البوابة 24

البوابة 24

الأرض تنحني للغاضبين

بقلم: جلال نشوان

هي الأرض التي لفظت الغزاة الصهاينة المحتلين الذين جاؤوا من وراء البحار هي الأمن والسكينة والطمأنينة والحرية هي العشق الذي يعزف أجمل الألحان ايتها الأرض المقدسة ) أرض فلسطين المباركة ) ، التي نمشي على ترابك، بك نمضي نحو المجد دوماً ، ناديتي ، فلبى أبناءك النداء من الشهداء العظام والأسرى والجرحى ، وكل أبناء شعبنا ، ورفعوا اسمك عاليًّا يا أرضي أنت العطاء الذي لا ينضب. أنت الحبّ الحقيقي الذي لا ينتهي. أنت التي تسكُنين في قلوبنا نحبك بكل خليّة من خلايا أجسامنا . وندافع عنك ونحميك بكلّ قوّة، كأننا ندافع عن أنفسنا .

ماذا لنا أن نكتب ونقول في حقّك كل كلمات الوفاء والحبّ لا توفيك حقك يا فلسطين الحبيبة : منذ وطأت أقدام الغزاة الصهاينة المحتلين ، ونحن نقدم وسنقدم حتى تتطهرين من دنسهم لنا في التاريخ عبر وحكم : حين وقف أهل العراق يشاهدون( التتار) وهم يكتسحون خراسان ويقتلون 200 ألف من أهلها ، ولم يتحركوا لنصرة اخوانهم المسلمين .

بعدها بسنتين فقط .. جاءهم التتار وقتلوا أكثر من مليون نسمة من أهل العراق وأحرقوا العاصمة بغداد بمن فيها . ومع ذلك لم يتعظ ، أهل الشام ، رفعوا رايات السلام واقاموا مع التتار معاهدات واتفاقيات ووقفوا يشاهدوا العراق وهي تحترق وأهلها يذبحون . فلم تمض شهور حتى جاءهم التتار وإحتلوا الشام ودمروا دمشق و قتلوا أهل حمص وأحرقوا حلب .

أما المماليك حكام مصر فلم يكتفوا بالمشاهدة ، فقادوا أهل مصر لمعركة "عين جالوت" فكانت نهاية و إنكسار التتار وتراجعهم إلى الوراء. تلك السنن التي مادام الناس غافلين عنها ، فسيذوقون من كأس مرارها حتى الثمالة .. فالظلم يحيا بالسكوت ، ويتنفس بالخنوع ، ويقوى بالخضوع نضالات الشعوب، التي هي أعمال نضالية متوارثة ومستمرة، وتهدف لتحقيق تغيير كبير وجذري نحو التحرير ، حقاً ة: جيلُ بعد جيل نتوارث الراية ، نحمل هموم الوطن نزرع هنا سنبلة ، وهناك زيتونة في أرض الرباط ، نغرس الايمان في نفوس وعقول أبنائنا انها فلسطين وأرض المقدسات الإسلامية والمسيحية ، فلا حياة الا بك يا فلسطين وكما لفظت أرض فلسطين الغزاة ، لفظت الأرض العربية الطاهرة الاستعماريين في الجزائر ومصر والعراق وكل البلاد العربية، ومهما علت وتيرة التطبيع الأخيرة مع الاحتلال الصهيوني من قبل الدول العربية، وحالة الارتماء غير المسبوقة في أحضانه ، وتشكيل ناتو عربي صهيوني فإن الجماهير العربية ستثور ضد هذا الواقع المزري ، وان أبتاء شعبنا الفلسطيني،ومعه أشقائه ، الذين سجلوا أروع صفحات الشرف والعزة والذين يرفضون الضيم ،و لن يقبلوا بذلك ، ومهما توسعت دولة الاحتلال ، عسكرياً واستيطانياً، وسياسياً ، فإن الأرض تنحني للغاضبين ، الثائرين ، المنتصرين لأمتهم وقضاياها الكاتب الصحفى جلال نشوان

البوابة 24