تتصاعد وتيرة التوتر في مدينة غزة مع بروز اسم عز الدين الحداد قائد لواء غزة في كتائب القسام والذي يلقب داخل الأوساط الإسرائيلية بـ"شبح القسام"، ووفق صحيفة معاريف العبرية، فقد أعد الحداد منظومة دفاعية محكمة ترافقها مجموعة من المقاتلين تحضيرًا لمعركة قد تمتد لأسابيع ضد الجيش الإسرائيلي.
استراتيجية الحداد
ذكرت المصادر العبرية أن الحداد قد يلجأ إلى تجنّب الاشتباك العسكري المباشر، معتمدًا على تكتيكات استنزاف طويلة، في وقت يحاول فيه الجيش الإسرائيلي إحكام السيطرة على مدينة غزة.
وتشير التقديرات إلى أن استمرار عمليات القصف الجوي والمدفعي المكثف يهدف إلى إرغام السكان على مغادرة المدينة، بما يسهل على الجيش عزل الحداد والتضييق على قادة حماس الآخرين الذين نجوا مؤخرًا من محاولة اغتيال إسرائيلية في الدوحة.
الجيش الإسرائيلي يربط عملياته بعملية الإخلاء
تؤكد التقارير أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ستتواصل وفق جدول زمني يعتمد على تقدم عملية إجلاء السكان، وفي هذا الإطار، فتح طريق صلاح الدين في غزة لمدة 48 ساعة لتسهيل انتقال الأهالي باتجاه منطقة المواصي، في خطوة يرى مراقبون أنها تمهيد لمراحل أوسع من التوغل.
حماس تحاول كبح الإخلاء
بحسب معاريف، تسعى حماس إلى الإبقاء على سكان المدينة داخلها لإعاقة خطة الجيش الإسرائيلي، وتعتبر الحركة أن خروج المدنيين سوف يمنح الجيش مساحة أوسع للتحرك وتنفيذ اجتياح شامل، بينما تستمر هي في الحفاظ على ما تبقى من قدراتها العسكرية.
الرهائن ورقة ضغط
أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تعتقد أن حماس قامت بنقل عدد من الرهائن إلى داخل غزة لاستخدامهم كدروع بشرية، ويفرض هذا السيناريو على الجيش الإسرائيلي اتباع أسلوب عملياتي بالغ الدقة، تحت إشراف استخباراتي مباشر من جهاز الأمن العام "الشاباك" ومديرية الاستخبارات العسكرية.
اجتياح متدرج شمال غزة
في سياق موازي، واصل الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء تعميق تقدمه شمال مدينة غزة، وأفاد مراسل إرم نيوز بأن القوات وصلت إلى حي الصفطاوي وشارع الجلاء الحيوي، الذي يعد شريانًا يربط جنوب المدينة بشمالها، كما تقدمت الآليات العسكرية باتجاه حي الكرامة انطلاقًا من مواقعها في حي الشيخ رضوان.
تدمير بنية تحتية وتصعيد العمليات
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الثلاثاء الماضي بدء عملية عسكرية واسعة في مدينة غزة، مؤكّدًا أن نحو 40% من السكان غادروا المدينة بالفعل، وأوضح متحدث عسكري أن الهدف الرئيسي يتمثل في تدمير البنية التحتية لحماس، واصفًا المدينة بأنها تحولت إلى "منطقة قتال معقدة وخطيرة".
سيناريوهات المواجهة القادمة
تقدر الأوساط الإسرائيلية أن المواجهة مع "شبح القسام" ستكون معقدة، لاسيما أن الحداد يتمتع بسمعة قوية في التخطيط الميداني، وأنه قادر على إدارة معارك عصيبة داخل الأحياء السكنية، وتخشى تل أبيب أن يطيل هذا السيناريو أمد العمليات ويضاعف خسائرها، خاصة مع توظيف حماس للأنفاق والدروع البشرية كسلاحين رئيسيين في الصراع.