هل ستمنع التسهيلات الإسرائيلية الأخيرة لقطاع غزة اندلاع جولة تصعيد جديدة؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

فلسطين - خاص البوابة 24

تحاول حكومة الاحتلال الإسرائيلي نزع فتيل اندلاع جولة تصعيد جديدة في قطاع غزة، من خلال تقديم العديد من التسهيلات سواء بزيادة أعداد تصاريح العمال الفلسطينيين في القطاع، او عمليات توسيع معبر ايرز، وخصوصا مع اقتراب شهر رمضان المبارك.

العديد من جولات التصعيد السابقة، حدثت في شهر رمضان المبارك، لذلك فإن حكومة الاحتلال تأخذ بعين الاعتبار إمكانية اندلاع جولة تصعيد وقد تتدحرج الى حرب عسكرية واسعة كما حدث في معركة سيف القدس وغيرها، لذلك أعلنت عن مجموعة من التسهيلات.

ولكن في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأهالي في مدينة القدس وحي الشيخ جراح، هل يمكن أن تغض الفصائل الفلسطينية الطرف عن هذه التسهيلات وتقوم بتصعيد عسكري؟.

أكد الدكتور هاني العقاد، المحلل السياسي، لموقع "البوابة 24"، أن إسرائيل تعتقد أن التسهيلات الاقتصادية وتصاريح العمال يمكن ان يجلب لها الهدوء، لافتا إلى أن هذه التسهيلات ليس اكثر من دخان سيتلاشى مع ممارسات الاحتلال المتمثلة في الاستيطان والهدم والقمع وانتهاك حرمات المسجد الأقصى عبر السماح للمستوطنين بالصلاة وممارسة الكراهية داخل باحات المسجد الأقصى.

وقال العقاد: "لا اعتقد بالمطلق ان يقبل الفلسطينيون هذا التطرف الصهيوني والممارسات الاحتلالية فقط مقابل حلول مؤقتة لا تسمن ولا تغني من جوع، فإسرائيل لا تريد ان تعترف أن اساس المشكلة والصراع سياسي واحتلال لأرض الغير بالقوة المسلحة، وهذا من شأنه أن يوفر اسباب التوتر والاشتباك مع هذا الاحتلال".

وأشار العقاد، إلى أن إسرائيل تريد تفادي أي مواجهة مع الفلسطينيين اليوم، لأنها خاسرة باعتقاد المستوى السياسي لديها، خاصة في ظل تفتح أعين العالم على احتلالها بسبب عقد مقارنات مع ما يقوم به العالم تجاه روسيا، وفي ذات الوقت يغض النظر عن ممارسات مشابهة من قبل إسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة.

وفي السياق، أكد المحلل السياسي، أن إسرائيل تحاول الا يتم استدراجها لاي مواجهة عسكرية مع غزة تكون بسبب تصعيد اسرائيلي في القدس أو المعتقلات، حتي لا تتيح للعالم توجيه انتقاد واسع لها او ايجاد مدخل لاتهام امريكا والغرب، بأنها تكيل بمكيالين، وفرض عقوبات ما على إسرائيل.

وقال: "اسرائيل في الوقت الحالي تتصل بكل الاطراف لعقد قمم واحد محاورها، تهدئة المشهد علي الارض المحتلة كمحاولة لنزع فتيل تفجير المشهد في الارض المحتلة، لكن في الوقت نفسه، لن تتخلى عن الممارسات الاحتلالية من قمع وقتل واعدام واعتقال واستيطان، فهي مؤخرا صادقت علي بناء اكثر من 1200 وحدة استيطانية بالقدس، وقررت بناء 10 مستوطنات بالنقب وهذا من شأنه ان يصعد من المواجهة ليس بالضفة والقدس فقط وانما داخل اراضي العام 1948".

من جانبه أكد الدكتور حسام الدجني، المحلل السياسي لموقع "البوابة 24"، أن التسهيلات الإسرائيلية الأخيرة لقطاع غزة، ستعمل على منع اندلاع جولة تصعيد جديدة، لافتا إلى ان البيئة السياسية غير داعمة للتصعيد.

