البوابة 24

البوابة 24

زيارة عبدالله بن زايد ٱل نهيان لدمشق

جلال نشوان
جلال نشوان

في دائرة الضوء
(زيارة عبدالله بن زايد ٱل نهيان  لدمشق )
بقلم:جلال نشوان

أن يقوم وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة إلى دمشق ،فهذا ، لم يكن في الحسبان ، لاسيما وأن دول الخليج ، وقفت ضد سوريا 
 تلك الزيارة  كانت مفاجأة و تحمل في طياتها الكثير ، من حيث التوقيت والأسباب والدلالات ، وهنا نتساءل : 
هل عودة دمشق إلى الجامعة العربية بات وشيكاً  ؟ 
ولماذا في هذا التوقيت ؟ 
في الحقيقة ، لقد خُدع العرب من أمريكا وسياساتها ، فمن المعروف أن أمريكا تتخلى عن أصدقائها بسرعة ، وهناك مثل عربي يتناوله الجميع ( المتغطي بالأمريكان عريان ) ، فإمريكا اليوم ليست أمريكا التي عرفها الجميع ، ولعل كلمة ضاحي بن خلفان الذي انتقد السياسة الأمريكية بشدة في إحدى المؤتمرات  ، وخروج السفير الأمريكي ، احتجاجاً على كلمته ، خير دليل على ذلك 
هذا هو ديدنهم ، وما يهمهم فقط مصالحهم وليذهب الجميع ( الأصدقاء ) إلى الطوفان 
 المسؤولون السوريون   أكدوا  إن الزيارة الأخيرة للشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، لدمشق، عكست ضرورة الانفتاح الدولي والإقليمي على سوريا. 
وتعد زيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان  لسوريا هي الأولى لمسؤول إماراتي بهذا المستوى منذ أكثر من 10 أعوام.
ولها دلالات و تأتي تجسيداً لمضامين ومعاني كبيرة ولعل  المكالمة التي أجراها الرئيس السوري بشار الأسد مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي في  الإمارات، في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ، كان لها عظيم الإثر على ذلك 
 الزيارة  جاءت لتؤكد أنه على العالم أن يفكر بطريقة مختلفة ببراجماتية وواقعية لاستعادة العلاقة مع سوريا، وإعطائها فرصة لدورها الحقيقي في الإقليم والعالم وأنها  انعكاسات كبيرة، ودلالات؛ حيث تأتي في إطار ضرورة الانفتاح على سوريا، لأن العالم أدرك أن سوريا تريد أيضا أن تنفتح على العالم، ولكي يفهم العالم ما حصل من مؤامرة كونية عليها 
إن  موقف الإمارات الجديد و الداعم لسوريا،  يعد موقفاً صائبا ومتوازنا  وأن استعادة العلاقات مع الدول العربية التي أظهرت مواقف صائبة في الكثير من المواقف التي كانت متطرفة من دول أخرى  
وفي الواقع : 
 أن  سوريا منفتحة على كل تلك العلاقات التي تحفظ مصالح وسيادة الدول ومبنية على الشفافية والصدق في التعاطي مع المتغيرات الإقليمية التي أفرزتها الإحداث
وان المحاولات الدائمة والمؤشرات الدولية تدعو المجتمع الدولي للتعاطي مع سوريا، بعد أن فهم العالم كله حجم الظلم والتوحش الذي استهدف سوريا ودورها  وأنه في المقابل كانت هناك محاولات أمريكية وغربية من دول اشتركت في العدوان على سوريا في إعاقة هذا التواصل 
وبالتالي كانت النتيجة أن المجموعات الدولية كالاتحاد الأوروبي، انصاع دائما لرأي الولايات المتحدة، ولم يقترب أكثر من الخطوط التي يضعها الجانب الأمريكي معه 
ويبدو إن  الجميع عرفوا  أن هذا الطريق ليس بمصلحة أحد وأن هناك بعض التواصل عبر إعادة افتتاح لسفارات في دول أوروبية مثل اليونان وبلغاريا، وإعادة مكتب الإنتربول الدولي والتعاطي بين منظمات دولية كثيرة مع الدولة السورية بشكل تدريجي ومتصاعد 
