عائلة شهاب اللبنانية.. على مرمى حجر من أراضيها عيونهم ترقبها ولكنهم حرمهم الاحتلال الوصول اليها

منى مظفر علي الفارس

.الحاجة توحيده سعيد شهاب "رحمها الله" ابنة بلدة حاصبيا جنوب لبنان الملاصقة لأراضي فلسطين، امتلكت أرضاً لها في فلسطين مساحتها 36 دونم موزعة في مناطق متعددة في مدينة صفد- الجليل وهي مناطق الكبارات والداحيوات وذلك في عام 1928 عام، وفي عام 1948 عام النكبة هذا العام الأليم الذي هجم فيه الاحتلال الغاصب على فلسطين واقدمه على قتل ابناء شعبنا وهدم بيوتهم وحرقها وتهجيرهم قصراً تحت تهديد السلاح والارهاب الى انحاءِ متفرقة من الدول المجاورة تاركين بيوتهم حفاة عراة خوفاً وذعراً على حياتهم وحياة أبنائهم تاركين خلفهم كل ما يملكون من بيوتِ وأراضِ واثاث وملابس ظنا منهم انهم لن يتأخروا كثيراً سيعودون بعد أيام .

منهم من لم يأخذ معه الكثير من الملابس والطعام وبقيت في خزائنهم تنتظر عودتهم كحال الموقد الذي بقي مشتعلاً لم يتسنى لهم إطفائه.

هذا حال ابناء شعبنا اللذين هُجروا وخساراتهم المفجعة لأراضيهم وبيوتهم كحال الحاجة توحيده سعيد شهاب، التي خسرت اراضيها في فلسطين ووضعت دولة الاحتلال الغاصب الحدود اللعينة، التي فصلت ار اضي لبنان عن اراضي فلسطين ولم يعد باستطاعتها الذهاب الى اراضيها المغتصبة لزراعتها والاشراف عليها .

لم تصاب توحيده يوما بالإحباط والياس وبقي الامل لديها ان اراضيها ستعود لها اجل حزنت وتوجع قلبها كثيرا ولكنها لم تتنازل عن اراضيها، وبقيت محتفظة بأوراق الملكية التي تثبت ملكيتها لأراضيها وكانت تتكلم كثيرا عن اراضيها وموقعها وماذا كانت تزرعها وعن جمالها وخضرتها محببة اولادها واحفادها بها، ليبقوا متمسكين بحقهم الى ان يأتي الوقت الذي ترد فيه الحقوق لأصحابها ومر الزمن بسنواته واشهره وايامه توفيت الحاجة توحيده واورثت لابنتها سميحة هذا الحق بما يحمله من ذكريات ووجع والتي هي ايضا اورثته بدورها لابنها محمد امين الذي توفي قبل اعوام وقالت ابنته ريما لقد عاش والدي عمره وهو يفكر بهذا الحق المسلوب منه ومتى يعود حقه وحق جدته ووالدته لم ييأس يوماً ولم يتنازل وكان يذهب الى منطقة مرج عيون وهي منطقة مرتفعة ومطلة على أراضي فلسطين وكان ينظر بإسهاب وحزنِ الى الاراضي الفلسطينية ويقول لنا أُنظروا هناك تقع اراضينا مؤشرا بيده على مرمى النظر اخبروا ابنائكم عنها، جدتي لم تنساها وتتنازل عنها وامي لم تنساها وتتنازل عنها وها انا لم انساها واتنازل عنها وانتم وابنائكم لا تنسوا وتنازلوا سنبقى متمسكين الى تعود الينا رحمه الله ورحم جداتي واكدت ريما وها انا احتفظ بأوراق الملكية لأراضينا واحفظها برموش عيوني - دليل حرصها عليها- وتضيف أخرجها كثيراً من مخبأها وأنظر اليها وأٌعيد قراتها وما هو مكتوبٌ عليها تختلط لدي مشاعر الحزن والفرح حزنا لسلبها وفرحاً ان يوما سيأتي وتتحرر فلسطين وان لي أرضاً فيها سأعود اليها أتلمس ترابها واستنشق رائحته العذبة، سياتي هذا اليوم قريبا انشاء الله وتتغرغر الدموع في عيونها وتمسحها بابتسامة عذبة ترسمها على شفتيها لن يضع حقاً ورائهُ مطالب لن موت الامل فينا ما حيينا وان متنا نورثه لأبنائنا واحفادنا وختمت حديثها بدعائها رحمك الله يا والدي ورحم الله جداتي الغاليات.

البوابة 24