بقلم:منى الشرافي
أنا الأرض يا أيها الذاهبون إلى حبة القمح في مهدها احرثوا جسدي..!!
أيها الذاهبون إلى جبل النار مروا على جسدي...!!
أيها الذاهبون الي ضحرة القدس مروا على جسدي..!!
أنا الأرض في صحوها لن تمروا لن تمروا..!!
بهذة الكلمات الرائعة لمحمود درويش نؤكد بأن الأرض هي الوطن والوجود فلا وجود لأي شعب دون أرض..!!
واليوم 30من آذار يصادف ذكرى يوم الأرض الفلسطيني ذكرى الملحمة البطولية التي تجسد عمق عشق وارتباط وتجذر هذا الشعب بأرضه.!!
وفي هذا اليوم تشرق الشمس لتعلن أن فلسطين لنا أرضاً وماءً وسماءً.. فلسطين أرض أجدادنا وآباءنا الذين زرعوا فينا حب هذه الأرض والتمسك فيها وبحق العودة..!!
وفي هذا اليوم تستيقظ أمهات الشهداء لتقول هذه أرض فلسطين الحبيبة أرض الشهداء واليوم تحتفل بميلادهم.!! وترش دماءهم الحمراء على ورد شقائق النعمان وتدعو الأحباب لعيدها..!!
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي في 30آذار عام 1976 قامت بمصادرة الآلاف الدونمات
من أراضي المواطنين في الجليل التي احتلت عام 1948(ديرحنا_سخنين_عرابة_عرب السواعد) وردا على مخطط تهويد الجليل قد عم إضرابا عام ومسيرات ومواجهات بين المواطنين وقوات الإحتلال الإسرائيلي دفاعا عن أرضهم والتي أسفرت عن استشهاد ستة مواطنين وإصابة واعتقال المئات في هذا اليوم.!!
الأرض اليوم وكل يوم هي رمز مجدنا وعزتنا كلما كبرنا كبر حبنا وتمسكنا بأرض الزعتر والزتيون وزهر البرتقال والليمون وأرض معراج الرسول صلى الله عليه وسلم !!
انتهزوا هذا اليوم وعلموا أبنائكم حب هذه الأرض بجمال جبالها وسهولها ووديانها ومساجدها وكنائسها هي أرضهم أرض الشهداء والجرحى والأسرى والثوار..
وعلموهم ان يدافعوا عنها ويتمسكوا بترابها فهذا واجب عليهم..!!
وتأتي ذكرى يوم الأرض هذا العام و قضيتنا وشعبنا مازال تحت الإحتلال الإسرائيلي والاستيطان والحصار الخانق ويتعرض لأبشع الجرائم الإسرائيلية خاصة سياسة الإعدامات الميدانية اليومية بحق أبناء شعبنا الأعزل .
الاتستحق هذه الأرض الطاهرة بأن يتوحد صفنا بإنهاء الإنقسام وإتمام المصالحة الوطنية التي سئمنا من كثرة الحديث عنها.. ولن تري النور على أرض الواقع بعد....!!!
لأرض ليست تلك الذرات من الرمال أو ذاك الموقع الجغرافي الذي وجدنا فيه إنها عناق أرواحنا لأرواح من سبقونا.. خطوات أقدامهم قبلنا ها هنا... كانت لهم أحلام كبيرة بحجم وطن وكنا الأمل القادم لتحقيقه.. فمن ذا الذي يستطيع محو كل هذا الحب.. من سيمنع تلك العصافير من التحليق بعيدا... من سيلغي أرواح أحبائنا التي تنتظر بسلام أن نعود يوما ونقبل جدران بيوتنا ونغتسل بنور بلادنا ونلقي التحية على كل من سبقونا... من يستطيع محو كل تلك الابتسامات التي ولدت من دموعنا... جذورنا في الأرض وعيوننا إليها ترحل كل يوم
