البوابة 24

البوابة 24

أضيئوا أرواح الناس بحلو الكلام

الكاتب الصحفي جلال نشوان
الكاتب الصحفي جلال نشوان

بقلم: الكاتب الصحفى جلال نشوان

كم من كلمة رقيقة وجميلة ، أزاحت هماً ، وبددت حُزناً ، وشرحت صدراً ، ودفعت نفساً ، للأمام

جودوا بجمال الكلام وعذوبته

وأغيثوا نفوساً منهارة ، فمرحى لمن كان كلامه عذباً رقيقاً

القضية ياسادة في منتهى الأهمية :

للكلمة الطيّبة تأثيرٌ يفوق التصوّر، ولعظم وَقعها ضرب الله بها مَثَلاً: "كشجرةٍ طيّبة أصلها ثابِت وفرعها في السماء" فكم من كلمة أزاحَت همّاً، وبدّدت حُزنًا، وشرحَت صَدرًا، ودفعَت نَفسًا للأمام؛ فجودوا بها ما استطعتم، وأغيثوا قلوبَ مَن حولكم بها. طوبَى لمن طابَ لسانه ولانَت كلمته.

ما إجمل روحاً ، ينبثق منها الكلام الحلو ، الرقيق ، فالكلمة الرقيقة ، تنتشل نفساً ، أرهقها الزمن ، وأتعبتها قسوة الأيام وهي مثقلة في سراديب الأحزان تتلقاها كنفحة من عطر فياح، يقول جل جلاله (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) ( 25 ) سورة إبراهيم،

وهنا نتساءل :

ماذا نخسر عندما عندما نخاطب الناس بعذوبة وجمال ورقة ؟

أرأيت أخي الكريم عظيم الكلمة الحلوة الرقيقة ؟

إن أثرها و خيرها سيعمر طويلاً ، تتمر عملا صالحا كالشجرة التي تتمر تمرا نافعا، اجعل الكلمة التي لا تلقي لها بالا إكسيرا يحيي النفوس ويخرجها من غياهب الألم المتراكم على كاهل أحدهم الذي لا تعلم عمق الجراح الغائرة فيه التي تستكين فيه من منغصات الحياة الذي خلفها الخفاق المتكرر، اجعل كلمتك سامقة الفروع لا تزعزعها الأعاصير المتضاربة داخله ولا تحطمها معاول الهدم الطنانة داخل داك الانسان الضعيف، اجعل كلمتك تقارع اليأس والأحزان داخله.

أخي الكريم :

كن جميلا ترى الوجود جميلاً ، كن طليق الوجه بشوشاً كما كان سيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعود الناس بابتسامة حلوة كان سهلاً سمحاً لينا دائم البشر يواجه الناس بابتسامة عريضة ويبادرهم بسلام، ولنا فيه إسوة حسنة منه نتعلم أدب التخاطب وعفة اللسان وكما قال عليه الصلاة والسلام "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء

قل خيرا أو التزم الصمت ذاك أرحم بك وبغيرك، كن ذا أثر طيب يحيي النفس وهي تشارف على الموت كن اليد التي تمتد له حين يستلقي على ظهره معلنا عن استسلامه كن الدافع الدي يحثه على الاستمرار ومواصلة الطريق لا تكن أنت وذائقة الظروف عونا عليه.

صدقني لا يكلفك الكلام الطيب جهدا ولا مالا أنثره على قدر استطاعتك لا تبحت عن أجر في خير آخر مادام باستطاعتك الكلام، فأثر الكلمة عظيم في نفوسنا

إن الجميل والرفيق هو الدي ينير الظلمات التي تجتاح الأنفس وهو الدي يقويها ويدعمها لتنهض وتواصل المسير هذا هو الأثر الطيب الذي يمكن أن تنتره في الآخرين، صدقني هذا لن يغير شيء ا من تقدمك إلى الأمام بالعكس سيساعدك أنت الأخر على مواصلة الطريق لأن الحياة نداولها بيننا، شرا تزرع شرا تحصد، طيبا تزرع طيبا تحصد، الجميل هو الذي يمد طوق النجاة لأحدهم كان على الوشك الغرق، الجميل هو الدي يسارع ليمد يده الى الاخر حين سقوطه يربت على كتفه ويمسح الغبار عن ركبتيه تم يكون عكازا يتكئ عليه إلى أن يستطيع المشي من جديد.

