انقلاب داخل الكنيست.. المعارضة الإسرائيلية تفجر مفاجأة عن علاقة نتنياهو بحماس

نتنياهو
نتنياهو

 

أكد رئيس حزب الديمقراطيين، يائير غولان، إن "نتنياهو هو الأفضل لحماس"، مشيرًا إلى أنه لولا وجوده في الحكم، لما استمرت الحركة في السيطرة على قطاع غزة بعد أحداث السابع من أكتوبر.
وأشار "غولان"، إلى أن المعارضة ستتصدى لأي محاولة لإعادة كتابة التاريخ، موضحًا أن سياسات نتنياهو الضعيفة كانت السبب المباشر في وصول إسرائيل إلى ما شهدته في ذلك اليوم.

لابيد: إسرائيل أصبحت دولة تابعة لواشنطن

ومن جهته، شن رئيس المعارضة يائير لابيد، هجومًا حادًا على نتنياهو، متهمًا إياه بالتهرب من المسؤولية عن الإخفاقات الأمنية والسياسية التي رافقت هجوم حماس في أكتوبر 2023، وقال إن نتنياهو "حول إسرائيل إلى دولة تابعة لواشنطن".
كما وجه "لابيد"، خطابه مباشرة إلى نتنياهو قائلاً: "قلت إن حزب الله يمتلك مئة ألف صاروخ — من كان رئيس الحكومة حينها؟ قلت إن إيران تعاظمت وخزنت قوة خطيرة — من كان رئيس الحكومة؟ قلت إننا انتصرنا في الحرب — لكن في عهد من اندلعت؟".
وتابع "لابيد": "هناك حدود للهروب من المسؤولية".

وفي السياق ذاته، وجه "لابيد" انتقادًا حادًا لرئيس الكنيست أمير أوحانا، واصفًا إياه بأنه "رئيس نصف كنيست فقط"، ما أدى إلى مواجهة كلامية قصيرة بينهما، رد خلالها أوحانا بالقول: "هذا غير صحيح وأنت تعرف ذلك أكثر من الجميع".
ووصف "لابيد"، الحكومة الحالية بأنها "مريضة وفاشلة"، مؤكداً أنها فقدت ثقة الجمهور ولم تعد قادرة على إدارة الدولة أو الحرب.

نتنياهو: أمام إسرائيل فرص لتوسيع دائرة السلام

ومن جانبه، رد "نتنياهو"، على انتقادات لابيد مؤكدًا أن أمام إسرائيل "فرصًا حقيقية لتوسيع دائرة السلام"، في إشارة إلى احتمالات التطبيع مع دول عربية وإسلامية بدعم من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
كما حذر "نتنياهو"، قائلاً: "المخططات لتدمير إسرائيل لا تفرق بيننا، نحن ملزمون بالحد من الصراعات الداخلية، فمصيرنا واحد، ولا أحد سيمايز بيننا إذا نفّذوا خططهم لإبادة إسرائيل".
وناشد "نتنياهو"، بالوحدة الداخلية وربط الأمن القومي بالتكاتف في مواجهة التهديدات الخارجية.

دعوة إلى خفض حدة الانقسام

وجه "نتنياهو"، نداءً مشتركًا لأحزاب الائتلاف والمعارضة قائلاً: "ندرك حجم الخراب الذي سببه الشقاق داخل مجتمعنا — حان الوقت لخفض حدة النبرة".
وفي سياق متصل، ردت كتلة "ييش عتيد" على النداء بعبارة مقتضبة: "قل هذا لرئيس الكنيست"، في إشارة إلى خطاب أمير أوحانا المثير للجدل.
وتابع "نتنياهو"، أنه سيبحث مع نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس "التحديات والفرص" التي تواجه إسرائيل، وذلك بالتزامن مع وصول المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى تل أبيب لإجراء مباحثات حول تطورات غزة واتفاق وقف إطلاق النار.

أوحانا يهاجم القضاء ويشعل الجلسة

والجدير بالإشارة أن خطاب نتنياهو جاء بعد كلمة رئيس الكنيست أمير أوحانا، الذي استهل الدورة البرلمانية بهجوم حاد على السلطة القضائية، وعرف رئيس المحكمة العليا عميت بصفته "قاضي المحكمة العليا" بدلاً من "رئيس المحكمة العليا".

ولفت "أوحانا"، إلى أن "دهس الكنيست من قبل الجهاز القضائي يشكّل مساسًا خطيرًا بالديمقراطية الإسرائيلية"، مما أثار اعتراضات وصخبًا واسعًا في القاعة.
وأضاف أن هذا الوضع يعني "إلغاء ممثلي الشعب، أي السيادة نفسها، الشعب الذي خرج إلى صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات، وأصواته متساوية جميعًا".
كما أوضح "أوحانا"، أن "الجهاز القضائي، بما في ذلك مؤسسة المستشار القانوني للحكومة، التي تعمل بلا قانون يحدد صلاحياتها، يقوض جوهر الاختيار الشعبي".

واستطرد "أوحانا"، أن "السلطة القضائية في إسرائيل هي الوحيدة في العالم التي تعمل دون توازنات أو ضوابط حقيقية"، معتبرًا أن "كل شيء يمكن مقاضاته ولها الكلمة الأخيرة دائمًا".
وأشار "أوحانا"، إلى أن محاولات سابقة لتصحيح العلاقة بين السلطات قوبلت بالرفض من الجهاز القضائي، الذي "يرفض الحوار حتى حول أكثر الحلول اعتدالاً"، في حين لم تدع المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا إلى الجلسة.

هرتسوغ يرد بحزم: لا لانتهاك الاحترام

وبدوره، رد الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ على تصريحات أوحانا قائلاً: "لن أقبل بانتهاك الحد الأدنى من الاحترام"، مؤكداً في خطابه: "أرحب برئيس المحكمة العليا وأدعو إلى مناقشة القضايا بعمق، إذا كنا نتحدث عن تعديل قانوني، فلابد من تحديد القواعد لذلك، لكن هذا لا يعني كسر التقاليد التي استمرت لعقود".
وناشد "هرتسوغ"، جميع الأطراف إلى "الجلوس والتحاور بدلاً من تبادل الاتهامات".

اختتم نتنياهو النقاش موجهاً كلامه إلى الرئيس هرتسوغ قائلاً: "قلت سابقًا إن عميت هو رئيس المحكمة العليا، وهذه حقيقة، لكنني أيضًا رئيس حكومة إسرائيل، وهؤلاء هم وزرائي وأعضاء الكنيست، وهذه أيضًا حقيقة يجب الاعتراف بها من الجميع، لا من طرف واحد فقط".

وكالات