البوابة 24

البوابة 24

افول عصر الدولة الدينية

محمد جبر الريفي
محمد جبر الريفي

بقلم: محمد جبر الريفي

لا مكان اليوم في العالم المعاصر للدولة الدينية فقد مضى منذ امد عصر الدول الدينية وكانت تضم قوميات واقليات وطوائف .. في الغرب حيث الموروث الثقافي للامبروطيرية الرومية مقابل امبروطرية الفرس في الشرق كان الصراع في العالم القديم يقوم على اساس التناقض الرئيسي بين النصرانية كديانة سماوية للروم وبين الوثنية المجوسية لدولة الاكاسرة الفارسية . في أوروبا في الغرب أيضا انتهت بعد ذلك هيمنة الكنيسة على الدولة باندحار سطوة الاقطاع السياسي الديني كطبقة سائدة و بصعود البرجوازية تشكلت الدول القومية بوحدة اقاليمها السياسية كالمانيا وايطاليا وفرنسا وكان ذلك عاملا ساهم في تنشيط الحركة الاستعمارية الأوروبية بعد افول الاستعمار الاسباني والبرتغالي في أمريكا اللاتينية خاصة بانضمام بريطانيا العظمي التي كانت مستعمراتها في اسيا وأفريقيا لا تغيب عنها الشمس مما جعل هدف حركات التحرر في الدول المستعمرة "بفتح الغين " هو الاستقلال الوطني وبذلك أصبحت الدولة الوطنية العلمانية هي طريق الشعوب للتحرر من ربقة الاستبداد القائم على الظلم السياسي والاجتماعي ..

لقد ابتلينا نحن العرب بدولة الخلافة العثمانية فمارست خلال أربعة قرون من الهيمنة باسم الدين الإسلامي أشد أنواع الاضطهاد والتمييز ضد القومية العربية فحاربت اللغة العربية بما يعرف بسياسة التتريك ونصبت المشانق لإحرار العرب في دمشق وبيروت وجندت شباب العرب فيما يعرف "بسفر برلك " للحرب في دول البلقان واليمن الذى استعصى على الخضوع للباب العالي ..في أوروبا كان شيوع عصر الظلام والعبودية والتخلف الذي تم فيه ملاحقة العلماء ومعاداة العقل لدرجة أنه في فرنسا قامت الكنيسة ببيع ما سميت بصكوك الغفران (الكاتييه ) أملا في دخول الجنة حتى انبلاج عصر النهضة ..لقد حان الوقت للعالم العربي التي مازالت تخضع بعض شعوبه للحكم باسم الدين والطائفة والقبيلة أن تتخلص من هذه السلطة الاستبدادية التي مارست الظلم السياسي والاجتماعي وان ما يحدث في العراق الذي تهيمن على نظامه السياسي الطائفة الشيعية التي وصلت للحكم على ظهر الدبابة الأمريكية فأشاعت الفساد في البلاد ومارست سياسة التمييز والاضطهاد ضد المواطنين السنه وضد الأقليات القومية الأخرى ولبنان الذي يحكمه نظام طائفي منذ استقلاله عن فرنسا و على رأس تركيبه الطبقي هيمنة الطائفة المارونية التي تحتكر منصب رئاسة الدولة .إن ما يجري في هاتين الدولتين من حراك شعبي بين الفترة والأخرى من كافة الطبقات والفئات الاجتماعية لإسقاط الطائفية لهو الطريق الصحيح للتحرر السياسي والخلاص من علاقات التبعية وفتح الطريق ايضا لشعوب عربية أخرى ما زالت مكبلة بسطوة الفكر الديني السلفي والرجعي ..

البوابة 24