بقلم: محمد أحمد سالم
- تكتسب كتاباته مسحات الجمال والفكاهة، قال:"لا شىء يتطلب التركيز مثل كتابة الكوميديا" مهما كان نوع هذه الكوميديا، ومهما كانت بساطة الحكاية، أو تعقيدها" تشرلي شابلن.
- الساخرون هم الوحيدون الذين يملكون معرفة حقيقة أننا نعيش في عالم يمسك بأطرافه العبث والجنون، ولأنهم يمتلكون قدرة أكبر على السخرية وصناعة الضحك ينتزعونها من المواقف المؤسية المؤسفة التي ينتجها، فإنهم يعيدون تشكيل الواقع على نحو يمكن احتماله. ان بقاءنا جديين- طول الوقت - هو دليل على نجاح القهر والقمع، وبذلك يكون المقال الساخر بمثابة اجازة قصيرة من الاضطهاد الداخلي، فالذين وصلوا الى القاع يتمتعون- احينا- بنوع غير مألوف من الفكاهة، والكوميديا السوداء!!صدقني ..الصورة ليست سوداء، للآسف حضرتك اللي اتعميت!!
- الو .. حد سمعني؟.. عم عشم، ..ايوه يا ابني ، فين حمامة الفلايكي؟ اهو قاعد مع عمك شلبي شابلن- ايوه يا سيدي .. طيب كان يشرف عندنا شوية. ويشوف الكوميديا السياسية اللي على حق ..كوميديا، و مرار طافح، أهو دا الكلام .. واللي له ورث يدور عليه .. المسألة مسألة حق . لكن يبدو أن هذا لم يعد من حق أحد .. الحقوق أصبحت تتقرر على ضوء موافقتها للنمط الحزبي الذي يُمرِّره السادة؛ لكن .. فلسطين .. قضيتها وقيمتها تستحق قيادة سياسية ،اعظم مليون مرة من هؤلاء ، كلهم ماضي، وفلسطين عندها اجيال كاملة تنتمي للمستقبل والاستقلال وتستحقه وعندها كل مقوماته ودوام الحال من المحال.
- عموما ..أضحك من بداية مقال يفترض أن يقنعك بأن تقرأه حتى نهايته.. بتأكيد ستضحك للمرة الأولي .. لكنني أخشي أنك عندما تعيد قراءته مع واقعنا بالتحديد الآن فانه سيبكيك بكاء مرا. - تعرف يا عم عشم؟.. لو كان في يدي ما هو أكثر من الكتابة لقدمته لك، .. تسلم إيديك يا سيدي، وأنت بخير وصحة وفكاهة. وسلامة، وضحكة وابتسامة، و يا ترى يا واحشني " بتفكر" في مين؟ فبدال ما نطق، لا نضحك؛ ومن باب المجاملة.. لازم تضحك..فمن يضحك.. لا يستطيع أن يعض!!. - كلكم راعي وكل راعي مسؤول عن ريعه؟! عموما. إذا تغيرت ظروفك إلى الأحسن، فلتصرح بهذا بدون تردد .. لا تمض في إستغلال المأساة والمعاناة إلى ما لا نهاية!! و أنا سعيد - مؤقتا- بهذا التخطي لآنه يعطينا سببا للضحك في زمن عزت فيه أسبابه، وهل هناك ما يضحك أكثر بعد العك؟! عندك حق.. غير الموضوع..
- تفتكروا لماذا المؤسسات الادارية والمالية شكلها مش لطيف؟! تقصد مؤسسات التخلف السياسي، أم التخلف الإداري؟.. سياسة تاني؟! اعتقد انه الغياب الكامل للمسؤولية..إنها الصفة السلبية للمنتجات الجانبية للعصر البرونزي؟! فالمؤسسة الحضارية هي التى تسمح أحوالها للمراجعين بالابتسام .. يا سلااام.؟! مش مصدق؟! طيب.. أسال التاريخ؛ لقد اعتاد آلهة الإغريق أن يشخروا للناس حين يغضبون منهم..ولعل هذا من أسباب الانضباط الذي يميز اليونانيين حتى اليوم!
- وقبل أن ترحل من العصر البرونزي، شاكي إلى الله ظروفا لا يعلمها إلا هو، وأناس لا قلوب لهم ولا ضمائر ، وبلادا ساد عبادها الظلم فما أزالوه بل تظالموا بينهم ، ويمكن لنا أن نتخيل كيف كان الحال لولم يواتهم الحظ فوصلوا إلى ما وصلوا إليه؟! على كل حال، الذي يريد حقا من الله تعالي أن يوقع أقصى العقوبة على من يحكموننا ولا يديرون شؤن الناس .. ليس عليه أن يجتهد كثيرا في الدعاء عليهم، عليه فقط ان يدعو الله أن يعطيهم على قد نياتهم، ويترك الباقي على ربنا سبحانه وتعالي.
- فاللهم لطفك وغوثك ورحمتك... هذا كله صحيح لكن دعنا لا ننقاد وراء غضبنا فنستخدم كلمة قد تؤذي مشاعرك المرهفة.. المهم .. سوف تخوض إجراءت عقيمة مع جهات كلها ألعن من بعضها. لست هنا أن أرسم صورة سائدة لواقع مجتمع، ولست أهيل التراب على بعض محاولات الإصلاح، التي هي نقطة الضواء فى ليلنا الحالك، لنكشف عن إيقاع الاهمال، أو ربما عن إهمال إيقاع الاصلاح والذي يكشف سيرنا الحثيث على المنحدر نزولا إلى القاع. وبعيد عن التبريرات والروايات الغريبة والمضحكة والمؤلمة أيضا.
- لن تستطيع معي صبرا... طيب يا ريت نركز شويتين ويكفينا هذا الكم العجيب من المرار الطافح، وشر ما ترتب عليه، مش من الواجب برضوا نرتاح شوية .. مش كفاية. أنفاذ خوازيق الجباية المتوحشة؟! وتوسيع قاعدة الجمهور!! صحيح أنني لا أذكر هل كان سهما مریشًا أم خازوق سادة، او مغري بنوع من الغراء اللاصق السريع؟! مش فاكر.
- على كل حال يا بخت من بات مشلوح ولا بات شالح.. وبالتالي. بل من حكم الواجب عليك، وانت بتدفع لازم تضحك، وانت بتتسرق اضحك، و حضرتك رقم ثابت في سجلات الجباية المتوحشة اضحك، في الكهرباء اضحك، في دوائر واوكار الجباية المختلفة اضحك، في دوائر الضرائب والخرائب الضالة الغير قانونية..اضحك، في نهش لحمك الحي على ابواب المعابر المختلفة. المتخلفة برضوا.. اضحك.. - أكل لحم الأسير .. كلنا أسرى .. أكل قوت عيالك نيء اضحك، شرب دمائك وراء كل باب اضحك، تشاهد امولك تقسم بين السادة والموالسىة .. اضحك، “لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم”. ولا علم لي، لا عن ميزانية وموازنة، ولا ميزان.. ولا يحزنون.. اضحك، فالكل هنا آمن من المحاسبة والمراجعة أو المعارضة!! بعد كل قرار عشوائي.. اضحك، بعد ان يتم سلخ جلدك من قبل موالسة. لا يد لك في اختيارهم ولا انتخابهم، لازم تضحك، و قول في قلبك" الحمد لله. "ع الحديدة". حتى الحديدة تم بيعها "قضاء اخف من قضاء". اضحك، وخل ابتسامتك اعرض من خيبتنا. للحديث بقية.
