بقلم:منذر ارشيد
بين عام 68 و 69 كنت مسؤولا عن معسكر للأشباب
وكان معي الاخ الحبيب الكاتب الروائي جهادصالح
كنا نعتبر الأشبال كأولادنا ونتعامل معهم بكل حب واحترام
منهم أبناء شهداء وكما قيل لي أنهم تخرجوا كرجال صاعقة من خلال تدريب شاق جدا
وكنت أسير معهم في كل خطوة ولا أترك معهم المدربين وعلى مدار الساعة كنت أعيش معهم
ثلاثة أشهر في كل يوم يتدربون على شيء جديد
كل أسبوع نأخذهم في مسيرة لمدة يوم كامل نخترق الحدود اللبنانية والبقاع ثم نعود منهكين
ولكن في كل يوم الجمعة بعد أن نصلي الجمعة في المعسكر والقي لهم خطبة قصيرة
ثم نتفرغ للهو واللعب كنت اوفر من موازنات الشهر للمعسكر ما يكفي لشراء الكثير من الحاجات كنت أحضر لهم اللحوم أسبوعيا ونعقد جلسة مشاوي ولا أروع ولا أجمل وبعدها الفواكه المتوفرة في السوق والحلويات الشامية ، ونلعب ونغني ونسبح في البحيرة التي كانت في المعسكر...
كنا كأسرة واحدة ولم يكن هناك تفرقة حتى المتميزون منهم كنا لا نؤثرهم فلكل شخص إمكانياته
على مدار ثلاثة أشهر خرج هؤلاء الفتية مقاتلين توزعوا على القواعد فمنهم من إستشهدوا ومنهم من هم على قيد الحياة ومنهم من هاجر الى الخارج ومنهم من وصل إلى رتبة لواء
أحدهم فاجأني قبل أشهر من دولة إسكندرية وهو موجود في الصورة واسمه كاسترو
اقول لأبنائنا وأحفادنا اليوم لتعلموا أن فلسطين ولاده وا أنتم تأتون بعد هؤلاء الأبطال ولربما يكون منكم من هو أفضل منهم.. وأكثر عزيمة ووفاء
فتح ليس كما ترونها اليوم
فتح كانت هؤلاء الرائعون الابطال
فتح كانت بابنائها المخلصين الاوفياء الشرفاء
لم تكن فتح تعرف النفاق والكذب والدولار
فاي منافق او فاسد ...كان يظهر كالعلم فيتم سحقه فورا
وليس كما هو الحال الان.. كل شريف مخلص يتم سحقه.. ،!؟
كان هناك حب واحترام واخلاص بين الجميع ، لم يكن غني وفقير ، لم يكن إمتيازات ولا دولارات ..كان عطاء ودماء وشهداء وجبهات مفتوحة مع العدو الواحد
فتح كانت عظيمة بقياداتها العظماء وليس كما هو الحال اليوم بقادة من ورق..!؟
وإخوانكم الذين سبقوكم وهم الان كأجدادك كانوا مخلصين لله وفلسطين ولم يكونوا يعرفوا المال والدولار
كان جل طموحها الشهادة أو النصر
فابشروا يا أحفاد.. فكما جعل في هؤلاء الأجداد الخير
فسيجعل الله فيكم الخير الكثير
ووعد الله حق