في ذكرى انقلاب حماس

بقلم: مؤمن الناطور

لأن حماس تتمسّك بأن ما حدث عام 2007 ليس انقلابًا، سنتحدّث حسب القانون:

فاز الرئيس محمود عبّاس بمنصب رئاسة السلطة التنفيذية، وفازت حماس بالأغلبية في المجلس التشريعي الفلسطيني، وبما أنها الكتلة الغالبة في مقاعد المجلس التشريعي، تم اختيار عضو منهم رئيساً للوزراء وكان حينها السيّد اسماعيل هنية وكان المرسوم قد صدر بتاريخ 22/2/2006، لكن حكومته تعرّضت للمقاطعة نتيجة لمواقف حركته التي لا تؤمن بالحل السلمي والمفاوضات والتي لا تريد أن تعترف بقرارات الرباعية الدولية، وأيضًا وجود حالة صراع بين الحـ.ـزبين فتح وحماس..

بعد توقيع اتفاق مكة بتاريخ 8-2-2007م سلّم السيّد اسماعيل هنية استقالته للرئيس عبّاس، ليتم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تم التصويت عليها بتاريخ 17/3/2007.. وتمّ تشكيلها..

بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بثلاثة أشهر قامت حماس عبر قواتها المنظّمة (القوة التنفيذية) والغير منظّمة ( ميليشيات) بالانقلاب على الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تتبع للسلطة الوطنية الفلسطينية المحكومة من حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي يرأسها عضو من حماس وهو السيّد اسماعيل هنية..

أخفق السيّد اسماعيل هنية وأصبحت حكومته عبء على الشعب الفلسطيني.. حكومة لا تفي بالتزاماتها وحدث في عهدها حـرب أهلية، وانقلا.ب...  في حينها استخدم الرئيس عبّاس المادة 45 من القانون الأساسي التي تُعطيه حق اختيار رئيس الوزراء وإقالته وقبول استقالته... وأقال الحكومة الحادي عشر برئاسة اسماعيل هنية، ولم يقبل هنية هذه الإقالة وواصل بحكومته المُقالة حتى عام 2014 ..

حماس فازت بالأغلبية في مقاعد المجلس التشريعي، لكنّها انقلبت على القانون، وشكّلت نظام سلطة موازي للسلطة الوطنية الفلسطينية، فقامت بتشكيل سلطة قضائية جديدة حسب رؤيتها، وأصبحت تجتمع في المجلس التشريعي بدون نصاب قانوني لتأخذ غطاء قانوني لجميع تصرفاتها، وأيضًا شكّلت حكومة موازية للحكومة الفلسطينية لحكم قطاع غزة، وشكّلت أجهزة أمنية منظّمة تتبع لحزبها الحاكم... وهذا مشروع انفصالي..

في نهاية الحديث أقول أن ما حدث عام 2007 هو انفلاب مكتمل الأركان، ميليشيات ضد أجهزة أمنية منظّمة في إطار حكومة... 

لكل ذلك، يجب أن تتراجع حماس عن الانقلاب، وتقوم بعملية إعادة السلطة الوطنية الفلسطينية لحكم قطاع غزة من بابها إلى محرابها.. حتى يتسنّى للشعب الفلسطيني استخدام حقه الدستوري في تجديد الشرعيات.. 

ذكرى الانقلاب 14-6-2007

#مؤمن_الناطور
14-6-2022

البوابة 24