعود، المطلوب إستخدام الجامعة العربية للحل الخلافات ونزاعات، ومعالجة ما يجرى في لبنان وليبيا والسودان واليمن والوقوف إلى جانب سوريا والعراق والوقوف إلى جانب مصر والسودان في قضايا مياه النيل وغطرست أثيوبيا، وحماية الأمن والاستقرار للأمن القومي العربي.

عمران الخطيب Omranalkhateeb4@gmail.com

البوابة 24