بقلم:الصحفي نبيل عبد الرازق
غابت الشمس عن بريطانيا العظمي ومستعمراتها ولن تشرق مرة ثانية.. حيث انها تقف في المكان الخاطئ من حركة التاريخ وحقوق الشعوب في الحرية والاستقلال ،،، بل كانت شريكا كاملا لنشأة هذا الكيان الغاصب وحتي يومنا هذا… فما زالت تواصل خطيئتها وخطأها التاريخي بحق شعبنا الفلسطيني!! كانت احد اطراف معاهدة سايكس بيكو والتي مزقت الوطن العربي وزرعت بذور الشقاق بين دوله حين تلاعبت بترسيم الحدود اثناء عملية التقاسم بينها وبين فرنسا لتبقي الجمر تحت الرماد ،، ليشتعل الصراع وتبقي المنطقه أسيرة الانتقام والحرب فيما بينها علي الحدود،،، ولم تكتفي العقلية الاستعمارية الخبيثة بذلك بل كانت صاحبة الوعد المشؤوم ،،وعد بلفور،،
ان المملكة المتحدة هي شريك اساسي في تدمير العراق واثارة الفتن والنزاعات والصراعات بين مكوناته،، ولم يكن السماح لحركة الاخوان المسلمين منذ البدايات بالتواجد والعمل علي اراضيها من خلال حرصها علي احترام المعارضة او حرية الرأي والتعبير بقدر ما كان محاولة لزرع الفرقة والخلاف والبديل وضرب النسيج الوطني لدول المشرق والمغرب العربي تارةً بإسم الديمقراطية وتارة بالعب علي وتر الاقليات والمذهبية.
وما قرار وزيرة الداخلية البريطانية باعتبار حركة حماس حركة( ارهابية)الا امتداد لهذه السياسة التآمرية علي قضيتنا الوطنية…انه خبث التوقيت والهدف،، وأي كانت الأسباب لهذا القرار البريطاني سواء داخلية او لاعتبارات سياسية فهو مرفوض وطنيا جملة وتفصيلا .. كان رفضاً رسمياً عبر وزراة الخارجية الفلسطينية وسفارة دولة فلسطين في لندن وكان رفضاً من قبل مكونات العمل الوطني الفلسطيني ليمتد جماهيريا وشعبيا ضد هذا القرار.
انها الحرب المفتوحه علي شعبنا الفلسطيني من قبل دولة الاحتلال وبقايا العقلية الاستعمارية…. تأخذ اشكالا عديدة ومختلفة ولكن لهدف واحد ،، أن لا نكون… مرة من خلال التشكيك بالتمثيل السياسي الفلسطيني ومرة باتهام منظمات المجتمع المدني واليوم بتصنيف ووسم حركة حماس (بالارهاب) … انه الاعتداء علي الكل الفلسطيني… و لذلك لابد منا جميعا السير بخطوات قوية باتجاه بعضنا البعض للالتقاء وسط الطريق..لتشرق شمسنا من جديد ونحي الامل لشعبنا الجميل…
