البوابة 24

البوابة 24

ما وراء اطلاق حزب الله اللبناني للطائرة المسيرة "حسان"؟.. هل بداية حرب مع إسرائيل؟

صورة توضيحية
صورة توضيحية

فلسطين - خاص البوابة 24

أعلن حزب الله اللبناني، أمس الجمعة، أنه أطلق طائرة مسيرة من نوع "حسان" إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، في مهمة استطلاعية لمدة 40 دقيقة، ومن ثم عادت الى لبنان بسلام.

في المقابل، فشلت أجهزة الرادار الإسرائيلية من تتبع الطائرة المسيرة اللبنانية واسقاطها، حيث يحاول حزب الله اللبناني احداث اختراق واثبات فشل منظومة الدفاع الإسرائيلية.

يذكر أن حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني قد أعلن في تصريحات سابقة له أنه الحزب لديه القدرة على تحويل الصواريخ الى صواريخ دقيقة، بالإضافة الى صناعة آلاف الطائرات المسيرة.

ولكن السؤال هنا، ما هو الهدف الحقيق من وراء اطلاق حزب الله البناني لهذه الطائرة المسيرة؟، وهذه يعتبر ذلك بداية حرب عسكرية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل؟

حزب الله يوجه رسالتين 

أكد الدكتور هاني العقاد، لموقع "البوابة 24"، أنه قبل أيام فقط في حديث موجه لإسرائيل، قال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، أن الحزب أصبح يمتلك القدرة على تحويل الصواريخ الموجودة لديه الى صواريخ دقيقة، مؤكدا أن الحزب بدأ منذ فترة طويلة بتصنيع الطائرات المسيرة.

وأوضح العقاد أن أمس الجمعة، أطلق حزب الله مسيرة من نوع "حسان" على شمال فلسطين، حيث أراد من ذلك أن يرسل رسالتين، الأولى لإسرائيل بأن قوات المعركة معها تغيرت، وأصبح لدى الحزب تكنولوجيا متطورة تتفوق فيها على دولة الاحتلال، وتستطيع من خلالها اختراق الرادارات وأنظمة المراقبة  والوصول الي أي نقطة داخل اسرائيل دون ان تفعل مضادات إسرائيل الجوية أي فعل بمنعها او اسقاطها.

وأشار إلى أن الرسالة الثانية، فهي موجهة لمن يخطط شراء  أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي التي تتباهي بها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بأنها تمتلك القدرة الدقيقة علي شل كل انظمة الدفاع الجوي الالكترونية وخاصة أنظمة القبة الحديدية ومقلاع داوود المتطورة.

وفي السياق، قال المحلل السياسي: "اختار حزب الله هذا النوع من المسيرات الصغيرة ليثبت ان اسرائيل ستفشل في مواجهة هذا النوع من المسيرات، وأن المرة القادمة ستكون محملة بالمتفجرات وخاصة ان المسيرة استطاعت الوصول الي اكثر من 70 كيلو متر داخل عمق الاحتلال في زمن كبير جدا قياسا بالحسابات العسكري.

واستبعد العقاد أن يكون اطلاق حزب الله اللبناني، المسيرة، تميهداً لتصعيد عسكري ستشهده الجبهة الشمالية في الوقت الحالي، لكن هناك تغيير في الوعي لدى الاحتلال بأن حزب الله استطاع بالفعل أن يحدث سلاحه الالكتروني، لافتا في الوقت ذاته إلى أن ذلك يؤكد حديث نصر الله ان الحزب استطاع تحويل الألاف من الصواريخ الي دقيقه تستطيع الوصول الي مواقع عسكرية واستراتيجية دقيقة ان فكرت إسرائيل في المواجهة من جديد. 

وقال: "أعتقد ان إسرائيل سوف تكتفي بفشلها والضربة التي تلقتها لتسارع الي  تصحيح وتحديث أنظمتها الدفاعية التي سقطت بثمن بسيط جيدا لا يتعدى بضع مئات من الدولارات ثمن مسيرة دقيقة وصغيرة".

