البوابة 24

البوابة 24

الرئيس وجمهورية موريشيوس!

ميسون كحيل
ميسون كحيل

ميسون كحيل

قرأت أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قام بتهنئة رئيس جمهورية موريشيوس بمناسبة العيد الوطني لبلاده (موريشيوس). وأعترف بقلة خبرتي الجغرافية، حيث لم أسمع من قبل بهذه الجمهورية التي تحتفل بعيدها الوطني بينما فلسطين مركز العالم الجغرافي والتاريخي والثقافي والديني لا تزال تحت الاحتلال!! إنها أمور تحتاج إلى التفكير بعمق؛ إذ كيف تنال دولة استقلالها على الرغم من أن أكثر من ثلث العالم لم يسمع بها، رغم أنها تضم عدد من الثقافات والانتماءات والأديان بينما فلسطين ورغم الثقافة الواضحة والعمق التاريخي الثابت، والدين الواحد مع التآخي الفريد مع شعبنا الفلسطيني المسيحي لاتزال دون استقلال حقيقي وعيد وطني تحتفل به؟

من الطبيعي أن نتفهم الظروف الخارجية، ودول العالم التي تعتبر أن فلسطين دولة لشعبين! إضافة إلى التراجع المستمر لشكل ودعم الامتداد الإسلامي والعربي، مضافاً إلى ذلك الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين. لكن هل نحن على قدر من المسؤولية لكي نكون أسوة بشعب موريشيوس؛ من حيث الوفاء والإخلاص للدولة الأم دون أي اعتبارات أخرى أو تأثيرات تتعلق بالانتماءات؟

إن وجه الاختلاف في ذلك يكمن في نوعية الانتماءات وتأثيراتها على المصلحة العليا، وهي الدولة والاستقلال، إذ نجد أن الساحة الفلسطينية لا تختلف فيها توجهات الشعب على المستوى التاريخي أو الديني مما يعطي فلسطين وضع شعبي فلسطيني مثالي في هذا الأمر، وتبقى المشكلة العميقة في الساحة الفلسطينية في نوعية الانتماءات الحزبية السياسية وتأثيراتها على مواقف الأحزاب التي تفضل الحزب على الوطن وتمارس الوطنية المجللة بغطاء وهمي.

إن المقصود من هذا الكلام يتعلق في الرؤية الوطنية للأحزاب، فهل ظهرت هذه الأحزاب لخدمة القضية أم لأجل أهداف حزبية، وشخصية خاصة على حساب القضية المركزية والأساسية التي عنوانها الوطن واستقلاله ونيل الحرية؟ ولعل الحقيقة مختلفة عن المعلن! خاصة إذا وجدنا أن غالبية الأحزاب الفلسطينية تعمل ضمن أجندة الحزب الواحد الذي يطمح بأن يكون أولاً على رأس النظام السياسي، حتى إذا كان ذلك على حساب الثوابت وأصول الديمقراطية والحرية. وما يؤسف له في واقعنا، أن الهدف إلغاء الآخر أو على أقل تقدير تابعيته للرؤية الحزبية، وإلا ماذا نفهم من استهداف الشرعية الفلسطينية؟ وماذا نقول في التقليل من مكانة الرئيس الفلسطيني، ودور حركة فتح في العمل النضالي الوطني الفلسطيني؟ وماذا نفهم ونستنتج بأن حركة فتح وحدها دون غيرها هي التي تتعرض للاستهداف من خلال شخصيات كانت محسوبة عليها كي تقوم بالدور الذي يتمناه الاحتلال ومن يدور في فلكه؟ ومن تشتيت الكيان الفتحاوي؟! وأقول كلمتي الأخيرة في هذا الشأن، إنه إذا كانت إسرائيل ومعها عدد من الدول بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية لا يريدون استمرار الرئيس الفلسطيني على رأس المشهد الفلسطيني، فما الذي سنفهمه من ذلك سوى ما قاله وزير خارجية ترامب بان الفلسطينيين بحاجة إلى قيادة لا تقول (لا)!! وعليه فإن الشعب وكل حزبي مؤطر عليه أن يدرك التطورات القائمة وما سيلحقها، وأهدافها ورؤيتها وأمانيها في خلق قيادة بديلة تتعامل بأسلوب جديد عنوانه (نعم)، وحسب ما يقرره الاحتلال بمساعدة أصدقاءه الذين تنوعوا في الشكل والمظهر والانتماء والولاء في اللحظة التي نتابع فيها الرئيس وجمهورية موريشيوس!

كاتم الصوت: بلوك إسرائيلي أمريكي مع أجزاء أوروبية وعربية على شخص الرئيس! فأين سيكون اتجاه الشعب؟

كلام في سرك: أختلف مع الرئيس، وأعترض على مجموعة من توجهاته وقراراته، لكني لن أكون ضد فتح والثورة.

رسالة: ما في انتخابات، لأنها تعني النهايات، بسبب التخطيط الذي يقوم به البعض (أحتفظ بالأسماء) .

البوابة 24