" لائحة غولدا " العرض مستمرا

 محمد أحمد سالم

- " لائحة غولدا " وحشية متكررة.. ذات الجرم.. السلاح القذر... يعيد سافكي الدماء مع اختلاف يد السفله ؛ ""دولة الكيان" عندها إصرار غريب أنها تجدد اجرامها التاريخي!. بعقلية ومفهوم مستمد من النشأة الإرهابية لرجال عصابات أصبحوا هم عصابات جيش؛ فهناك دائما تصريح من أعلى سلطة بالقتل.

- عقب اغتيال الشهيد غسان كنفاني، علقت رئيسة وزراء إسرائيل وقتئذ، غولدا مائير، على العملية، قائلة: "اليوم تخلصنا من لواء فكري مسلح؛ غسان بقلمه كان يشكل خطرا على "إسرائيل" أكثر مما يشكله ألف فدائي مسلح"، قتلت "غولدا مائير" غسان كنفاني الأديب والكاتب المبدع وهو في السادسة والثلاثين من العمر وقتلت معه لميس العروس الفلسطينية الصغيرة.

- ليس غريبا، فهي التي أصدرت قرارا في ذات العام بتصفية عدد من أعلام الفلسطينيين وقياداتهم. تلقى زامير ـ مدير الموساد آنذاك "لائحة غولدا" ليعمل على اغتيال الفلسطينيين المدونين في اللائحة واحداً تلو الآخر.و كان اسم غسان كنفاني على رأس تلك اللائحة التي ضمت وديع حداد، وكمال عدوان، وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار، وبسام ابو شريف، وأنيس الصايغ مدير مركز الأبحاث الفلسطيني آنذاك.

- العبوات و المتفجرة كانت أسلحة "غولدا مائير" في وجه الكلمة والأدب والرواية؛ و مازالت الأجهزة الاسرائيلية مستمرة في مسلسلها الارهابي. فالقاتل، لا يميز بين الصحفي والمقاتل، وبين الكاميرا والمدفع، وبين الكلمة واطلاق النار!ا لكل مستهدف، رأس كل عربي هدف للصهاينة ، سواء بالقتل ، أو بتزييف الوعي ، أو بتخدير الهمة ، أو بشل الإرادة ، أو بث روح الهزيمة ، أو بالتطويع ، أو بالتطبيع؛ القلبُ موجوع، والكلمات لا تطاوعني في الكتابة، ولا توجد مفردات تعبر بدقة عن مقدار قذارة الجناة، وعن انحطاط عالم مزيف .. ودول منغمسة في غباءها ربما لدرجة العار.

- اغتيالُ الصهاينة لشيرين أبوعاقلة ليس مفاجأة لعاقل، بل هو متابعة حثيثة للجرائم التي ارتكبوها ضد الشعب الفلسطيني منذ أربعة وسبعين عاماً، حين هجّروه من أرضه تحت مزاعم تاريخية مضلّلة وباطلة، وأباحوا لأنفسهم أن يرتكبوا بحقه أشنع الانتهاكات تحت أنظار العالم أجمع؛ وبمباركة منه في معظم الأحيان، ومع ذلك لم يحظَ ما فعلوه في وضح النهار إلا بإبداء القلق، ممن تناوبوا على منصب الأمين العام للأمم المتحدة، أو من الدول الغربية التي ترفع شعار حقوق الإنسان! وتمارس خلافه على الأرض، وفي مقدمتها حقه في الحياة الكريمة، وحقه في التعبير عن حرية الرأي، وحقه في أن يكون له وطنٌ أو بيت يحتضنه، شأنه في ذلك شأن باقي شعوب الأرض.

- شيرين ليست وحدها فهناك فلسطينيات شجاعات مثلها يفعلن الشيء نفسه، وما يحدث لهن وصمة عار في ضمير العالم الغربي الذي يلبس مسوح القيم الأخلاقية عندما يكون ذلك في مصلحته، ويرميها في سلة النفايات عندما لا تخدمه؛ ليست وحدها، فالقائمة تطول من راشيل كوري ناشطة أمريكية ماتت دهسا تحت جرافة أثناء محاولة منعها هدم البيوت في رفح الفلسطينية ، وملاك فلسطين رزان النجار، استشهدت بالرصاص الاحتلال الصهيوني أثناء قيامها بعملها باسعاف المصابين من المرابطين.

- ارتدت سترتها.. وضعت خوذتها .. تسللت مع ضوء الفجر .. تؤدي واجبها بحق أهلها .. اردتها رصاصة المحتل .. حكاية شعب يبحث عن العدل والحرية والاستقلال والإنصاف .. كيف غدر بها قاتل شعبها. شيرين قصة شعب يبحث عن الحق و العدل والإنصاف. فالسلام.. عليك.. السلام.. لروحك.. السلام.. عدالة وحق.. السلام.. حقن دماء الابرياء.. السلام انتصار للضعيف في وجه المتغطرس.. السلام في وجه القوة العمياء..السلام قوة الحق في وجه الافتراء.

البوابة 24