أطلق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، تصريحات حادة حملت نبرة تهديد مباشرة إلى حزب الله اللبناني، مؤكدًا أن صبر إسرائيل بدأ ينفد تجاه ما وصفه بـ“الاستفزازات المتكررة” للحزب المدعوم من إيران في الجنوب اللبناني.
وفي كلمته خلال حفل تخريج ضباط دورة القيادة القتالية مساء الخميس، قال زامير: "لن نتهاون مع أي خرق لأمن إسرائيل في أي ساحة، وسنتصرف بقوة أكبر إن لزم الأمر"، وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل حاليًا بجاهزية عالية في مختلف الجبهات، وأن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيدًا أكبر من أي وقت مضى خلال العامين الماضيين.
رسائل موجهة من غزة إلى بيروت وطهران
صحيفة معاريف العبرية وصفت تصريحات زامير بأنها “رسالة إقليمية متعددة الاتجاهات”، تمتد من مقرات الجيش الأمريكي في كريات غات إلى غزة وبيروت وطهران وأنقرة.
وتزامنت التحذيرات الإسرائيلية مع إعلان الجيش اللبناني إطلاق عملية "درع الجنوب" التي تهدف وفق بيان رسمي، إلى فرض السيطرة الميدانية جنوب نهر الليطاني في محاولة للحد من توسع نفوذ حزب الله.
وفي الوقت ذاته، حذرت أوساط إسرائيلية من أن الجيش اللبناني بدأ يتحرك ميدانيًا وسط رقابة أمريكية لصيقة على الحدود، حيث ترى واشنطن أن إسرائيل أصبحت أكثر قدرة على مواجهة أي خرق لبناني محتمل.
تزايد القلق الإسرائيلي
كشف موقع JDN العبري أن أجهزة استخبارات إسرائيلية وإقليمية رفعت تقارير إلى واشنطن تفيد بأن حزب الله أعاد بناء ترسانته العسكرية بعد اتفاق وقف إطلاق النار، ما دفع إسرائيل إلى تنفيذ أكثر من ألف غارة جوية منذ ذلك الحين.
وبحسب التقرير، فإن الحزب يحصل على الأسلحة عبر ممرات بحرية وسورية ويعمل على تصنيع بعض الصواريخ والقذائف بنفسه، مما يعزز المخاوف من مواجهة واسعة النطاق، وحذر الموقع كذلك من أن إسرائيل قد تتحرك منفردة إذا واصلت بيروت "ترددها" في كبح نشاط حزب الله.
اجتماع أمني طارئ
كشفت قناة آي 24 نيوز الإسرائيلية عن اجتماع أمني طارئ عقد في تل أبيب، برئاسة وزير الدفاع يسرائيل كاتس، بحضور كبار قادة الأجهزة الأمنية، لبحث "آليات التعامل مع حزب الله" في ظل تصاعد التوتر في الجبهة الشمالية.
وأشارت القناة إلى أن النقاش تطرق أيضًا إلى التحرك الدبلوماسي المصري المتزايد في لبنان، عقب زيارة مدير المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد إلى بيروت، بعد لقائه بنيامين نتنياهو ومدير الشاباك ديفيد زيني.
كما التقى السفير المصري في بيروت علاء موسى بالرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، في ما وصفته القناة بأنه “نشاط دبلوماسي مكثف من القاهرة” في محاولة لتخفيف التوتر ومنع الانفجار العسكري الوشيك بين إسرائيل وحزب الله.