وأضاف العقاد: "إن تهديد حسن نصرالله برد قوي على إسرائيل في حال شنت الأخيرة هجوماً على إيران، جدي ويأتي هذه المرة بعد توجهات إسرائيلية مؤكدة لتوجيه ضربة صاروخية مكثفة وعميقة  لمفاعلات ايران النووية، أولا لإعاقة وصول ايران القريب لامتلاك السلاح النووي، وثانيا لإفشال أي اتفاق نهائي يبرم في فيينا بين ايران والدول الخمس وامريكا".

وتابع: "أعتقد أن أي ضربة عسكرية لإيران علنية أو سرية هذه المرة، ستدخل حزب الله معادلة الرد في الدقائق الأولى، وستتلقى خلالها اسرائيل ضربات صاروخية دقيقة، وسيتم ارسال المئات من المسيرات المفخخة، واليوم يريد الحزب ان يثبت لإسرائيل أن المشاركة في الدفاع عن سوريا لم تضعف قواته أو تضعضع سلاحه وهذا من شأنه أن يغير استراتيجية إسرائيل العسكرية تجاه إيران وسويا ولبنان المرحلة المقبلة".

حزب الله قوة لا يستهان بها

من جانبه، أكد حسن عبدو، المحلل السياسي لـ"البوابة 24"، أن حزب الله اللبناني أصبح اليوم قوة لا يستهان بها، ويعمل على تطوير امكانياته وقدراته سواء على صعيد المهارات البشرة او القدرات التقنية والعسكرية.

وأشار عبدو إلى أن ارسال حزب الله الطائرة المسيرة "حسان"، هي رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي بأن الحزب ليس كما في الماضي، حيث أصبح لديه قدرات عالية جداً، وقد أفصح عنها أمينه العام حسن نصر الله، خلال خطابه الأخيرة.

وأوضح عبدو، أن نصر الله قال خلال خطابه، أنه اصبح لدى الحزب مصانع لتطوير كل الصواريخ الى دقيقة، وتفعيل سلاح الدفاع الجوي، وأن هناك مصانع للطائرات المسيرة.

وفي السياق، أكد المحلل السياسي، أن إسرائيل فشلت في هجومها على سوريا، وأن هذا الهجوم لم يعق مشروع بناء القوة في لبنان، منوها في الوقت ذاته إلى أن ما حدث من هجوم هو عبارة عن تحويل الازمة الى فرصة كما ذكر نصر الله، حيث تمكنت المقاومة اللبنانية من تحويل الازمة الى فرصة، لإنتاج الطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة.

وأوضح عبدو، أنه منذ فترة تحدث نصر الله عن وحدة الجبهات والتي تضم محور المقاومة، كما تحدث عنها الاحتلال الإسرائيلي الذي قام بدوره بخوض تدريبات متطورة تحاكي حروباً على عدة جبهات.

تصريحات نصر الله تعتبر تصعيداً

بدوره، أكد يوسف الشرقاوي، المختص في الشأن العسكري، أن اطلاق الطائرة المسيرة هو رسالة الى الاحتلال الإسرائيلي الذي اغتالت حسان في عام 2013، معتبرة أن ذلك عبارة عن اختبار لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي.

وقال: "اطلاق الطائرة المسيرة عبارة عن مناورة نفذها حزب الله اللبناني، ولكن هل بالإمكان اطلاق عشرات الطائرات من هذا الطائرات المسيرة في المستقبل، وخاصة بعد فشل الرادارات الإسرائيلي من اكتشافها؟، وهذا أهم من عدم اسقاطها".

وأضاف الشرقاوي: "خطوة حزب الله هي عبارة عن رسالة الى الدول التي عقدت صفقات مع منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، بالإضافة الى أن الاحتلال لا يحمي أحداً".

وفي السياق، أكد المختص في الشأن العسكري، أن الأسبوع الحالي شهد أوضاعاً ساخنة بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، معتقدا أن تصريحات نصر الله الأخيرة، تعتبر تصعيداً بني الجانبين.

البوابة 24