فلسطين - خاص البوابة 24
شهدت فلسطين في الآونة الأخيرة تذبذب في أسعار الدولار الأمريكي مقابل الشيكل الإسرائيلي، فأيام يشهد فيها سعر صرف الدولار ارتفاعاً، وأيام أخرى تشهد انخفاضاً.
لعل هناك عدة أسباب أدت الى تذبذب في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الشيكل، موقع "البوابة 24" استطلعت أراء بعض المختصين في الشأن الاقتصادي، للتعرف على سبب هذا التذبذب وخرجت بالتقرير التالي:
سبب تذبذب سعر صرف الدولار مقابل الشيكل
أكد الدكتور نصر عبد الكريم، المحلل والخبير في الشأن الاقتصادي، أنه من الطبيعي أن يكون هناك تقلبات في أسواق المال والنفط في العالم، لأن هناك توترات جيوسياسية، وأحيانا كثيرة ما تخرج اخبار بعضها تزيد التوتر والمخاطر وبعضها تخفف من الحدة، والبعض الاخر تعمل على حل الازمة وخاصة الازمة الأوكرانية الروسية.
وقال عبد الكريم: "نلاحظ أسواق المال والأسهم والعملات متقلبة، حيث من الأسباب في التقلبات، تتمثل في الاحتياط الفيدرالي الأمريكي صاحب عملة الدولار، حيث لم تتضح حتى الان موقفه من رفع سعر الفائدة خلال عام 2022".
وأضاف: "هناك حديث لدى الاحتلال الإسرائيلي بأنه سيتم التوجه الى رفع سعر الفائدة قريبا، بسبب أن معدل التضخم أعلى من المستهدف بسحب بيانات المؤشرات، حيث أن المستهدف لدى الاحتلال يبلغ 3%، لكن الان زاد، وبالتالي حالات اللايقين على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي والمستوى النقدي تخلق حالة التقلبات".
وأشار عبد الكريم إلى ان سعر صرف الدولار أمس الثلاثاء، ارتفاع امام العملات النقدية الرئيسية، بسبب زيادة التوتر، موضحا في الوقت ذاته أنه عند تكون الأسهم في المنطقة الخضراء، فإن الذهب والدولار في المنطقة الحمراء.
وأوضح، أنه بالرغم من هذه التقلبات، الا أنها ستكون في حدود ضيقة، منوها إلى أن سعر صرف الدولار أمس ارتفع ليصل الى 3.23، وانخفض اليوم الى 3.22، وربما يعود للارتفاع غدا الى 3.25.
وأكد المختص في الشأن الاقتصادي، أن المسار العام لسعر صرف الدولار سيتوجه الى الارتفاع بغض النظر عن التقلبات اليومية.
هل لتذبذب أسعار الدولار علاقة بالحركة الشرائية؟
وفي السياق ذاته، أوضح الخبير في الشأن الاقتصادي، أن تأثير سعر صرف الدولار مقارنة بالشيكل الإسرائيلي، على حركة الشراء والتجارة والاستهلاك يعتبر صفر، مشيرا إلى أن المواطنين استطاعت التكيف بشكل أو بآخر مع تقلبات سعر صرف العملات.
وقال: "الشعب الفلسطيني بشكل عام يملك ادخارات ودخول ومعاملات وتعاقدات بأكثر من عملة، وبالتالي هذه ميزة تجعله يتجاوز مخاطر التقلبات في العملات بسهولة".
وأضاف عبد الكريم: "هذا التوازن في الحالة الفلسطينية، تجعل التأثيرات في حدود ضيقة وليست واضحة، وبالتالي لا علاقة امنة بين تقلبات الأسعار والحركة الشرائية".
سعر الصرف يخضع لعامل الطلب والعرض
من جانبه، أكد الدكتور أسامة نوفل، المختص في الشأن الاقتصادي، أن تحديد سعر صرف الدولار مقابل العملات الأخرى يخضع الى عامل الطلب والعرض، وكذلك قوة الاقتصاد الأمريكي الذي يدعم الدولار عالميا.
