شروط بوتن الصفرية في الواجهة، وسياسة الأرض المحروقة باتت الخيار الأقرب..!!

الأزمة الأوكرانية | شروط بوتن الصفرية في الواجهة، وسياسة الأرض المحروقة باتت الخيار الأقرب..!! (تقدير موقف) ✍ بقلم الكاتب والباحث/ م. صلاح أبو غالي تحريراً في: 1 مارس 2022

بات واضحاً من مجريات الأحداث على الأرض وتعثر العملية الخاصة التي يقوم بها الجيش الروسي في الأراضي الأوكرانية، وبعد نفاذ خيارات بوتن العسكرية، وشروطه الصفرية للمفاوضات مع الجانب الأوكراني، بأن هناك تكتيكات جديدة وعاجلة طرأت وتسير وفق السيناريوهات التي طرحناها في تقدير موقف سابق تحت عنوان (الأزمة الأوكرانية | سينارويهات الحرب ومآلاتها) - بتاريخ 24 فبراير 2022 ، ومآلات الأمور باتت كما يلي:

■ إستباق الأحداث والتحرك الفوري بعملية عسكرية عاجلة في العمق الأوكراني، نتيجة للمعلومات الاستخبارية التي وصلت لبوتن بأن هناك مخطط أوكراني بدعم من حلف الناتو لهجوم كاسح في إقليم دونباس للسيطرة عليه، وكذلك استرداد شبه جزيرة القرم.

■ وضع قوات الردع النووي الروسي في حالة تأهُّب قصوى، وإعلان حالة الطوارئ في الجيش الروسي.

■ البدء بتطبيق سياسة الأرض المحروقة مع أوكرانيا، وقد بدأ بتحريك قافلة عسكرية روسية طولها أكثر من 60 كيلومتر متوجهه نحو العاصمة الأوكرانية كييف، وما دفع بوتن لذلك هو صعوبة المواجهات على الأرض.

■ البدء بتطبيق منهجية المواجهة العكسية، وما دفع بوتن لاتخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة هي الحرب الإعلامية الأوروأمريكية، وحزمة العقوبات التي بدأت تطال روسيا على كافة الأصعدة، للإلتفاف عليها والخروج من المأزق.

■ إدراك بوتن بأن صراعه بات مع الناتو برئاسة أمريكا، وأن أوكرانيا مجرد رأس حربة في هذه المواجهات.

■ قرار دول أوروبا بإيواء اللاجئين الأوكرانيين لمدة 3 سنوات، وأن هذا مؤشر على إطالة أمد المواجهات.

■ التدافع الكبير من قبل دول حلف الناتو بتوجيه مساعدات مالية وعسكرية لأوكرانيا لأغراض هجومية وليست دفاعية. ■ إعلان غالبية دول الحلف لشعوبها بفتح باب التطوع لمساندة أوكرانيا في صد الهجوم الروسي.

■ خطة حلف الناتو بتحويل المواجهات إلى حرب شوارع، ما سيصعب الأمور على الجيش الروسي ويطيل أمد المواجهات، ويستنزف مقدرات روسيا عسكرياً واقتصادياً على المدى البعيد.

⬇️ الخاتمة: عند النظر للأحداث الدائرة في أوكرانيا، وبقراءة سريعة لمسرح العمليات، فعلى ما يبدو أن الأمور متجهة نحو المزيد من التعقيد، وأن هناك حراك عسكري روسي كبير على الأرض يسير بموازاة مع عملية المفاوضات مع الجانب الأوكراني، وأنه في حال فشلت المفاوضات، ورفضت أوكرانيا وحلف الناتو الاستجابة لشروط بوتن الصفرية، بنزع سلاح أوكرانيا، ومنعها من التسلح النووي، وقبولها باستقلال إقليم دونباس والاعتراف به، والاعتراف بأن شبه جزيرة القرم هي أراضي روسية، قد تتدحرج الأحداث وتجتاح روسيا كامل الأراضي الأوكرانية وتستبدل الرئيس "زيلينسكي" الموالي لأمريكا والذي جاء على اثر انقلاب عسكري بآخر موالٍ لها، وتعود بعدها إلى حدودها الجديدة الموسعة بضم إقليم دونباس لها، ثم تقبل بالجلوس على طاولة الحوار، ومنح دور للدبلوماسية ووفق شروطها، بعد فرض واقع جديد هناك.

البوابة 24