وهنا يداهمنا السؤال الأكثر إلحاحاً : 
لماذا الٱن ؟ 
في الواقع نستنبط إن  هذا التغير ، والاهتمام الدولي لإعادة العلاقات تدريجيا مع الحكومة السورية، التي اعترف العالم بأنها صمدت في وجه الأعاصير والرياح والأهواء ،  وأن هناك من كان يحارب  نيابة عن العالم، الذي كان يدور في فلك السياسة  الأمريكية الاستعمارية البشعة 
الرئاسة السورية ، نشرت صورة الرئيس الأسد مع الوزير الإماراتي ، مثمنة تلك الزيارة وأنها تإتي في إطار  التعاون الدولي الإماراتي و دعم دولة الإمارات لجهود الاستقرار في سوريا، وبما يشكل دفعة للعمل العربي المشترك، الأمر الذي ينعكس بدوره على الأمن القومي العربي في ظل التحديات التي تهدد المنطقة.
مراقبون سوريون وصفوا  تلك الزيارة بـ "البنّاءة" والتي تأتي في وقت دقيق ومهم في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة والعالم بشكل عام، مبرزين في الوقت نفسه تعويل بلادهم على دور إماراتي كبير في إطار عودة سوريا للحضن العربي، في مواجهة التدخلات الخارجية التي تشهدها المنطقة، وبما تشكله سوريا من ثقل في العمل العربي المشترك، بمعطيات التاريخ والجغرافي 
بالفعل الأمة تحتاج إلى سوريا البلد الشقيق 
وانها  محل ترحيب من قبل كل الأحرار  والشرفاء
وانها جاءت تتويجاً للعديد من المبادرات الإيجابية وفيما يتعلق بالتعاون الدبلوماسي بين البلدين، وأيضاً كان هناك تبادل للوفود الاقتصادية بين البلدين، بالإضافة إلى التنسيق حول القضايا والملفات التي تخص المنطقة والإقليم عموماً".
وانها  تعطي دفعة للعمل العربي المشترك بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة، و خطوة بنّاءة في ظل الواقع المتغير الذي تشهده المنطقة عموماً من احتدام الصراع والتنافس بين الأطراف الإقليمية والدولية لمحاولة ملء الفراغ في المنطقة 
إن  تعميق التعاون العربي المشترك والجهود الهادفة لحل الخلافات والعمل على رأب الصدع ، سيجعل من أمتنا إمة قوية  وان عودة سوريا إلى الحضن العربي  هي نقطة ارتكاز أساسية للعمل العربي المشترك وتعد أحد أهم ركائز الأمن القومي العربي تاريخياً، وهذا الأمر يستند إلى واقع الجغرافيا بشكل خاص، لذلك لابد اليوم من تصحيح ما شاب من قصور فيما يتعلق بعمل الجامعة العربية عندما قامت بتعليق عضوية سوريا في أكتوبر 2011 بما يخالف روح الميثاق ومبادئه القائمة على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتعزيز التعاون وحل الخلافات بالطرق السلمية 
 أن  ماحدث لأمة العرب من مؤامرة  (الربيع الإمريكي )  ، الذي كان يهدف إلى تدمير الدول العربية  و وتعرية الأمن القومي العربي ، يضع الجميع مسؤولون وشعوب إمام مسؤولياتهم ، خاصة وأن الأمريكان لا أصدقاء لهم وإن ثقافتهم هي ثقافة الاحتلال ونهب الشعوب وتدمير مقدراتهم  
ونحن في فلسطين تأمل من النظام السياسي العربي إن يكون قد استوعب الدروس القاسية  وأن يعطوا  الأولوية للتنسيق العربي المشترك والعمل العربي، في مواجهة جميع التهديدات والتحديات على الصعيد السياسي والاقتصادي والمجتمعي 
كانت أمريكا الاستعمارية تهدف من الربيع العربي الاستفراد بالشعب الفلسطيني وإفراغ قضيته من مضمونها ، لكن شعبنا وقيادته وقواه السياسة بالمرصاد لتلك المشاريع القذرة 

البوابة 24