رأس المال الفكري ودوره في زيادة القيمة السوقية للمؤسسات

بقلم: رامي شعلان

في مجتمع ريادة الأعمال بات معروفًا أن ما يقرب من 20% من الشركات الناشئة تفشل في عامها الأول، وبحلول العام الثاني فإن 30% من هذه الشركات ستواجه الفشل أيضًا. ومع مجيء العام الخامس فإن نصف هذه الشركات ستغلق أبوابها بشكل نهائي.

وتؤكد الإحصائيات العالمية أنه بعد مرور عشر سنوات بالضبط على ممارسة هذه الشركات لأعمالها فلن نجد غير 30% فقط من إجمالي الشركات الموجودة في السوق ما زالت قادرة على مواصلة الطريق.. إذن، كيف نجنّب مؤسساتنا شبح الإغلاق؟ وكيف يكون المورد البشري حائط صدٍ أمام كل تقلبات الاقتصاد العالمي؟ أحسب أن الإجابة تكمن في «رأس المال البشري».. وفي السطور التالية توضيح لمفهومه ومكوناته ودوره الفعّال في زيادة الميزة التنافسية للشركة.  

رأس المال الفكري: لعل أبرز ظهور لمصطلح رأس المال البشري كان في تسعينيات القرن الماضي؛ عندما تحول العالم إلى اقتصاد المعرفة والمعلومة. ولقد تعددت التعريفات التي تناولت رأس المال الفكري بالشرح إلا أن أهمها على الإطلاق هو ذاك الذي يعبر عن مجموع المهارات والموارد غير النقدية وغير المادية التي تمتلكها أية مؤسسة، وتساهم في تحقيق أهدافها، وتعمل على تعزيز وزيادة قدرتها التنافسية.  مكونات رأس المال الفكري: يتشكل رأس المال الفكري من عناصر أساسية، هي:

(أ‌) رأس المال البشري: وهو عبارة عن البنية العقلية من المعلومات والمعارف والمهارات والقدرات والخبرات التي يمتلكها الفرد، والتي يمكن توظيفها في مجال العمل للارتقاء بالأداء والجودة.

(ب‌) رأس المال الهيكلي: يعبر رأس المال الهيكلي عن عمليات التشغيل الأساسية الخاصة بالمنظمة، وسياساتها، وأسلوب إدارتها، وتدفق معلوماتها ومحتوى قواعد البيانات فيها ومدى إمكانية الوصول إليها. (ت‌) رأس المال الزبوني (العلاقاتي): ونقصد به مستوى رضا الزبائن، ومدى ولائهم ويغطي رأس المال هذا علاقة الشركة بالموردين والجهات الخارجية التي تتعامل معها.

أهمية رأس المال الفكري: هناك فوائد عديدة يمكن أن تجنيها المؤسسات من خلال اهتمامها برأس المال الفكري، يأتي على رأسها:  تعزيز المركز التنافسي. 

تخفيض التكاليف.

رفع مؤشرات رضا العملاء وضمان ولائهم.

زيادة القدرة الإنتاجية.

القدرة على مواكبة المتغيرات العالمية.

تحويل التهديدات إلى فرص.

الاستثمار الأمثل للطاقات الفكرية والإبداعية الموجودة بالمؤسسة. 

إدارة رأس المال الفكري: يحتاج رأس المال الفكري إلى قيادة حكيمة توليه اهتمامها، وتؤمن بأهميته وتعمل على تنشيطه داخل المؤسسة. ولن تحقق المؤسسة الاستفادة القصوى من مواردها غير المالية سوى باتباع ما يلي: 

توفير الدعم المالي اللازم للبحث والتدريب وأنشطة التعلم المستمر.  الالتزام بمكافأة العمل الإبداعي داخل المؤسسة لتشجيع العاملين على الإبداع والابتكار.

تعديل الهيكل التنظيمي للمؤسسة؛ بحيث يسمح بانسياب وجريان الأفكار الإبداعية من الموارد البشرية إلى الإدارة العليا. ... في ظل المنافسة القوية التي تشهدها الأسواق، فإن المؤسسات العاملة المنتجة تسعى جاهدة من أجل بناء ميزة تنافسية تمكّنها من البقاء والتقدم؛ ولن يتأتى ذلك إلا عن طريق الاهتمام برأس المال الفكري وتفعيل فلسفته داخل المؤسسات؛ لذا ننصح الرؤساء التنفيذيين بتبني المعرفة والتكنولوجيا والعمل بروح الفريق وتقوية عملية الاتصال بين أعضاء الهيكل التنظيمي للمؤسسة حتى تستطيع المؤسسات في النهاية تحقيق أهدافها المنشودة.

 

البوابة 24