البوابة 24

البوابة 24

الصمت عن الأخطاء مشاركة فيها

ميسون كحيل.jpg
ميسون كحيل.jpg

ميسون كحيل

الابتعاد أحياناً عن الخوض فيما وراء الأكمة، قد يصل فيه المرء إلى مرحلة الانفجار، فإن تكلم ساءت به الأقدار، وإن صمت يصبح مكشوف للسماء والأجواء، وصوته كالصدى الذي يذهب ويعود ثم يذوب! فكل الوطن مشغول الآن في أمرين الأول الوباء الذي يتمدد في كل الأرجاء دون فهم حقيقة ما يحدث خاصة في سوء إدارة أزمة الوباء، وسوء التعامل الجماهيري معه، وسبل ايقاف انتشاره. أما الأمر الآخر فهي الانتخابات الفلسطينية التي أخذت حيزاً كبيراً من الاهتمام والإعلام، خاصة ونحن نرى التروي والسكون والصمت والعمل بهدوء من كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية، باستثناء حركة فتح التي تميزت في الفترة الأخيرة بالعمل في الشارع، فكل أخبارها ومعلوماتها وطرق وأساليب ادارتها لأمورها مكشوفة للقاصي والداني، ولم تعد كما في السابق من حيث سرية العمل، ومناقشة القرارات وطرق اتخاذها. والشارع الآن لا يتحدث إلا في مشاكلها الداخلية، وتعدد تياراتها وطموح أفرادها من القيادات أو أهداف أولئك الذين أخذتهم الرياح إلى منصة القيادات بالصدفة أو الحظ او بأساليب أخرى من الدعم الخارجي!!!

لا أحد يستطيع أن ينكر بأن حركة فتح ليست كسابق عهدها، فقد تغير الحال وغابت قيادات، وتم تغييب بعضها، وتحول عدد كبير من كوادرها إلى الهوامش منهم من اختصر الطريق بالمغادرة، ومنهم قيادات تم تسهيل مغادرتها أو أجبروا عليها، ثم ظهرت كوادر جديدة على المقاس لكنها مختلفة من حيث طبيعة الانتماء، وشكل الولاء وفي تفضيل وضع نفسها ضمن تيارات الأقوياء (حسب رأيهم) بعد أن تناسوا وأغلقوا دفاتر المبادئ وكتب التاريخ، وتعاليم النضال الوطني! أما الآن ونحن على أبواب الانتخابات (إذا تم فتحها) فإن فتح تواجه مشكلة على كل المستويات، من أعلى القيادات إلى أصغر كوادرها؛ من حيث مفهوم الولاء والانتماء وأصول الالتزام والانضباط. وبالرغم أنه من حق أي مناضل في فتح أن يرى في نفسه بأنه الأحق إلا أن هناك من هو أحق، ويبقى أن تحديد هذه الأحقية تدخل ضمن مجموعة من المعايير التي تراها القيادة الأولى الأنسب والأفضل، وفق رؤية من الطبيعي أن يكون هناك شوائب، لأنها أيضاً تحتوي على معايير شخصية وتكاملية تتعلق بنوعية كل تيار! فهذه هي الحقيقة، ولا يجوز أن نتغاضى عنها، ونكتب ونقول ونقدم رأي وموقف خاص يتعلق فقط بما يحلو لهم، وبما يجدونه في مصلحتهم أما الانتقاد البناء بهدف الإصلاح أو التنبيه بهدف الحذر مما هو قادم من سوء أو كشف الحقيقة، فذلك يشكل تهمة سيتم توجيهها إلينا واجراء قد يتخذ بحقنا لأننا نحب فلسطين وأوفياء لفتح ونأمل أن تكون كما تعلمنا ونشأنا!

إن التعمق بهذه الأمور والقضايا قد يضعنا وراء الشمس، ولا اجد حلاً في كل ما يحدث إلا من خلال أن يدرك كل من يعتبر نفسه قائداً في فتح أو من كوادرها، بأن الالتزام التنظيمي يتطلب التقيد بتعليمات القيادة، والتي تتمثل باللجنة المركزية لحركة فتح التي انتخبت في المؤتمر السابع لحركة فتح، وسواء اتفقتم أو اختلفتم معها فتلك هي خياراتكم وقراراتكم ولا تمتلكون الحق في اختيار القيادة التي تقود المرحلة في اللحظة التي ترفضون الالتزام بقرارات هذه القيادة، وقد أخطأتم في التوقيت، وإن كان لديكم الحق في أجزاء متعددة من نقاط الخلاف الذي كنتم أنتم أيضاً جزءاً منه، والتزمتم الحياد و الصمت ! ولعلكم تتعلمون أن الصمت عن الأخطاء مشاركة فيها.

كاتم الصوت: (يعرفونه) (ونعرفه) نحن أيضاً. لكن في السياسة الداخلية هناك أخطاء ما كان يجب السكوت عنها والاستمرار فيها وقد أوصلتنا إلى ما نحن عليه!

كلام في سرك: ثلاثة أطراف تمثل فتح وعيونهم على طرف رابع! فماذا لو أصبحتم واحد؟

رسالة: شحاطة و زنوبة وبنطلون ممزق صارت قصر وڤيلا وسيارات أخر موديل! من أين لك هذا؟( أحتفظ بالأسماء).

البوابة 24