البوابة 24

البوابة 24

ختيار فلسطين

بقلم: ميسون كحيل

كلنا يتابع باهتمام وبقلق بالغ، الأحداث المتلاحقة في الأراضي الفلسطينية، وشراسة اعتداءات جيش الاحتلال ومستوطنيه على الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وأراضي عام 48. قوة بطش يلجأ اليها جيش الاحتلال كعادته على مر العقود؛ الا انها تشبه إلى حد كبير القوة الغاشمة التي استخدمها الاحتلال في القطاع في عقد السبعينيات من القرن الماضي، لمواجهة الفدائيين الذين حكموا القطاع في الليل؛ فمن ينسى جيفارا غزة ورفاقه وما أذاقوه للاحتلال من قهر وعذاب؟!

غزة كانت دوما مربط الفرس، ومنها واليها ينتهي الحل؛ فهي التي قهرت مشاريع التوطين عقب تشريد الشعب الفلسطيني من مدنه وقراه؛ غزة التي كانت عصية على الكسر؛ غزة التي رفض الشهيد الخالد أبو عمار أن تتم التسوية دون ربطها بالضفة الغربية، وتحديدا مدينة أريحا، وافق أبو عمار على غزة أريحا أولا؛ وهو مؤمن بأن ساحة الصراع ستكون في الضفة الغربية منذ أكثر من  30 عاما؛ وأكد على ذلك مجددا عندما انتقل من غزة إلى المقاطعة في الضفة الغربية؛ ليكون على مرمى حجر من مدينة القدس؛ بالرغم من كل العروض والوعود أبى الشهيد الخالد على أن يبرح الضفة الغربية وينتقل إلى غزة؛ حيث حوصر فيها إلى أن تم اغتياله في قلب أرض المعركة، قد يقول سائل وما علاقة ذلك بما يحدث الآن؟ إن أبو عمار بذكائه الحاد عرف ساحة الصراع؛ لكن بعد استشهاده جاء من يحرف البوصلة نحو أماكن أخرى من الوطن، وكأن الوطن هو غزة؟! في الأيام الاخيرة انتهكت قوات الاحتلال المسجد الاقصى وسمحت للمستوطنين باقتحامه خلال عيد الفصح اليهودي؛ كانت عيوننا وأفئدتنا تتجه نحو القدس؛ لكن كانت هناك قطعان أخرى من المستوطنين وبحماية كاملة من الاحتلال الاسرائيلي تقتحم مناطق أخرى في الضفة الغربية؛ ليس أولها الحرم الابراهيمي مرورا بحي الطيرة في رام الله وسبسطية وليس أخرها برك سليمان، اذن المسألة ليست المسجد الأقصى والقدس فقط؛ إنما كل الضفة الغربية؛ إذن أين غزة التي استهلكتها عدة حروب خلال 16 عام؟ لنكون صريحين مع أنفسنا؛ غزة التي قهرت الاحتلال ومشاريعه منذ النكبة؛ تعيش أسوأ أيامها؛ فالمواطن فيها أصبح أسير لقمة العيش؛ يتابع غلاء الاسعار؛ وجدول انقطاع الكهرباء والماء؛ وأخيرا يتعطش لسماع أنباء عن تصاريح العمل في اسرائيل!! من الذي أوصل غزة الى هذه النقطة؟ غزة يا سادة ليست مخزون بشري كما يدعي البعض، غزة كانت منبع الوطنية الحقيقية، منها خرج معين بسيسو وحيدر عبدالشافي وياسر عرفات وصلاح خلف وخليل الوزير واحمد ياسين واسماعيل ابو شنب وعبدالعزيز الرنتيسي وفتحي الشقاقي ورمضان شلح وغيرهم الكثير.

غزة غادرها الشهيد الخالد لساحة الصراع الحقيقية واستشهد على ثراها ليأتي من بعده من يغادرها إلى الخارج لاصدار البيانات والتهديدات، وستبقى القضية حية بالرغم من كل المؤامرات وستعود البوصلة كما أرادها ختيار فلسطين.

كاتم الصوت: عند الجد يغيب متصدري الشاشة الخائفون على ضياع المواقع والمناصب ويظهر كذلك بعض الممثلون للقفز والتسلق.!

كلام في سرك: حلف أوكرانيا يبذل جهود جبارة لتهدئة الاوضاع، لا يريد أحداث تغطي على ما يحدث في أوروبا والفصائل الفلسطينية تريد عرس ترقص فيه!

رسالة: الشعب الفلسطيني تنقصه القيادة!!؟ ألم يحن الوقت لوجوه وشخصيات بجب أن تكون في المشهد (أحتفظ بالأسماء)

البوابة 24