فلسطين - البوابة 24

ورد سؤال إلى الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، يقول فيه السائل "ما فضل صيام يوم عرفة إذا وافق يوم جمعة؟"، وأجاب عليه قائلًا إن يوم عرفة من الأيام المباركة التي يستحب الإكثار فيها من العمل الصالح، ومن أهم الأعمال الصالحة فيه الدعاء والذكر للحاج ولغير الحاج.

وأضاف سلامة: "هناك بعض الأعمال المستحبة لغير الحاج في هذا اليوم، وفي مقدمتها صيام يوم عرفة، فهو مستحب لغير الحاج أن يصومه، أما الحاج فيكره له الصيام فيه حتى لا يضعف عن الوقوف بعرفة"، مستشهدا في ذلك بحديث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم-: حينما قال" صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ".

كما قال النووي رحمه الله في "المجموع": " أما حكم المسألة فقال الشافعي والأصحاب : يستحب صوم يوم عرفة لغير من هو بعرفة"، وقال ابن مفلح: " ويستحب صوم عشر ذي الحجة ، وآكده التاسع ، وهو يوم عرفة، إجماعا".

وأكد الباحث الشرعي، أن للصائم عامةً دعوة مستجابة، فما بالنا لو اجتمعت الفضائل كلها للصائم في يوم واحد، فيوم عرفة صادف يوم الجمعة هذا العام ولا يخفى أن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه.

وتابع سلامة: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة فيكون ذلك أقرب للإجابة، ففي الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ) رواه الترمذي".

وأوضح سلامة، أنه من البشريات أن حجة الوداع هي الحجة الوحيدة التي حجها النبي ﷺ صادف وقوف النبي ﷺ بعرفة يوم الجمعة، فلعلها بشرى خير لكل حاج هذا العام، ويوم عرفة يوم عيد ويوم الجمعة يوم عيد، فإذا اتفق العيدان كان في ذلك خير عظيم.

واختتم حديثه قائلًا: "يوم عرفة هو يوم مغفرة الذنوب، وما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإن الله يباهي بأهل الموقف الملائكة".