وقال: "أي تسهيلات إسرائيلي ستسحب فيتل التوتر خصوصا في ظل الازمة الأوكرانية، والواقع السياسي والاقتصادي الصعب، وبالتال أي تسهيلات ستساهم في استقرار المشهد السياسي والعسكري والأمني في قطاع غزة، حيث أن الفصائل الفلسطينية ستقبل لذلك لأن ليس من المنطق الدخول في مواجهة عسكرية في هذا التوقيت بالذات، في ظل انشغال العالم والمجتمع الدولي بالحرب الروسية الأوكرانية".

وأضاف الدجني: "الحكمة تقتضي لدى كل الأطراف سواء الاحتلال الإسرائيلي او الشعب الفلسطيني، والوسطاء الإقليميين والدوليين بأن يكون هناك هدوء في قطاع غزة على وجه التحديد".

وتابع بقوله: "هذا لا يعني ألا يكون هناك ردود من المقاومة الشعبية على الاحتلال وعدم الدفع باتجاه تسخين الأمور ولكن لا تصل الى المواجهة العسكرية"، منوها في الوقت ذاته إلى أن الحالة الفلسطينية يحكمها اكثر من منهج المدخلات او الخرجات السياسية، حيث أن المحدد الميداني يفرض نفسه على كافة الأطراف سواء إسرائيل او الفصائل الفلسطينية او الوسطاء.

وأوضح المحل السياسي، أنه في حال تصاعدت وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على الأهالي في الشيخ جراح او المقدسات الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية او القدس، فقد تنفجر الأمور، حتى لو كان المنطق والعقل والواقع السياسي يدعم عدم الدخول في المواجهة، بأن يكون هناك مواجهة كما حصل في مراحل سابقة، حيث لم تكن كل الأطراف تريد الحرب، ولكن الواقع الميداني فرض نفسه واندلعت الحرب.

وتوقع الدجني، أن تكون المقاومة الشعبية هي الأكثر ترجيحا في المرحلة المقبلة، وأن الاعمال الفردية ستكون السمة الأبرز، مستبعدا في الوقت ذاته أن تدخل الفصائل الفلسطينية في مواجهة عسكرية.

من جانبه، أكد الدكتور حسن عبدو، المحلل السياسي لموقع "البوابة 24"، أن الأسباب التي تدفع إسرائيل لتقديم هذه التسهيلات، ناجمة عن انشغال الراعي الأمريكي والكتلة الغربية، بالحرب الروسية على أوكرانيا، وانشغال الراعي الأساسي الذي يوفر لإسرائيل كل أسباب القوة في أي عدوان على الفلسطينيين، يشعر إسرائيل بالضعف ورغبة أمريكا بالهدوء.

وقال: "إسرائيل تذهب في العمل السياسي باتجاهين، الأول الإعلان عن تسهيلات في غزة وضمان عدم مشاركتها في أي تصعيد، والثاني السعي مع زعماء عرب لهم إمكانية الضغط على حماس للتدخل وتغليب الهدوء في أي احداث قادمة، خاصة وأن المناسبات الدينية الإسلامية حسب التقويم الهجري تتزامن مع الأعياد اليهودية حسب التقويم العبري، وهذا يعني أنه سيكون هناك حشود كبيرة من الطرفين في مدينة القدس يوم 27 من شهر رمضان".

وأضاف عبدو: "لا تريد إسرائيل تكرار ما حدث بسبب مسيرة الاعلام، وتعمل على تفكيك الحالة العربية والفلسطينية لعدم وجود الرد الواسع على ما سيقوم به المتطرفون في القدس، ولكن لا الضغط العربي ولا التسهيلات ستمنع المقاومة والشعب الفلسطيني للتدخل لوقف العدوان على الأهالي في القدس".

وتوقع المحلل السياسي، أن تندلع اثر ذلك، مواجهة إقليمية، مستذكرا ما قاله حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، بأن القدس تعادل حرباً إقليمية، وهذا ما لا ترغبه الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي تذهب باتجاه التسهيلات.

وفي السياق، أكد عبدو، أن المواجهة مؤكدة اذا ما اقدم المتطرفين على استفزاز الفلسطينيين والاعتداء على المقدسات والاحتكاك والتنكيل بهم، مشيرا إلى أن كل ذلك يمكن أن تغير الأوضاع بشكل أوسع من الحرب الماضية.

البوابة 24