الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي.. جرائم ابتزاز واغتصاب.. ما نظرة القانون وعلم النفس؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

فلسطين - خاص البوابة 24

نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، صباح اليوم، قصة مصورة، حول تعرض إحدى الفتيات الفلسطينيات، لجريمة الاغتصاب، من قبل شاب، وذلك بسبب اعترافها بأنها كانت تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاطئ، مما أدى الى تعرضها لهذه الجريمة.

الكثير من الشباب والفتيات لا يدركون مدى خطورة الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لذلك يخوضون في ذلك مما يؤدي الى وقوعهم ضحية لأشخاص ينتظرون الفرصة لينقضوا عليهم، فيبتزونهم تارة ويهددونهم تارة أخرى، والتهديد أنواع اما بنشر صور او محادثات او تهديد بزهق الأرواح.

مواقع التواصل الاجتماعي مختلفة وعديدة في عالم التكنولوجيا المنتشرة في أنحاء دول العالم، ولكن يجب على الفتيات والشباب إدراك ومعرفة استغلالها بشكل إيجابي حتى لا يتعرضون لمثل هذه الجرائم، لذلك تواصل موقع "البوابة 24" مع الشخصيات المعنية بهذا الملف للتعرف على المدى القانوني والنفسي تجاه هذا الموضوع، وخرجت بالتالي:

نظرة قانونية

اكد الدكتور عمار دويك، رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الانسان، أن الفضاء الالكتروني مفتوح ويمكن أن يكون أي شخص عرضة للابتزاز او سرقة البيانات، وبالتالي هناك مسؤولية على الدولة بتوفير الحماية للمواطنين والمواطنات، خاصة من فئة الأطفال الذين قد يقعون في الجرائم الالكترونية.

وقال دويك: "نحن في فلسطين، مهم ان يكون لدينا قانون للجرائم الالكترونية، بسبب طبيعتها الخاصة، حيث لدينا نيابة وشرطة متخصصة في الجرائم الالكترونية، ولكن كان لدينا في الهيئة تحفظات على بعض المواد في قانون الجرائم الالكترونية المصاغة بشكل فضفاض والتي قد تجرم قضايا الحرية والتعبير التي قد تدخل ضمن الجرائم الالكترونية".

وأضاف دويك: "الجرائم الالكترونية التي لا لها علاقة بالابتزاز وانتهاك الخصوصية، فنحن مع تجريمها وأن القانون يأخذ مجراه، وتوفير الحماية للمواطنين، وأن يكون هناك توعية للمواطنين خاصة الأطفال في المدارس وكيفية الاستخدام الآمن للفضاء الالكتروني".

استخدام مواقع التواصل الاجتماعية.. ماذا قال علم النفس؟

من جانبها، أكدت الأستاذة كفاية بركة، الأخصائية النفسية، أن مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر سلاح ذو حدين، حيث أن لها جوانب تمثل الإيجابية على حياة الانسان، سواء التعليمية او الاجتماعية، مشيرة إلى أن الانسان قد يستخدمه بشكل سلبي، والذي يمتلك سوء في فهم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت: "هناك أسباب للاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي، منها مرحلة المراهقة وهي أكثر المراحل التي تستخدم هذه المواقع بشكل خاطئ، بسبب وجود مشاكل تؤدي الى وقوع الفتيات او الشباب الى الابتزاز، سواء كانت مشاكل سلوكية او نفسية بسبب الاستخدام الخاطئ للمواقع، كما أنه من هذه الأسباب هو سوء الوعي لدى الشباب والفتيات لاستخدام هذه المواقع".

وأضافت بركة: "يمكن للشخص أن يحمل على هاتفه او جهازه تطبيق موقع التواصل الاجتماعي بدون أن يعلم اثارته سواء كانت إيجابية او سلبية، ولا يعلم من الفئة التي تقف من وراء هذا الموقع، ولا يعلم كذلك هل يعمل لدى اشخاص معينة بغرض التجسس او اسقاط شباب او فتيات، وبالتالي السبب الأساسي هو الوعي".

وأوضحت بركة أن السبب الاخر الذي يجعل المراهقين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاطئ، هو المشاكل الأسرية والظروف التي يعيشها الشخص المراهق، منوهة إلى أن هناك الكثير من الاسر التي تستخدم أساليب خاطئة للتعامل مع أبنائها المراهقين، وبالتالي يشعر المراهق بضغط نفسي بسبب عدم تلبية احتياجاته، لافتة إلى أن هذه المرحلة تشهد تذبذب انفعالي ولا يوجد استقرار في الانفعالات لدى المراهقين.

وقالت: "عدم وعي الأهالي بمراحل النمو في فترة المراهقة، وعدم استيعاب الأبناء وقلة التواصل الاجتماعي بين الأبناء والاباء، يعطي المراهق وسيلة للهروب من هذا الواقع، وبالتالي يلجأ الى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بحثا عن الحب والحنان، وخاصة الفتيات، حيث أن الفتاة تعيش داخل بيتها ولا يتم الاهتمام بها سواء من الاب او الام، وبالتالي تميل لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تجد الأشياء التي تنقصها، فقد تتعرف على شاب وتسمع منه كلام اهتمام وحب وغزل".

وأضافت بركة: "في فترة المراهقة يجب أن يكون هناك تربية جنسية واضحة من قبل الاسرة، حيث يجب على الاهل أن يوضحوا لأبنائهم الثقافة الجنسية المقبولة والتغيرات الجسدية التي قد تظهر في مرحلة المراهقة، حيث أن بعض المراهقين يقع في المشاكل وذلك عندما يبحث عن معلومات تتعلق بالثقافة الجنسية بصورة فردية، لذلك هذا البحث يمكن أن يدخلهم في متاهات وتوقعهم الى مشاكل سواء ابتزاز او اسقاط او حتى اغتصاب".

وتابعت الاخصائية النفسة بقولها: "عندما يكون لدى المراهق فضول لمعرفة شيء معين، فإنه يتواصل مع احد الأشخاص، ويشعر بأنه أشبع رغبته وفضوله الجنسية، وربما يكون هناك تواصل بالكلام او تبادل الصور، وهنا تبدأ المشاكل".

وأشارت بركة، إلى أن من بين الأسباب كذلك، التقليد الاعمى، حيث ظهرت في الآونة الأخيرة مواقع تواصل اجتماعي مثل "تيك توك"، حيث أنه يقدم المراهق على تقليد شخص نشر مقطع فيديو على هذا الموقع وقد حصل على مشاهدات كثيرة، فيقوم المراهق بتقليده وينشر مقطع له، وهذا تقليد خاطئ.

 

البوابة 24