وأوضح أنه في الفترة الأخيرة التي شهدت جائحة كورونا في عامي 2020 و2021، كان لها تأثيراً كبيرا على سعر صرف الدولار مقابل العملات الأخرى.
وقال نوفل: "في حالة تضخم الأسعار في الاقتصادي الأمريكي، وصل الى 6.7% أدى الى إشكالية كبيرة في تحديد سعر صرف الدولار مقابل العملات الأخرى، حيث أن الفدرالي الأمريكي اتخذ مجموعة من القرارات في بداية 2022 للتأثير على عدم انهيار الدولار".
سحب الدولارات من السوق
وأضاف: "الفدرالي الأمريكي سحب الدولارات من السوق، ورفع سعر الفائدة على الدولار، هذه الإجراءات أدت الى تحسن الدولار مقابل العملات الأخرى، حيث من المتوقع أن تستمر خلال عام 2022".
وفيما يتعلق بالاقتصادي المحلي الفلسطيني، أكد المختص في الشأن الاقتصادي، أنه خلال الفترة الماضية شهد الدولار الأمريكي انهياراً مقابل الشيكل، وهذا أدى الى تعزيز قدرة الشيكل اقتصادياً في العالم، نتيجة لضخ أكثر من 7 مليار دولار في الاقتصادي الإسرائيلي، أدى الى تحسن عملة الشيكل، بالإضافة الى زيادة الصادرات بشكل كبير في الاقتصادي الإسرائيلي.
وأوضح نوفل، أن البنك المركزي الإسرائيلي كان يشتري عملة الدولار بشكل متواصل عام 2020، بهدف عدم رفع الشيكل مقابل الدولار، ولكن بعد تضخم عملية المشتريات والتضخم في إسرائيل، اضطر البنك المركزي في نهاية 2021 على عدم شراء الدولار، بالتالي ارتفع الشيكل بشكل كبير في نهاية 2021.
تعافي الدولار الأمريكي عالمياً
وقال: "في بداية عام 2022، بدأ يتعافى الدولار الأمريكي عالمياً، حيث أن الشخصيات في الاقتصادي الإسرائيلي بدأوا يميلون لاضعاف الشيكل حتى يؤدي الى تحسين الدولار قليلا، لأن رفع الشيكل بشكل كبير مقابل الشيكل يؤثر سلبا على إسرائيل، لان الصادرات الإسرائيلية تصبح غير قادرة على المنافسة مع العالم".
وأضاف نوفل: "البنك المركزي الإسرائيلي يميل الان الى المحافظة على سعر صرف الشيكل مقابل الدولار بطريقة متوقعة وعادية في ظل تحسن الاقتصاد الأمريكي".
اعتماد الفلسطينيين على الشيكل أولاً ثم الدولار
في السياق ذاته، أكد نوفل أن هناك علاقة كبيرة بين تذبذب سعر صرف الدولار والحركة الشرائية في فلسطين، لافتا إلى أن المواطنين الفلسطينيين يركزون بشكل كبير على عملة الدولار، العملية الثانية لديهم، ويستخدم الدولار في عملية الاستيراد.
وقال: "عند الاستيراد من الخارج فإن سعر صرف الدولار يزداد، حيث أنه في اتفاقية باريس الاقتصادية، يتم التداول بين المواطنين عملتي الشيكل والدولار، حيث أثبت البيانات أن أكثر من 60% من التداول بين الناس تتم عبر عملة الشيكل، ويأتي بعدها عملة الدولار وبعدها الدينار، كما أن التحويلات للخارج تتم عبر الدولار".
وأكد نوفل أنه في حال عدم ادخال الدولار الى قطاع غزة، فسيشهد القطاع إشكالية كبيرة، تتمثل في انخفاض رصيد النقد الأجنبي، وهذه مشكلة كبيرة.