بقلم:عزيز الكحلوت
المائدة الفلسطينية غنية بانواع مختلفة من الاطباق فلكل طبق حكاية و طريقة تحضير هي اساس في معرفة جذور المطبخ الفلسطيني.
زيت الزيتون الممزوج بالبصل و السماق يتم فردها على خبز الطابون المعد على موقد خاص مصنوع من الحصى المسمى باللغة الدارجة (الزلط) و كل محافظة فلسطينية ترتب طبقات المسخن بطريقتها الخاصة ليعلوها في النهاية الدجاج المحمر في موقد الطابون قديما و في فرن الغاز حديثا.
وجبة المسخن هي اكلة خريفية ترتبط بحصاد الزيتون و السماق الفلسطيني بحيث تنتج ارض الفلاح الفلسطيني هذه المكونات و يعبر عن موسمه الزراعي بها، اما حديثا فاصبح الفلسطيني في كل مكان يعبر عن هذه الاكلة في كل بيت و في كل موسم حفاظا منه على تراثه الفلسطيني حتى ان الوجبات الرمضانية لا تخلو من اعداد هذه الوجبة.
قالت الدكتورة فاتن شلباية الحاصلة على درجة الدكتوراة من جامعة اوهايو الامريكية المختصة في الادارة الصحية الدولية اكل التراث الفلسطيني صحي و مغذي مقارنة بالشعوب الاخرى فاستخدام ورق الغار و الكمون و الكزبرة الناشفة و السماق هو ارث انتقل عبر الاجيال الفلسطينية من الحضارة الكنعانية وصولا الى الاجيال الفلسطينية الحالية، و لك ان تتخيل عزيزي القارئ ان غلي اللحم و ازالة الزفر الذي يعلوه مع اضافة البصل و القليل من زيت الزيتون مع وضع البهارات الورقية و الحبيبات دون طحن هو طريقة مستخدمة منذ ما يزيد عن اربعة الاف عام عند الكنعانيين القدامى و الفلسطيني الكنعاني الحديث.
و المطبخ الفلسطيني غني بالعديد من الاطعمة قبل الهجرة فمنها الفقاعية ، البامية و العدس، الرجلة و الخبيزة ،الفلافل ،الحمص ،الفول، الملوخية ،الشيشبرك،المجدرة، المقلوبة، الفتة ، المفتول، اما الحلويات الفلسطينية صاحبة التراث منها النابلسية ، الكنافة العربية، المطبق، النمورة ، العوامة، البسبوسة، الحلبة، الكلاج،البقلاوة،المدلوقة، رز و حليب،المهلبية، كعك القزحة و غيرها مما يتداوله الفلسطينيون حديثا و قديما.
لكل وجبة من الوجبات المذكورة في هذا المقال حكاية لازالت تروى جيلا بعد جيل و تعلمها الامهات لبناتهن في المطبخ الفلسطيني فهي تمتاز بلذتها و تترك في الجينات الفلسطينية حنين الى الماضي و الارض التي احتلت حتى تبقى ناقوسا في ذاكرة كل فلسطيني و حنينا الى الارض التي انتزعت منه عنوة باحتلال صهيوني بغيض سيزول يوما لتصرخ الارض على اولادها بالعودة طال الزمن او قصر.