بقلم: محمد جبر الريفي
(من الذاكرة )................ فقد الوسط الفني العربي في مثل هذا اليوم قبل سبع سنوات مطربة وفنانة كبيرة طالما ادخلت البهجة وإشاعت الفرحة في قلوب قطاعات واسعة من الجماهير العربية ومن كل الاعمار لما تمتلك من صوت شجي وطلعة بهية أهلها كل ذلك لأن تتربع في مكان رفيع في عالم الغناء لأكثر من نصف قرن كانت فيه معطاءة بفنها الرفيع بلاحدود.
كانت الصبوحة الشحرورة نجمة متألقة في عالم الطرب والتمثيل والمسرح الغنائي اشتهرت بغناء المواويل الشعبية والميجانا وأغاني الفولوكور اللبناني والشامي المصاحبة للدبكة الشعبية الشائعة في بلاد الشام على أنغام الشبابة والارغول وبذلك حملت صوت لبنان بطبيعته الخلابة الساحرة ليجتاز الحدود الاقليمية العربية التي رسمها الاستعمار ليدخل كل بيت عربي وشكلت بذلك ظاهرة صوتية وحدوية احبتها الجماهير فغنت للبنان ولمصر التي احبتها وعاشت فيها كما غنت للوحدة العربية وللوطن العربي وكانت معطاءة بفنها الرفيع لأكثر من نصف قرن مما جعلها ترتبط بعلاقات شخصية مع بعض الملوك والرؤساء العرب.
كانت الفنانة الكبيرة صباح كريمة في علاقاتها الشخصية سخية لمن يطلب المساعدة منها خاصة من المؤسسات الخيرية أنفقت كل ثروتها في أواخر سنين حياتها على معالجة ابنتها هويدا فباعت منزلها وأقامت في فندق حتى ملابسها الأنيقة بيعت ورغم ذلك ظلت تقاوم الفناء والشيخوخة بمظهرها وأناقتها وبمشاركتها في بعض اللقاءات التلفزيونية وبقت ملتزمة بقيم فنية رائعة وقد كرمها الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان بارفع وسام لبناني . .رحم الله المطربة والفنانة اللبنانية الكبيرة صباح التي ستظل في الذاكرة الفنية العربية واحدة من رموز الزمن الماضي الجميل.
