السيناريوهات المتوقعة بين حماس والاحتلال

بقلم د.عطية القططي

الخلاف بين الاحتلال وحركة حماس الآن يكمن في فصل ملف الأسرى عن ملف إعادة الاعمار والمشاريع الاقتصادية الأخرى.

حركة حماس تسعى لفصل مسار ملفات التفاوض عن بعضها، والاحتلال يرى في ربط الملفات ببعضها، فرصة لإجبار حماس للتنازل عن شروطها في صفقة الأسرى، كما أن انجاز صفقة أسرى بتنازلات كبيرة لا يلقى دعم أو حاضنة من المجتمع الاسرائيلي وحتى من عوائل الجنود الأسرى لدى حماس، مما يعني استحالة اتمام صفقة أسرى في الوقت الحالي، هذا الجمود دفع بحماس لفتح ساحة تفاوض جديدة من خلال رفع وتيرة الأحداث في الضفة والقدس، لتكون ورقة للضغط على الاحتلال لفصل مسارات التفاوض عن بعضها، ولإفشال أي ضغط أمريكي ودولي على حكومة الاحتلال لتقديم تنازلات سياسية أو تسهيلات اقتصادية للسلطة الفلسطينية تحت ضغط اليمين المتطرف وهشاشة ائتلاف حكومة الاحتلال لتقويض السلطة واضعافها، كما أن حماس وإن كانت تلوح بتصعيد الأوضاع في غزة، إلا أنها تريد أن تتجنب هذا الخيار.

مصر والمجتمع الدولي يريدان تحسينات اقتصادية في غزة للمحافظة على حالة الهدوء والاستقرار في المنطقة في ظل الترتيبات التي تجري في الملفات الأخرى (الملف الايراني، والملف الليبي والملف السوري، وباقي الملفات الأخرى).

 الاحتلال بدوره طرح مبادرة للتعامل مع غزة عنوانها الاقتصاد مقابل الأمن، حماس توافق على هذه المبادرة، لكن ركائز هذه المبادرة السلطة الفلسطينية ومصر وليست حركة حماس، وهي تستهدف السكان دون حماس ولها شروط محكمة لمنع وصول الأموال لحركة حماس، والاحتلال يريد ضمانات لعدم تطور قدرات حركة حماس القتالية، وكل هذه الركائز تحديات يصعب تطبيقها، لذلك فالسيناريوهات المتوقعة:
1. أن تسعى حركة حماس لرفع وتيرة التصعيد في الضفة والقدس.
2. أن نسمع تهديدات وتصريحات من غزة ومن ثم تدفع حماس بالتنظيمات الأخرى بإطلاق صاروخ أو أكثر على مستوطنات الغلاف بحجة الاستنصار للأسرى أو عدم إلتزام الاحتلال بالتفاهمات لتحريك المفاوضات مع الاحتلال.
3. أن تعيد حماس تفعيل ما سمي بالوسائل الخشنة على الحدود والمسيرات على نقاط التماس.
4. أن تكون هناك جولة حرب قوية تدفع حركة حماس لقبول ذلك المسار عنوانها (الأسرى أو القدس).
5. أن تقبل حماس هذه المبادرة والمتمثلة بالاقتصاد مقابل الأمن بركائزها وتتوقف عن الرغبة في اشعال الضفة والقدس لتفوت جولة حرب هي لا تريدها.
6.أن يوافق الاحتلال على صفقة أسرى ويوافق على دفع ثمنها وإن كنت أستبعد هذا الخيار في الوقت الحالي.
7. أن تبحث حماس عن آفاق لإعادة تفعيل ملف المصالحة كتكتيك لعمل حالة إرتخاء داخلي يمتص أي حالة غضب شعبي عليها نتيجة الضغوط الاقتصادية. 
8. أن تسعى حماس لإعادة استخدام أوراق كفزاعة لمهادنة أبو مازن لتحييده ولجلب بعض المنافع الاقتصادية من هنا أو هناك.

وبعد أن قمنا بتفصيل السيناريوهات المتوقعة لرؤية الاحتلال وحركة حماس للوضع الراهن نرى بأن أقرب السيناريوهات للتطبيق هي ذهاب حماس نحو خيار استمرار الوضع الراهن والمناورة هنا وهناك بخطوات تكتيكية للخروج من المرحلة بأقل الخسائر ولتحقيق أي مكاسب ممكنة خصوصاً بعد أن طرح الاحتلال مبادرته الجديدة للتعامل مع غزة (الاقتصاد مقابل الأمن) وتشاور فيها مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأطراف المعنية.

البوابة 24