جميل القلب حقا هو من كان وراءنا يدفعنا إلى الأمام لنمضي قدما، كان جنبنا حين سقطنا وسط الطريق استطعنا بكلامه أن نعاود النهوض من جديد واستمرينا فقط بعبق كلامه الذي رافقنا طوال الطريق، الجميل هو الذي كان بانتظارنا في نهاية المضمار وكان أول المصفقين لنا، الجميل هو الذي يزيل الظلمة التي تجتاح أحدهم من جراء تكاليف الحياة فقط بكلمة طيبة الأثر يخلفها على قلب أحدهم ويمضي، الجميل هو الذي يعطي السكون التام حين يكون داخلك يعج بزلزال مدوي، هو الذي يرمم الكسور الكامنة فيك ويجبر الكسور الناشئة عن كل خيبة تلقاها قلبك، هو الذي يعالج التصدع المخبوء فيك لا يترك إلى أن يعيد توازنك الداخلي فقط كلامه أشفاك.

أخي الكريم :

لا يكلفك الكلام الطيب جهدا ولا مالا ، أنثره على قدر استطاعتك و لا تبحت عن أجر في خير آخر مادام باستطاعتك الكلام ، فأثر الكلمة عظيم في نفوسنا، وكم من كلمة هوت بنا إلى أعماق أعماق البؤس، هوت بنا على جرائها لم نستطع الوقوف، وكم من كلمت حلقت بنا في سحب الأماني وعززت تقتنا بأنفسنا استطعنا بلوغ أشياء لم نكن نعتقد ليوم ما اننا سنبلغها فقط بكلمة، نعم كلمة ممكن أن تحيي نفسا شارفت على الانتهاء، نحن لا نعلم أي شيء عن الآخر الدي أمامنا وإن نقبنا في معالم حياته وضننا أننا نعرف الشيء الكثير عنه، نحن في الحقيقة لا نعلم شيئا سوى القشور والسطحيات لا نعلم عن معاركه ولا مصارعه في الحياة وكم هذا الاخر تحمل لتراه واقفا أمامنا وهو يحدثنا ربما كلمة لا تقصدها ستحيي جراحا مستكينة فيه أزمانا غابرة، استطاع بشق الأنفس أن يسكن الوجع المترتب عنها وليس هنا وجع أشد من وجع النفس.

علينا أن نخرج من أفواهنا كلاماً يهدهد النفوس ، كلاما يجبر كسرهم ،ويطيب خواطرهم ويساعدهم على الاستمرار ومصارعة الحياة، وإن كنا نطمح في عذب الأيام والله ما الحياة إلا شاقة وصعبة ، نسايرها إلى أن يمضي بنا العمر قدما وتقترب أقدامنا ، الا ما شاء الله

انثروا جميل الكلام ، لكي نعين بعضنا البعض به على الحياة ، فحياتنا مليئة بالأشواك ، فالاحتلال يزداد وحشية في كل يوم ،

إنه يقتل أبناءنا في كل يوم ، ويسرق أرضنا ، ويهود قدسنا ، ويعذب أسرانا ،

معترك الحياة قاسي وشائك ، ما إن ننتهي من واحدة منها ونتنفس الصعداء ، نجد أخرى بانتظارنا،

تعاملوا مع بعض بحسن الكلام وطيبه على جراح هذه الحياة التي غدت تعقيداتها. لا تُحتمل

 

البوابة 24